بنغازي (رويترز) - قال كبير المسؤولين الاقتصاديين المعارضين في ليبيا ان البنك المركزي الذي أسسه المعارضون الليبيون ليس لديه أي احتياطيات لكنه يزمع ضخ دولارات في الاقتصاد لدعم الدينار الليبي فور وصول أموال تعهدت بتقديمها قوى غربية. وأسس المعارضون ومقرهم بنغازي البنك لينافس البنك المركزي في طرابلس لكن الكيان الجديد مستمر في استخدام العملة نفسها التي تصدر في الغرب الذي يسيطر عليه العقيد معمر القذافي وليس لديه أدوات نقدية تتجاوز تلك التي تكون لدى وزارة مالية. ويجاهد المعارضون لدفع أجور العاملين في القطاع العام ومنع الاقتصاد في شرق البلاد من الانهيار بعد الانتفاضة المناهضة لحكم القذافي التي اندلعت في منتصف فبراير شباط الماضي. وقال عبد الله شامية الذي عين الاسبوع الماضي مسؤولا عن الاقتصاد في اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الانتقالي الذي يدير الشؤون اليومية لاراضي المعارضين "ليس لدينا احتياطيات لان القذافي أفرغ كل شيء." وأضاف "توجد بعض الاصول التي يتعين استخدامها كغطاء قانوني لقوة ابرائنا لكن لا يمكن استخدامها انما يجب أن تبقى على حالها لتعطي العملة الليبية قوتها." وفرض المعارضون حدودا قصوى للمبالغ التي يمكن سحبها من البنوك وحددوا حصة لشراء الدولار لكنهم يواجهون تحديات في تنفيذ ذلك مع دخول الصراع شهره الثالث ولا تظهر دلائل على قرب انتهائه. وقال شامية الذي ينوب عن وزير المالية علي ترهوني المسافر خارج البلاد "الناس يكنزون أموالهم الان. هذا متوقع لاننا نعيش في حالة حرب." وتابع "لذلك لا يريدون الالتزام... لا يمكن سحب اكثر من ألف دينار أو نحو ذلك. وهم يفضلون الاحتفاظ بأموالهم في منازلهم وفي خزائنهم الخاصة ولكننا نشجع الجميع على ايداع اموالهم." وادى تدافع الليبيين الراغبين في الفرار أو البحث عن ملاذ امن على الدولار في السوق السوداء الى اضعاف قيمة الدينار الليبي لتبلغ ما بين 1.90 و2.00 دينار مقابل الدولار. لكن العملة المحلية انتعشت الى ما بين 1.50 و1.60 دينار للدولار بعد ان تعهدت قوى غربية بتقديم أموال للمعارضين. وقال شامية ان البنك المركزي يأمل فور وصول الاموال أن يضخ ما يكفي من الدولارات في الاقتصاد المحلي لدعم الدينار واعادته الى مستواه السابق البالغ 1.25 دينار مقابل الدولار. وأضاف "لن نترك عملتنا تنهار يجب ان نقويها... سأضخ قدر استطاعتي من الدولارات بالدرجة التي لا تضر الدينار الليبي." وتابع أنه سيكون هناك حرص كذلك على أن توجه الاموال للتجار الذين يعتزمون استخدامه في استيراد الغذاء والامدادات الضرورية. ومضى يقول "هذه الدولارات لن نكتفي بضخها بل سنضخها بطريقة معينة لتعود علينا... بالغذاء والامدادات الطبية والوقود... نتخذ بعض الاجراءات لضمان أن المتقدمين للحصول على الدولار تجار حقيقيون وليسوا مضاربين." وحتى الان يقول شامية ان الاقتصاد في الاراضي التي يسيطر عليها المعارضون يعمل بشكل شبه طبيعي في مجالات معينة مثل الغذاء والوقود لكنه قد يصادف مشاكل خلال شهر أو اثنين اذا لم تأت الاموال الموعودة. وقال "نعيش حياتنا التجارية بشكل طبيعي أو شبه طبيعي. البضائع متاحة والناس تحصل على أجورها والمتاجر مفتوحة." وأضاف "اذا لم يسهل المجتمع الدولي حصولنا على أموالنا المجمدة فقد نواجه كارثة."