قال الدكتور محمد بهاء الدين، وزير الري، إن مصر ستظل في حالة ''عوز مائى'' طالما استمرت الزيادة في نسبة السكان، وكشف الوزير عن الاتجاه في المرحلة المقبلة لتحلية المياه في المدن الساحلية، مبيناً أنه سيتم استثناء الإسكندرية ودمياط ورشيد وبورسعيد لأن مياه النيل تصلها بشكل دائم. شاهد الفيديو الدكتور محمد بهاء الدين وأكد بهاء خلال لقائه على فضائية ''صدى البلد'' الجمعة، أن مساحات الأرز التي سيتم زراعتها هذا العام ستتركز في الدلتا بشكل أساسي لغسل التربة التى تعانى من الملوحة الزائدة عند مصب النهر، مشيراً إلى أنه سيتم توقيع غرامات على المخالفين، ولن يتم الإعفاء كما حدث في العام الماضي لأن الرئيس اشترط ألا تتم زراعة الأرز للمخالفين مرة أخرى. وأوضح الوزير أن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي، وليس الجفاف المائى، لافتاً إلى أن متوسط نصيب الفرد العالمى من المياه طبقاً لمقاييس الأممالمتحدة يبلغ ألف متر مكعب فى العام، بينما نصيب الفرد من المياه فى مصر يبلغ 640 مترًا مكعبًا فقط. وتابع الوزير عدد السكان في مصر يزداد وتوزيع المطر غير معروف، وعدم سقوط المطر يسهم في زيادة المشكلة، لافتاً إلى أن ترشيد الاستخدام ومكافحة التلوث في النهر والترع هو أملنا الوحيد في مكافحة ظاهرة الفقر المائى. وأكد أن مصر لن تقبل التفاوض مع الجانب الإثيوبي إذا ثبت أي ضرر على الأمن المائي المصري من ''سد النهضة''، لافتاً إلى أن السد يتطلب 6 سنوات لكى يمتلئ بالمياه حتى لا تنقطع المياه عن مصر والسودان، كما أن حجم المياه الواردة من النيل الأزرق يبلغ 48 مليار متر مكعب سنوياً وسوف يقوم الجانب الإثيوبي بخصم 12 ملياراً كل عام كى يبلغ مخزون السد 74 ملياراً بعد هذه الفترة. وقال الوزير إن خفض منسوب التخزين في السد العالي بعد بناء سد النهضة قد يؤثر في إنتاجية الكهرباء في مصر بنسبة قليلة، ولكن لن يؤثر على جودة التربة الزراعية في مصر لافتاً إلى أن السودان سوف تستفيد من هذا السد لأنه سوف يقلل من نسبة الطمي ويولد الكهرباء لأن سعة السدود السودانية صغيرة ومن الممكن أن تستورد السودان كهرباء من إثيوبيا. وأضاف الوزير أنه لا يمكن استثمار 5 مليارات دولار في سد النهضة وتخاطر إثيوبيا بأمن سدها، وعلى الجانب الإثيوبي أن يعلم أنه بدلاً من بناء سد كبير كان يمكن له أن يبني سدين متوسطين بحيث يمكن أن يكونا أكفأ من السد الكبير، وكأنك استخدمت المياه مرتين ولو فرض أنهم رفضوا وطبقوا تصميماتهم في سد النهضة، فلابد أن يتم ملء السد على مراحل وهو ما سيحدث فى سنوات، كما لابد أيضاً أن يعلم الجانب الإثيوبي أن مخزون المياه 74 مليار متر مكعب؛ لمصر فيه جزء وبالتالي ليست كل المياه ملكاً للجانب الإثيوبى. وأشار إلى أنه لا يعتقد أن هناك مؤامرة لحصار مصر مائيا، لافتاً إلى أن تواجد مصر في بعض الأوقات لم يكن على مستوى الحدث فى أفريقيا. وتابع أن مصر كانت في وقت ما في موقع القيادة بالقارة الأفريقية، ولكن هناك من يشاركها الآن مثل أمريكا والصين وفرنسا ودول أخرى أفريقية وإسرائيل، لافتاً إلى أنه لايجب أن نقول أن كل شىء مؤامرة في هذا البلد بل هو قطار في العلاقات الدولية يسير بسرعة ولابد أن تركبه مصر للحاق بالآخرين. شاهد الفيديو وزير الري وأكد الوزير أن مصر لو وقعت على اتفاقية عنتيبي فسوف تلغى كل الاتفاقات السابقة، مضيفاً أن مصر لابد أن توقع على اتفاق يضمن مستقبلها المائى وتتكامل مع دول الحوض زراعياً وصناعياً وتقيم سوقا مشتركة وتزرع في السودان وتنزانيا بالشراكة مع الدولتين. وأشار إلى أن هناك جهات دولية كانت تقف ضد بناء السد العالى ومنها الولاياتالمتحدة؛ مشيرا أن إثيوبيا تقدر مكانة مصر ويعمل المسئولون هناك على مصلحة شعوبهم. وأضاف أن على الجانب الإثيوبي الذي يسعى لمصلحة شعبه أن يحترم حقوق الآخرين ولا يضر بها، مشيراً إلى أن سياسة الآبار مع دول منابع النيل تؤتي أكلها على المستوى الشعبى، فليس المهم أن تكون الأكثر سخاء ولكن أن يكون لك تواجد على الأرض وتواصل مع هذه الشعوب. واستطرد بهاء الدين: ''المسؤولون في إثيوبيا أكدوا أنهم لن يضروا بأمن مصر المائى''، لافتاً إلى أن هناك لجنة تدرس آثار سد النهضة على مجرى النهر، وعلى نصيب مصر من مياه النيل، مضيفاً أن اللجنة تضم خبراء دوليين، وأنها تدرس بعناية آثار السد والقيادة الإثيوبية الجديدة تتابع مع مصر تطورات السد''. وأثنى الوزير على الرئيس جمال عبدالناصر ومشروع السد العالى الذي حمى مصر من آثار الجفاف في إفريقيا، وأسهم فى وجود سياسة مائية لمصر، مؤكداً أن مصر استفادت بثمنه عشرات الأضعاف وآثاره السلبية يمكن علاجها بسهولة، وأن مصر في عصور سابقة كانت تسعى لإنشاء سدود خارج حدودها. وشدد الوزير على أن مبدأ عدم المشاورة عند بدء بناء سد النهضة هو ما أغضب مصر، مشيراً إلى أنه في حال انهيار مثل هذا السد قد تغرق مصر في أي لحظة بما يضر بمصلحة مصر المائية، لافتاً إلى أن الغرض من إنشاء السد هو توليد الكهرباء وليس التوسع الزراعي فإثيوبيا لديها 14 نهرًا.