أعلن المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، تشكيل لجنة مشتركة من وزارات الصناعة، والبترول، والنقل، والبيئة، والكهرباء، لوضع تصور شامل لتعظيم استخدامات الفحم في الصناعة المصرية، خاصة صناعة الاسمنت إلى جانب توليد الطاقة. ولفت وزير الصناعة خلال الاجتماع الموسع الذي عقده بمشاركة المهندس شريف هدارة وزير البترول، والدكتور حاتم عبد اللطيف وزير النقل، والدكتور خالد فهمي وزير الدولة لشئون البيئة، إلى أن التصور سيشمل اجراءات مسح شامل لمعرفة قدرة الموانئ المصرية على استقبال شحنات الفحم المستوردة، وأهم المتطلبات البيئية الواجب مراعاتها للحفاظ على الاثر البيئي للتوسع في استخدام الفحم، على أن يتم عرض نتائج هذا التصور على المجلس الأعلى للطاقة خلال اسبوعين، لإقراره واتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الشأن. وأوضح صالح أن الفحم يعد أحد أهم المصادر الاساسية لتوليد الطاقة وتشغيل مصانع الاسمنت، حيث تصل نسبة المصانع المنتجة للاسمنت على المستوي العالمي باستخدام الفحم لحوالي 90% . وقال الوزير أن هذا الاجتماع يأتي في اطار حرص الحكومة على تنويع مصادر الطاقة وتوفير مصادر جديدة للطاقة لتشغيل المصانع وخطط التنمية والمشروعات التي تستهدف الدولة اقاماتها خلال الفترة المقبلة . واضاف أن الاعتماد على مصادر جديدة للطاقة بديلاً للطاقة التقليدية يعد خطوة مهمة لمواجهة التحديات التي نواجهها في مجال تدبير الطاقة اللازمة خاصة للقطاع الصناعي، حيث تعد الطاقة أحد اهم العوامل المؤثرة في العملية الانتاجية، مشيرًا إلى أن التوجه الحالي هو تعظيم استخدامات الفحم في القطاع الصناعي مع مراعاة جميع المتطلبات البيئية للحفاظ علي صحة وسلامة المواطنين. واضاف الوزير أن مصر تمتلك فرصة كبيرة لإقامة منطقة صناعية متخصصة لإنتاج الاسمنت خاصة في منطقة المثلث الذهبي الواقعة بين سفاجا والقصير، حيث يمكن الاستفادة من قرب هذه المنطقة من مينائي سفاجا والحمراوين في استيراد الفحم اللازم لتشغيل هذه المصانع الجديدة، مع إمكانية اضافة خامات مثل الطفلة الزيتية والتي تساعد في زيادة القيمة المضافة للفحم فى توليد الطاقة وتشغيل هذه المصانع مع إقامة محطات كهرباء تعمل بالفحم لتوفير الكهرباء اللازمة لهذه المنطقة الصناعية. وأشار إلى أن الاجتماع استعرض الدراسة التي أعدتها لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى حول استخدام الفحم فى صناعة الأسمنت، حيث أكدت أن صناعة الأسمنت تستهلك حوالى 20% من إجمالي الطاقة الموجهة للصناعة، وهو ما يتطلب ضرورة البحث عن موارد بديلة من الطاقة مثل استخدام الفحم، خاصة فى ظل خطة الحكومة لتحديد أسعار الطاقة خاصة الغاز الطبيعي والوصول به إلى الأسعار العالمية فى غضون الأريع سنوات المقبلة. كما تناول الاجتماع الدراسة الأكاديمية المقدمة من كلية الهندسة جامعة القاهرة والتي تضمنت عرض واقع صناعة الأسمنت فى مصر والمزايا المتعددة التي يوفرها استخدام الفحم في هذه الصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة، كما استعرضت الدراسة عدد من التصورات المختلفة سواء لاستخدام الفحم أو عدم استخدامه في صناعة الأسمنت. ومن جانبه أكد الدكتور حاتم عبد اللطيف وزير النقل أن هذه اللجنة التي تم تشكيلها ستسهم في وضع رؤية متكاملة لتعظيم استخدامات الفحم باستخدام الموانئ المصرية ، لافتاً إلى أن هناك عدد من الموانئ المصرية جاهزة لاستقبال الفحم مثل ميناء الدخيلة. وأضاف الدكتور خالد فهمى وزير الدولة للشئون البيئة أن هناك اهتماماً من الحكومة لوضع منظومة متكاملة لاستخدامات الطاقة البديلة والجديدة والمتجددة فى القطاع الصناعي خلال المرحلة المقبلة لافتاً إلى أن هذه المنظومة تحدد التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكل بديل للطاقة المستخدمة. وقال الوزير انه يتم حاليا وضع رؤية شاملة أيضا للتعامل مع المخلفات الصلبة والزراعية لاستخدمها كوقود بديل الامر الذي يعمل على خلق مشروعات جديدة في هذا المجال وتوفير المزيد من فرص العمل امام الشباب داخل هذه المشروعات خلال المرحلة المقبلة. وأشار المهندس شريف هدارة وزير البترول إلى التنسيق الكامل مع الوزارات المعنية خاصة وزارة الصناعة، لتوفير الطاقة اللازمة للقطاع الصناعي وخطط التنمية الصناعية المستهدفة، لافتا إلى أن الوزارة تضع ملف الطاقة على رأس اولوياتها في المرحلة الحالية لتوفير الطاقة اللازمة لمختلف المشروعات القائمة والجديدة.