كشف فريق بحثى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، النقاب عن اختراعه لمحرك صوتي حراري يعمل بظاهرة الصوت، ويقوم بتحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة صوتية تنتج الكهرباء فى النهاية، دون إنتاج أى غازات قد تضر بالبيئة، وذلك فى مقر الجامعة بالتحرير. وأشار الدكتور إيهاب عبد الرحمن العميد المشارك للدراسات العليا والأبحاث بكلية العلوم والهندسة ومدير مركز يوسف جميل لأبحاث العلوم والتكنولوجيا، بالمؤتمر أن الزيادة فى الطلب على الطاقة سيؤدى إلى إنتاج الطاقة غير المتجددة، وهى البترول والفحم والغاز الطبيعى، مما سيجعل الحاجة للسيطرة على الطلب المتزايد للطاقة غير المتجددة للتنوع الجغرافى وإمدادات الوقود وللتخفيف من حدة الإنبعاثات الضارة بالمناخ، أمراً أكثر أهمية من أى وقت مضى. وأوضح عبد الرحمن عن وجود حاجة لتوليد الكهرباء في المناطق النائية التي لا يصلها إنتاج شبكة الكهرباء الرئيسية قائلاً: ''لو استطعنا تلبية هذه الحاجة في شكل من أشكال الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية، فإن هذا من شأنه أن يقلل من الحاجة للطاقة غير المتجددة ويضمن إمدادات منتظمة من الكهرباء يمكن الاعتماد عليها''. وأضاف عبد الرحمن إلى أن تشغيل المولدات الكهربائية أثناء انقطاع الكهرباء أو فى المناطق خارج شبكات التغطية يحتاج إلى وقود أو بنزين، وهو مصدر مكلف للطاقة غير المتجددة، ويصدر عنه انبعاثات ضارة تساهم فى تلوث الهواء وتغير المناخ، مشيرا إلى أن المحرك الصوتى الحرارى الذى أنتجه باحثو الجامعة الأمريكية بالقاهرة يعمل بشكل صديق للبيئة مستخدماً الهواء أو الغاز النبيل الذى لا يتفاعل مع أى غاز آخر ولا يؤثر آثارسلبية على أى شئ. وأكد عبد الرحمن أن مكونات المحرك الصوتى الذين قاموا باختراعه بسيطة ليس لها متطلبات خاصة، وتتوفر تجارياً بكميات كبيرة ورخيصة نسبياً، وأن العائق الرئيسي أمام تشجيع الطاقة المتجددة على مدى العقود القليلة الماضية هو ''التكلفة''، وأن متوسط تكلفة الطاقة التى تنتجها محركاتهم أرخص كثيراً من التقنيات الأخرى المشابهة. وأوضح عبد الرحمن بالمؤتمر أن هذا المحرك يعمل بحرارة الشمس، ويعمل بتطبيقات مشتركة للحرارة والطاقة والتي تحول النفايات الحرارية الصناعية إلى طاقة كهربائية، مضيفاً أن للمحرك له فترة حياة طويلة بما أن أجزاءه ليست متحركة، كما أنه يعمل في درجات حرارة مرتفعة، مما يسمح لكفاءته أن تكون أعلى. ويشير عبد الرحمن إلى أن هذا يمكنه أن يمثل حلاً لمشكلة الطاقة في مصر مؤكداً على ضرورة الانتقال من الاستخدام واسع النطاق للطاقة غير المتجددة لمصادر الطاقة المتجددة، مضيفاً إلى أن الطاقة الغير متجددة تحتاج إلى ملايين السنين للتكوين وأنه يجرى استنزاف الاحتياطي الخاص بها بمعدل أسرع بكثير من الطاقة الجديدة التي تتكون، كما أنها تنتج غازات السامة عقب حرقها. وقال من جانبه الدكتور عبد الماجد حافظ إبراهيم أنهم مستمرون في تطوير المحرك، ولكنهم يبحثون عن شركة تتبنى المشروع وتقوم بتمويله حتى تطبقه، مضيفاً أن الشركات المصرية ليس لديها هذه الثقافة وتفضل الاستيراد من الخارج عن تمويل أى من الباحثين لإنتاج اختراع معين. واضاف عبد الماجد ل''مصراوي'' أن المحرك إذا تم تمويله وتطويره من الممكن أن تغطى به الصحراء الغربية وتحول الطاقة الشمسية بها إلى طاقة كهربية كبيرة، مشيراً إلى أن مصر إن لم تتقدم فى هذا المجال وتمول مثل هذا المشروع سوف تسبقها الدول العربية فى فعل هذا. وجدير بالذكر أن الفريق البحثى تكون من كل من د. إيهاب عبد الرحمن، العميد المشارك لللدراسات العليا والأبحاث بكلية العلوم والهندسة ومدير مركز يوسف جميل لأبحاث العلوم والتكنولوجيا، ود. حسنى عمر أستاذ الفيزياء بالجامعة، ود. كريم عداس، مدرس الفيزياء، إلى جانب الأساتذة الباحثين الدكتور عبد المجيد إبراهيم ود. أحمد عبد الرحمن بالإضافة إلى عشرة طلاب دراسات عليا.