رائحة الماضي الجميل و سحره الأخاذ تتسرب إلى نفسك بمجرد زيارة سوق المباركية أقدم سوق كويتي و الواقع في منطقة القبلة، التي تعتبر قلب مدينة الكويت، وهو سوق تراثي، تفوح منه رائحة البخور المنسابة من محلات العطارة التي تملئ جنبات السوق. وسط الأبراج الفاخرة والمباني الحكومية الضخمة، يقع السوق الذى يعتبر تحفة معمارية مميزة، والذي لم تفلح التجديدات في محو طابعه الأصيل، وقد سمي نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح. وفي جولة ل''مصراوي'' في سوق المباركية، الذى بمجرد الوصول إليه تشعر وكأنك في زيارة إلى خان الخليلي، حيث طاولات الطعام في ممتدة في الشارع، ويحيط بها مجموعة متنوعة من المطاعم التي تقدم الأطباق الخليجية و المصرية والإيرانية والهندية، وتتبارى جميعها في تقديم المشويات بطريقة غير تقليدية، فضلا عن أطباق الأسماك المطهية بطريقة غير تقليدية. هذا فضلا عن ''الخبز التنوري''، والذى يتم خبزه في فرن صغير و عميق، بحركات خفيفة و سريعة يقوم بها خبازين إيرانيين، ويلقى قبولا خاصا لدى رواد السوق. تسمى المحال التجارية في السوق بالدكاكين، التي تبيع الكثير من البضائع على رأسها البخور و التوابل، فضلا عن تمور المدينة، و دكاكين البقالة البسيطة، كما تستحوذ الخضروات و الفاكهة الطازجة على جانب كبير من معروضات السوق، ويوجد أقسام لبيع اللحوم و الأسماك. كما يعرض سوق المباركية الشال الرجالي و الملابس التقليدية للرجال و النساء، ويتسم أيضا بكونه ملتقى لأبناء الأسر الكبيرة في الكويت، الذين يحرصون على الجلوس فيه. والسوق في بناءه متأثرا بالتراث الشعبي، وقد تم تطويره و توسعته، مع الحفاظ على الطابع الهندسي المميز له، من حيث طبيعة المحلات والدكاكين وسقفها المصنع من الخشب ''الجندل'' و''الباسجيل''،وذلك بأشكال هندسية جميلة وغالبيتها مغطية من العرشان للوقاية من حرارة الشمس والأمطار