وقفت مع منً وقفوا؛ لا ترغب سوى في رفع الظلم لعل أذن تسمع ويد ترحم، ما يقرب من أربعين عاماً ظلت في كنف تلك المنطقة كغيرها من أهالي ''الأتكة'' بالسويس، بها تربت وتعايشت مع ظروف المعيشة بما فيها من قسوة، لكنها قررت أنه لم يعد مجال للصمت والحائط الذي تستند له مهدد بالإزالة . شاهد الفيديو سيدة عايزين نعيش زي الناس اللي عايشة أمام مبنى محافظة السويس كانت السيدة الخمسينية تندد بالحكم القضائي الصادر لصالح هيئة قناة السويس، والذي لا يعني إلا تشريدها وغيرها من الأهالي بتركهم لمنازلهم، وقالت السيدة التي اتشحت بالسواد رداءاً، وحالاً '' عملين لي 800 متر، وأنا كل بيتي 100 متر وساكنين معايا ولدين وأنا و6 عيال وجوزي''. المنزل الذي تسكن فيه سيدة ''الأتكة '' ورثته عن والدها ''أنا ساكنة في بيت أهلي وأبويا كتبه لي عشان ابني''، وعلى الرغم من ذلك لم تكن أركانه إلا مصدر تعب أكثر منه مأوى '' ظلموني. 32 سنة ظالميني، جوزي ضرينه في الشغل بسببي لغاية ما حاول يطلقني في مرة فأخدت عيالي ورحت لهم الهيئة''. ''جابوني كذا مرة وبعتوا لي في المحاكم وأنا عمري ما روحت محاكم خالص، واحنا عايشين في الجبل ده طول حياتنا''.. بصوت يجاهد الدموع التي تحاول اختراق صمودها قالت كلماتها . واستكملت سيدة ''الأتكة'' حديثها مستحضرة المعاناة التي شاهدتها '' أنا دخلت مدرسة عبود واخدت أولى وتانية وتالتة وروحنا هاجرنا، جينا رجعنا بيوتنا وكان عمري عشرين سنة وفي سنة 72 دخلوا علينا البيوت وقسوا علينا الهيئة وقاسوا المنطقة بتاعتنا 2400 متر''. لم تكن المرأة الخمسينية الوحيدة التي تعاني من قرار الإزالة إنما '' جايين عليا وحسن سالم وعلى سالم كل واحد كتبوا عليه 800 متر، عشان يزيلوا الناس كلها، وكل بيت فيه 3 عائلات غير الشباب اللي طالع، كله بيبني في البيوت يدي العيل أوضة وصالة'' . وفيما أشبه بالصراخ في وجه الظلم الذي تشعر به تلك السيدة قالت: '' يجووا يشوفوا أتبهدلنا الصراحة، عيالنا مشوهم، عيالنا سرقوهم، عيالنا نهبوهم، يسرقوا هم ويلبسوها لعيالنا عشان يشردونا ويبهدلونا، كانوا يدخلوا ياخدوا الشباب من البيوت والله الواد لو قعد قدام الباب كانوا بيخدوه''. الحسرة هى لسان حال كلمات سيدة ''الأتكة'' التي لا تعرف سبيل لحل المشكلة سوى الوقوف على باب محافظة السويس '' يعني نعمل إيه أكتر من كده، احنا عايزين نرتاح قولنا الرئيس محمد مرسي هيريحنا ويبقى يشكر على كده، أحنا لا عايزين نطيح في المحافظ ولا قومنا ثورة إنما قعدنا في بيوتنا وحمينا المصانع ويشهد مأمور السجن''. وكل ما أرادته سيدة ''الأتكة'' وغيرها من الأهالي ''عايزين نعيش زي الناس اللي عايشة حرام نعيش مهددين في بلدنا ووطنا، ملناش مأوى غيره ولا عيشة غيرها''، لتترك تساؤلها أمام باب كل من له يد المسئولية '' عايزين نعرف احنا مصيرنا إيه في البلد دي''.