انتشر على شبكة ''يوتيوب'' على الإنترنت مقطع فيديو مرعب يظهر وقوف ضباط الشرطة بجوار مجموعة من مثيري الشغب البوذيين وهم يشعلون النار في رجل مسلم في بورما، واكتفتى الشرطة بالتصوير فقط في مدينة ''ميكيتاليا'' خلال أحداث العنف والاشتباكات التي حدثت بين عصابة بوذية معروفة باسم عصابة ''969'' ومجموعة من المسلمين الشهر الماضي والتي أسفرت عن مصرع 43 شخص. شاهد الفيديو بورما ويظهر الفيديو مجموعة من اللقطات المشوشة لرجل مسلم في نزعه الأخير بعدما أضرم البوذيين النار في جسده وقد تفحم جزء من جسده لكنه لا يزال على قيد الحياة ويتحرك ببطء وبوضوح، ويحيط حوله الشرطة ويتردد صوت أحد الأشخاص يقول أنقذوه بالماء ويرد البوذيون: '' لا ماء له .. دعه يموت''. الفيديو استعانت به منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' في تقرير خلص إلى أن السلطات البورمية، وأعضاء جماعة ''أراكاني'' ترتكب جرائم ضد الانسانية في حملة تطهير عرقية ضد المسلمين في بورما دون اهتمام العالم بذلك، وأن العنف الطائفي هو أسوأ قضية منتشرة في البلدان التي تدعي الديمقراطية الوليدة في آسيا منذ الحرب الأهلية التي اندلعت العام الماضي بسبب مشادة حدثت بين مسلم صاحب متجر للذهب، وزبائنه من البوذيين في مدينة ''ميكيتالا''. ومن أشهر الجماعات المتطرفة جماعة ''969'' والتي تقوم بلصق العديد من المنشورات بهذا الرقم والتي ترمز لعبادة بوذا، وتقوم دائماً بمهاجمة متاجر الذهب في ظل وقوف الشرطة عاجزة، وتحريض الرهبان على قتل المسملين وزيادة غضب الجماهير، ومن الجانب الآخر يقوم المسلمون بممارسة أعمال العنف ضد البوذين أيضاً فأمس الأحد تم الاعتداء على راهب بوذي وتوفى في المستشفى لاحقاً. والمسلمون في بورما مهددين بالتطهير العرقي حيث ارتفعت دعوات الكراهية منذ 49 عاماً من قبل الحكم العسكري والذي انتهى في مارس 2011 وتواجه الحكومة الاصلاحية العديد من التحديات في البلد الأكثر تنوعاً عرقياً في آسيا، حيث أفرجت الحكومة عن المسجونين ورفعت شعار الانتخابات الحرة والتحول نحو الديمقراطية في ميانمار. لكن الحكومة تواجه مزيداً من الانتقادات بسبب فشلها في وقف إراقة الدماء بين البوذيين والمسلمين، وأدى ذلك فرار مئات المسلمين من منازلهم إلى مأوى في استاد رياضي بحسب المسئولين المحليين، في حين ازدادت الاضطرابات الدموية في ''ريبرايز'' العام الماضي في ولاية راكين غرب ميانمار، وأسفرت عن مقتل 110 شخصاً، وغادر البلاد رسمياً 120 ألف مسلم معظمهم من مسلمي ''الروهينجا عديمي الجنسية''، واشتكى السكان المحليون بأن هناك عدد قليل من الشرطة في تلك المدينة يصلون إلى 180 شرطي ولا يستطيعون الحفاظ على الأمن. وأكدت ''هيومن رايتش ووتش'' أن القوات المسلحة البورمية متواطئة في نزع سلاح الروهينجا المسلمين، وإبادة معظمهم في كل من يونيو وأكتوبر 2012.