جاى تايه ادور على ميت والى وشعورى للعيل متولى وادينى هتكلم على متولى هكذا تعرفت إليه سينمائيا.. كنا جميعا محبي الفن السابع نبحث عنه، أحمد زكي متولي عبد الرحمن بدوي.. الفتى الأسمر الذي قاد فن التمثيل في مصر إلى آفاق أخرى.. الممثل الأعظم في تاريخ السينما المصرية، وملهم للجميع. هذه الأبيات التي صاغها شاعر الربابة وأطلقتها حنجرة حفني محمد حسن في أول أعمال أحمد زكي السينمائية ''شفيقة ومتولي'' التي وقف فيها أمام سندريلا الشاشة سعاد حسني.. الأبيات التي صاغها لسان حال القدر لتعلن بداية رحلة هذا العملاق. هنا لن أسطر سيرته الذاتية، فالكثيرين يعرفونها عن ظهر قلب.. هنا سأعطي لقلبي المساحة للحديث عن شخص أثر فيّ وشكلت أدواره جزء كبيرا من إحساسي وذكرياتي.. سيكتب القلب دون التزام بمعايير التسلسل الزمني أو أي معايير أخرى سوى حب هذا الرجل. إبراهيم صالح.. فتى فقير لا يكذب ولكنه يتجمل، هكذا يرى نفسه، وهكذا رأى أن يهرب من واقعه الفقير المرير، إبراهيم صالح، شاب تقابله كثيرا في جامعتك ومحيط عملك وبيتك، متمرد لكنه قليل الحيلة، تمرد بالكذب كرها في حاضره، وأملا في مستقبل لم ينله، لأن ''الكذب مالوش رجلين''. منتصر.. ''بس الحاجر حاجة تانية'' جملة جرت على لسان منتصر ابن قرية الحاجر في واحد من أعذب مشاهد فيلم الهروب، تلخص فلسفته في التعامل مع قريته وأهلها. منتصر الفتى الشقي الذي دفع ثمن مغامرته في الحياة غاليا، سجن في سجون الداخلية، وخرج منها ليسجن نفسه في دائرة الانتقام.. منتصر ضحية الجهل والعادات القبلية التي تشكل وجدان الكثير من أهالينا بالصعيد حتى الآن. مصطفى خلف.. المحامي ''الألعبان'' الذي اختار تدمير كل ما يربطه بالمبادئ انتقاما من اللاشئ!.. طلاقه من زوجته وبعده عن ابنه لم يكن سببا كافيا لأن يتحول مصطفى خلف إلى شخص منحط إلا في عقله هو.. أو ربما تقول إنه تزرع بهذا السبب ليعيش حياة تمناها بلا قيود .. يحقق طموحاته بشتى الطرق غير المشروعة بلا إحساس بالذنب. مستطاع.. اختار في حياته الفقيرة أن يكافح الغلاء بالاستغناء.. أستاذ الفلسفة الذي زرع قيمها النبيلة في تلاميذه، قبل أن ينقلب عليها وينتقم من الجهل المحيط به في كل مكان، مقررا الاستمتاع باللعب بالبيضة والحجر. مستطاع استطاع أن يستغل ذكاءه ودراسته للفلسفة للنصب على البسطاء – عقليا وماديا – واستغلال شهواتهم المختلفة لتحقيق ثروة طائلة وشهرة ملفتة وأن يرى شبق الاحتياج في عيون الجميع.. لكن ما بني على باطل يبقى باطلا إلى الأبد، وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. محمد حسن.. الفرق بين محمد حسن، وحسن هدهد، وحودة النجار، أن الأول لم ينهزم لرغباته ولو بعض الوقت، وكان حلمه دائما قنديلا ينير له الطريق. الملاكم الذي اختار أن يكون بطلا فكان، وأن يصبح عظيما يذكره التاريخ، فدعمه القدر.. لذلك يبقى النمر الأسود في مقدمة سلسلة أفلام قدمها زكي في رحلته الفنية تقدم حياة الملاكم الفقير الذي يسعى للبطولة والمجد.. وظل محمد حسن أسطورة خلدها فيلم النمر الأسود لبطل حقيقي يستحق الخلود. رأفت رستم.. الوزير بالصدفة.. الفاسد باختياره، معالي الوزير الذي تعاظمت فوق مشاكل وزارته وبلاده مشكلة عدم قدرته على النوم!.. الوزير الفاسد الذي عمل ك''عصفورة'' لأمن الدولة في الجامعة ثم عمله، وحملته الصدفة لمقعد الوزارة، ظل يحلم بنوم مريح تحجزه عنه أفعاله المشينة والموبقات التي كرس عمره من أجلها.. هكذا قدم زكي دور معالي الوزير في فيلم يفضح الكثير من الفساد في العهد البائد. يحيى المنقبادي.. في رأيي الشخصي يعد يحيى المنقبادي الضابط المكلف بالعملية ''أرض الخوف'' الشخصية الأعظم والعمل الأكثر روعة في تاريخ أحمد زكي. الضابط الذي كلفه جهاز الشرطة بمهمة أبدية داخل عالم المخدرات، والذي وجد نفسه في مرحلة ما لا يستطيع التحقق من شخصيته، هل هو الضابط الشريف الذي يقدم خدمة جليلة لبلاده، أم أنه تاجر المخدرات المجرم الذي يفعل كل المحرمات بحماية الشرطة؟.. شخصية وفيلم يحتاجان لمجلدات وليس مجرد فقرة في تقرير أو مقال. سبع شخصيات اخترتها بلا دراسة أو تحضير.. أردت بها أن احتفي بذكرى ابتعاد أحمد زكي السابعة.. فأحمد زكي صدقا لم يمت.