تتصدر الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات أولى اهتمامات الشارع المصري، كونها معنية بتأمين مرافق حيوية يتعامل معها يوميًا 7 ملايين من المواطنين. وفي الآونة الأخيرة أثيرت العديد من الأسئلة حول قدرتها على إدارة الأمور، في ظل تكرر حوادث قطع خطوط السكك الحديدية واقتحام لمحطات مترو الأنفاق، ووجود وقفات احتجاجية لأفراد شرطة النقل والمواصلات للمطالبة بالتسليح.
"مصراوي" التقى اللواء وجيه صادق مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، والمسؤل الأول عن حماية مرافق مهم في الدولة وهو السكك الحديدية ومترو الأنفاق، لنطرح كل الأسئلة التي المثارة في الشارع المصري، ولنقترب أكثر من معاناة رجال الشرطة مع الأزمات اليومية التي يواجهونها وكيفية التعامل معها وايجاد حلول.
ما هي طبيعة عمل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات؟
تعتبر من أكبر الإدارات التي تتبع قطاع الأمن الأقتصادي بوزارة الداخلية، حيث تضم إدارات خدمية عديدة وهي خطوط السكك الحديدة وجهاز مترو الأنفاق وشركات النقل وشرطة التليفونات ومكاتب البريد، وتعمل على تأمين 7 ملايين مواطن من مستخدمي تلك الوسائل يوميًا، وحماية المنشات والمرافق التابعة للإدارة. شاهد الفيديو مدير شرطة النقل والمواصلات: قادرون على حماية المواطن
تكرار حوادث قطع خطوط السكك الحديدة.. ما الأسباب ؟
للأسف انتهج عدد من المواطنين تنظيم وقفات احتجاجية وقطع خطوط السكك الحديدية لتقديم مطالب فئوية أو عمالية أو لأسباب شخصية، مستخدمًا ذلك كوسيلة ضغط على المسؤولين، ويسبب ذلك في عدم انتظام حركة القطارات، وحدوث ربكة داخل المرفق، وخسائر فادحة للدولة، تفوق مطالب المواطنين لو تم مقارنتها. كيف تتعامل الشرطة مع تلك الحوادث؟
نقوم على الفور بمحاولة إحتواء الموقف وإزالة كل العقبات، والاتصال بالجهات المسؤولة المنوط بها مطالب المواطنين، وأقوم بالاتصال بالوزراء والمحافظين لحل الأزمة، بهدف فض الوقفة، وانتظام حركة القطارات بخطوط السكك الحديدية، ولكن أحيانًا تكون الاستجابة من بعض المسؤولين بطيئة، أو تحقيق المطالب يحتاج للوقت، ونعمل بشكل مستمر ونقوم ببذلك قصارى جهدنا للتقليل من الوقفات الاحتجاجية. ما تعليقك على ما أشيع حول سرقة عربة قطار من داخل ورش السكك الحديدية بالتبين.
الخبر عار تمامًا من الصحة، وتواصلت على الفور مع رئيس هيئة السكك الحديد ونفى الأمر، واتضح أن الهيئة كانت قد عرضت 17 عربة قطار متهالكة بمزاد رسمي للبيع، وقام تاجر بشرائها وقام بنقل العربات بأوناش بشكل رسمي، وانتهت علاقتها بالورش، لكن صحفي بإحدى الجرائد قام باختلاق قصة وهمية تسىء بشكل كبير للصحافة. وحاولت التواصل مع رئيس تحرير الجريدة لكن محاولتي فشلت.. وظل سؤال يؤرقني كيف تصور المحرر أن يتم سرقة عربة قطار ضخمة أمام العاملين وقوات الأمن والمواطنين في وضح النهار؟! ماذا عن تكرار اقتحام محطات مترو الانفاق ووقف حركة القطارات؟ حالات تعطل مترو الأنفاق نادرة لأنه مرفق حيوي، ومن يقوم بتلك الأفعال مثيرو شغب لهم غرض محدد وهو انتشار الفوضي، ونقوم بالتصدي لهم، ويتم امداد بالمحطات المستهدفة بضباط وأمناء وأفراد شرطة ونقوم بمواجهتهم، وقومنا بضبط عدد كبير منهم وعرضهم على النيابة لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
ما هي المحطات التي تضع الإدارة على عاتقها تأمينها بشكل دائم؟
كل المحطات بالطبع، ولكن هناك محطات حيوية مثل محطة السادات لتواجدها في ميدان التحرير، بالإضافة إلى محطة سرايا القبة كونها بالقرب من قصر الإتحادية، ويستخدمها المتظاهرون في الوصول إلى هناك، وحدوث اشتباكات الفترة الأخيرة بالقرب منها.
هل توجد خطة أمنية لتأمين مترو الأنفاق في حالات الطوارىء؟
في الظروف الطبيعية هناك خطة لتأمين جهاز مترو الأنفاق في المحطات والأرصفة والأحواش والمداخل والمخارج، وفي حالة حدوث طوارىء ومواقف خارجة عن ارداتنا، يتم على الفور بالاستعانة بقوات أمنية من كل الإدارات الأخرى التابعة لشرطة النقل والمواصلات لتحقيق الانضباط الأمني بداخل المحطات.
انتشار ظاهرة الباعة الجائلين داخل محطات مترو الأنفاق .. هل من حلول ؟
الشرطة تبذل قصارى جهدها، تكتفى في البداية بغرامات فورية ثم عمل محاضر والعرض على النيابة، وبدورها تقوم باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، ونعمل على التنسيق الدائم مع النيابة للحد من المخالفات، بالإضافة إلى ما يتم إذاعته من خلال ميكروفونات داخل المحطات لتوعية المواطنين بعدم التعامل مع المتسولين والباعة الجائلين'.
هناك أسواق وتكتل بشري من الباعة أمام مداخل المحطات.. لماذا لا يتم ضبطهم؟
تلك مسئولية مديريات الأمن والإدارة المحلية، لأن الإدارة منوط بها حماية المحطات من الداخل فقط، ولابد من تكاتف جميع أجهزة الدولة للقضاء على تلك الظاهرة، ولا يُلقى بالعبء بأكمله على الشرطة، فمن الضروري أن تتدخل المحليات وتعمل على تخصيص أماكن بديلة للباعة مقابل رسوم، وعلى الإعلام أن يقوم بتوعية المواطنين بعدم تشجيعهم بالتعاون معهم. هل طالبتهم من الجيش الاستعانة به في تأمين المرافق الحيوية؟
لم يحدث، ولا يوجد ما يستدعي تدخل قوات الجيش، ورجال الشرطة قادرون على القيام بمهامهم في تأمين المواطنين والمرافق والمنشات، وفي حالة احتياجنا للشرطة نعلم جيدًا إنهم سيلبون النداء على الفور. ماذا عن مطالب أفراد الشرطة بتحسيين اوضاعهم وتسليحهم؟ هناك تواصل معهم بشكل دائم، لمناقشة مطالبهم المشروعة، والعمل على تنفيذها، وعن مطالبهم بالتسليح فالوزارة تمتلك أسلحة للخدمات، لكنهم يطالبون بأسلحة شخصية، وقد أعلن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أن الوزارة تعاقدت على 100 ألف قطع سلاح ستتواجد مع الأفراد خلال الفترة القادمة.
ما طبيعية عمل شرطة التليفونات؟
بعد ظهور الهواتف المحمولة، تعددت الشكاوي من المعاكسات وتلقى التهديدات، خاصة أن الشركات لم تنظم عمليات بيع الخطوط وتسجيل بيانات العملاء، مما تسبب في مشاكل عديدة، ومع ذلك قام رجال الشرطة باستخدام الأجهزة الحديثة ذات التقنية العالية، التي تعمل على تتبع الهواتف والمكالمات، وضبط مرتبكي تلك الحوادث .. كما يتم ضبط قضايا تمرير المكالمات الدولة التي تهدر ملايين الجنيهات على الدولة التي تقوم بحصيلها، حيث يقوم الخارجين عن القانون باستخدام اجهزة لتمرير المكالمات ويتم تتبعهم وضبطهم.
ماذا عن الجرائم التي يتم ضبطها بداخل المرافق التي تخضع للنقل والمواصلات؟
جميع أنواع الجرائم، حيث يتم ضبط جرائم مخدرات وحيازة سلاح وسرقة ونصب وأموال عامة، وتنفيذ أحكام، وأداب عامة ومعاكسات تليفونية وتسول وتمرير مكالمات دولية. كم عدد القضايا التي تم ضبطها في الأشهر الأخيرة؟
تم ضبط 43 تشكيل عصابي يضم 98 متهما لارتكابهم 56 واقعة سرقة( بالاكراه، مهمات مصلحية، نشل، نصب، الاتجار في أعضاء البشر)، و528 قضية في مجال مكافحة المخدرات، و24 قضية أموال عامة، و471 في مجال تنفيذ الأحكام، و13 قضية في مجال الأسلحة النارية، و406 قضية في مجال الأسلحة البيضاء، و5 قضايا تمرير مكالمات تلفونية دولية.
ما المطلوب من المواطن كي يساعد رجال الشرطة بالإدارة في عملهم؟
أناشد المواطنين ان يلتزموا بالسلوكيات الراقية ومبادئنا في التعامل مع الأجهزة الأمنية والقائمين عليها من ضباط وأمناء وأفراد شرطة بالأسلوب الأمثل من أجل نهضة البلاد والعمل على تأمينها وحمايتها ورفع مستواها.