على مدخل ميدان التحرير من جهة شارع قصر العيني، ستجده بكل مثابرة يمسك بفرشته الصغيرة، مع علبة من اللونين الأحمر والأبيض، ألوان علم مصر ليرسم بكل مهارة على أرضية الميدان شعارات المتظاهرين في ''ثلاثاء الغضب'' ضد الإعلان الدستوري، ويسطر بها على الأسفلت، معبراً عن روح الميدان مرة أخرى.. إنه عم ''أحمد بصري'' أحد رسامي التحرير. لا يأخذ ''بصرى'' من الوقت كثيراً لكى يسطر على أسفلت الميدان عبارات ترفض الإعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس مرسى؛ فبضع دقائق أحالت الأسفلت إلى قطعة فنية من اللونين الأبيض والأحمر ينتبه إليها المارة فى سيرهم إلى الميدان، وليقف بعضهم بجانبها للاحتفاظ بصورتها على أجهزة المحمول، لتذكرهم ب''ثلاثاء الغضب'' في الميدان. لم يكن ''ثلاثاء الغضب'' أول يوم للرسام ''بصرى'' الذى خطا اللون الأبيض إلى شعره كما خطا إلى الأسفلت أسفل قدميه، بل جاء إلى الميدان من قبل فى مستهل الثورة وبالتحديد فى السادس والعشرين من يناير من العام الماضي، ليعاصر حكاياتها منذ البداية، ويرسم على جباه الأطفال علم الوطن، وليساند الثورة في مهدها ويحتفل برسوماته بتنحي مبارك، ليرجع النضال مرة أخرى . ''يا ترجع يا ترحل.. مصر للمصريين يا مرسى ..مش للإخوان'' .. كلمات سطرها ''عم بصرى'' على أسفلت الميدان، ليعبر بها عن رفضه أيضاً للإعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس، وليتمتم قائلاً :''لازم مرسى يرجع عن الإعلان.. لو مرجعش يمشى '' . وبسؤاله عما ينتقده بالتحديد في الإعلان الدستوري يقول: ''يعنى إيه الرئيس يحصن نفسه ؟، يعنى لو أنا عايز اختصم الرئيس ولا أعارضه فى المحكمة ولا مش عاجبنى قرار..مينفعش ؟!، إزاى ياخد قرار زى ده وبعد الثورة؟!''. ويتابع ''بصري'' بكلماته أثناء انحنائه فى رسمها على أرض الميدان :''مرسى أصلا مكنش هيبقى رئيس، والإخوان اختاروه بعد ما خرج خيرت الشاطر، والناس اختاروه عشان مش عايزين شفيق، لازم يعرف أنه جاء لينفذ مطالب الشعب''.