أكد فضيلة الإمام الأكبر، أحمد الطيب ، شيخ الأزهر، أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بمصر علاقة طيبة ضاربة في جذور التاريخ، قامت منذ القدم على أواصر المودة والرحمة بين جناحي الوطن، فلم يذكر التاريخ على مدار أكثر من ألف وأربعمائة عام ثمة مواجهة بين نسيج الوطن الواحد، مما ميزهم بانصهارهم في بوتقة الوحدة الوطنية، تحقيقا لروح المواطنة في أسمى معانيها. وشدد فضيلته خلال استقباله لمجموعة من اعضاء مجلس الشورى، اليوم الاربعاء، على أن استخدام العنف وإراقة الدماء كلغة حوار تتنافى مع روح الشريعة وسائر الشرائع السماوية القائمة على التسامح، مشيرًا إلى أن الأحداث المؤسفة التي وقعت بمدينة الخصوص وأمام الكاتدرائية بالعباسية يراد بها ضرب روح المواطنة في صميمها. كما أكد الطيب على أننا بحاجة إلى قرارات عاجلة لملاحقة الجناة أيا كانوا، لافتًا إلى ضرورة سرعة الفصل في القضايا الملحة التي تشغل الرأي العام في أقرب وقت منعا لتفاقم الأزمات. ومن جانبهم أكد أعضاء الوفد، أن الأزهر أهم ركائز الدولة المصرية عبر تاريخها القديم والحديث وخير شاهد على ذلك دوره الوطني خلال الثورات التي شهدتها مصر في القرون الماضية وآخرها ثورة 25 يناير، التي كان رجال الأزهر في مقدمتها ولهم فضل كبير في نجاحها، وأشاروا إلى فخرهم بوجود الأزهر الشريف على تراب مصر واصفينه بصوت الأمة وضميرها، وحصنها عند الشدائد.