حذّر الخبير الزراعي، نادر نور الدين، من تفاقم أزمة الجراد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة في البلاد. وقال نور الدين، الأستاذ بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، في تصريحات، إن مصر سيدخلها 3 أسراب من الجراد، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، ويتكون السرب الواحد من 40 إلى 80 مليون جرادة. وأوضح أن هذه الأسراب ''ليست مكمن الخطورة الوحيد، بل إن الجراد الذي دخل خلال الأيام الماضية قبل هذه الأسراب وضع بيضه، حيث تضع الجرادة الواحدة 140 بيضة، تخرج منها بعد الفقس أعداد هائلة من الجراد''. وانتقد الخبير الزراعي طريقة مسؤولي وزارة الزراعة المصرية في التعامل مع المشكلة، قائلا إنهم ''لم يبدوا أي اهتمام بها، إلا عندما باتت تهدد العاصمة القاهرة، وكأن المناطق المتضررة في الجنوب ليست ضمن مصر''. وعن وجود تحذيرات سابقة من قدوم الجراد، قال نور الدين إن تهديد الجراد للقاهرة ''كان متوقعا، وحذرت منه منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ولكن مسؤولي وزارة الزراعة استهانوا بالتحذيرات، كما استهانوا بتحذيرات سابقة بقدومه من السودان إلى جنوب مصر''. وتبلغ سرعة الجراد من 16 إلى 20 كيلو في الساعة، مما يجعل انتقاله من جنوب مصر إلى القاهرة أمرا متوقعا وسريعا، وفق الخبير الزراعي. وطالب نور الدين باستعدادات خاصة لمواجهة أسراب الجراد المتوقعة، مشيرا إلى أن المبيدات المستخدمة في مقاومته لها تأثير على صحة الحيوان والإنسان، ما لم يتم اتباع الاشتراطات الصحية لاستخدامها. وتستخدم المبيدات الفوسفورية لمقاومة الجراد، ومن أخطار هذه المبيدات أن المحاصيل الزراعية القريبة من مكان رشها مثل ''البرسيم'' لابد أن تترك ثلاثة أسابيع قبل أن يتم استخدامها، حتى لا تسبب نفوقًا للحيوان الذي يتناولها، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للخضروات والفواكه التي تترك آثارًا تراكمية عند الإنسان الذي يتناولها. ولهذه الأخطار تأتي أهمية مقاومة أسراب الجراد في الصحراء، قبل أن تصل للمناطق الزراعية، وهو ما لم تقم به وزارة الزراعة المصرية، بحسب الخبير الزراعي. وحول ما يتردد عن فوائد غذائية للجراد يمكن الاستفادة بها، قال الخبير الزراعي: ''الأمطار لها فوائد، ولكن إذا تحولت لسيول تكون مضرة، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للجراد، فهو مفيد غذائيًّا وتأكله بعض الشعوب لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 67%، وهي نسبة أعلى من بروتين الأبقار الذي يصل إلى 25%، ولكن عندما يأتي في أسراب بالملايين ليهدد المحاصيل الزراعية يصبح كالسيول''. ولكن هناك فائدة يشير إليها الخبير الزراعي وتلجأ إليها بعض الدول وهي الاستفادة من الجراد النافق بطحنه بعد تجفيفه في الشمس، وإضافته لأعلاف الحيوانات كمصدر بروتيني. ويوم السبت الماضي غطت أسراب الجراد القادمة من المناطق الحدودية مع السودان والسواحل المطلة على البحر الأحمر، أجزاء من سماء عدة أحياء في القاهرة، كما توجهت أسراب أخرى إلى سيناء واقتربت من الحدود الإسرائيلية والفلسطينية، بحسب ما رصده أهالي تلك المناطق ومراسلو الأناضول. وفي المقابل، تضاربت تصريحات مسؤولي وزارة الزراعة حول حجم انتشار الجراد ووصوله إلى القاهرة في اليومين الماضيين، ففي حين رجّح عدد منهم عدم وصول أسراب من الجراد إلى القاهرة إذا ما ثبتت التيارات الهوائية، قال وزير الزراعة إن الجراد وصل إلى حي التجمع الخامس في شرق القاهرة، وجارٍ العمل لعدم انتشاره في بقية الأنحاء.