''زي النهاردة من سنتين''.. كانت الدعوة الأولى للخروج والتظاهر على الأوضاع الفاسدة والظلم والانفراد بالسلطة، كانت دعوة لكسر صنم ''الديكتاتور''، لكسر حاجز الخوف من تجبر ''الآلة الأمنية'' ودمويتها، ''زي النهاردة من سنتين'' خرجت مجموعة ''كلنا خالد سعيد'' بأول دعوة للخروج في يوم ''25 يناير 2011'' للتظاهر في ميادين مصر. ''معقول هنقدر؟ ، شباب مسقطة بنطلوناتها عاوزة تخرب البلد، طب يا ترى هتتقابلوا في أي كافيه؟ ، وهي الداخلية هتسيبكم بسهولة؟، محدش هينزل أصلا .. يا عم كبر مخك كدا كدا (الوريث) هيحكمنا''.. ردود أفعال كانت كفيلة بإطفاء الحماسة، لكنها كانت دعوة نابعة من القلب، من قهر سنوات حكم منفرد، من ممارسات أمن الدولة و الداخلية، من حرقة قلوب أمهات و زوجات قتلوا أبنائهم و أزواجهم لمجرد أن طالبوا بحياة كريمة''. أما ردود مسئولي السياسة فكانت ''مصر ليست تونس''، الناجحة لتوها في إسقاط حاكمها الديكتاتور ''بن علي'' قبل يومين فقط من إطلاق الدعوة على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، و وقفت الأحزاب السياسية موقف ''المتفرج'' الحائر من الانضمام لهذه الدعوة، و المغامرة بسقف الحرية و المعارضة ''الوهمي'' المتاح لهم من قبل النظام، أما ''رجال الدين'' فحذروا من الخروج على الحاكم، و الدفع بالدولة للهاوية و عدم الاستقرار. ''عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية''.. شعار الثورة الخالد، هز أركان ''نظام مبارك'' وإسقاطه خلال ''18 يوم''، وهو أقصر وقت يحتاجه حاكم في دول ''الربيع العربي'' ليتم ''خلعه'' من منصبه. بعد عامين من الثورة، كتبت صفحة ''كلنا خالد سعيد'' على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، تذكر مشتركيها ب''أول دعوة للخروج''، فكتبت: ''زي النهاردة من سنتين.. في نفس الوقت ده خرج من كلنا خالد سعيد أول دعوة للثورة .. أول بوست كان: لو نزل 100 ألف واحد في القاهرة محدش هيقف قصادنا .. وكان السؤال: يا ترى نقدر؟ .. وبعديها بعدة ساعات نزلت الصفحة ''إيفنت'' للدعوة للثورة''. أكملت صفحة ''كلنا خالد سعيد'': لم يصدق الكثيرون وكتبت التعليقات من قبيل: ''انتوا بتحلموا''، وسخرت الحكومة التي قالت: ''مصر مش تونس''، وأخذ المحللون السياسيون يشرحون للشعب المصري كيف أن وضعنا مختلف وأنه يستحيل أن يقوم الشعب بثورة، ولعبت الأحزاب والجماعات والتيارات السياسة دورا سياسيا مترددين بين المشاركة والمقاطعة حتى يوم 28 يناير. البعض خرج يسميها: ''مظاهرات 25 يناير''، والآخرون تحدثوا عن أنها مجرد فقاعة على ''فيس بوك'' لشباب ''مسقط البنطلونات''، كانوا يسألون بسخرية هل هناك ثورة تبدأ ب ''إيفنت'' على فيس بوك؟، والآخرون يقولون: ابقوا قابلونا لو شفتوا 1000 واحد في الشارع، ولكنها كانت ''ثورة''، صحيح أنها لم تحقق أهدافها بعد، صحيح أنها لم تكتمل، ولكنها كسرت حاجزا للخوف لم يُدرك صانعوه أنه ليس إلا حائطا إسفنجيا، حطمت أسوار الاستعباد والوصاية على الشعب، وأخرجت جيلا جديدا من الشباب، لن يقف أمامه كل من تسول له نفسه إعادة إنتاج النظام تحت أي مسمى وبأي ذريعة، لن يقبل أبدا بالإحباط أو اليأس أو الاستسلام .. الثورة مستمرة .. وستنتصر!. أما التعليقات فجاءت ملفتة للأنظار، بين ''شيلنا مبارك و جبنا الاخوان، والثورة مستمرة، وأين حق الشهداء''، أما التعليق الأبرز فكان: ''انتوا السبب مكنا مرتاحين لا فاهمين حاجة فى السياسة ولا غيرها على الاقل كنا بنموت ميت مرة فى اليوم دلوقتى وبعد الثورة بنموت الف مرة فى الساعة كل يوم نصحى على أخبار تحزن القلب لما القلب عجز، وهو لسه شباب هننزل نعمل إيه.. ما كفاية لحد كدا بقى سيبوا ما تبقى مننا في حاله والله الشعب تعب'' .