أكدت المحكمة الدستورية العليا أن مصر تجتاز مرحلة دقيقة فى تاريخها، يتعاظم تأثيرها فى مسار التحول الديمقراطي، والمحكمة تسجل موقفها مما يثار حالياً عن الإعلان الدستوري الصادر يوم الخميس 21/11/2012، وتمسك عن التعليق عليه أو إبداء الرأي بشأنه، لاتصاله بطبيعة عمل المحكمة ، وما عساه أن يعرض عليها من دعاوى متعلقة به . وذكرت الدستورية العليا برئاسة المستشار ماهر البحيرى، - في بيانها الصادر مساء اليوم السبت - بشأن الاحداث الحالية:''ان المحكمة وقضاتها استقبلوا بألم وحزن بالغين ما حمله خطاب رئيس الجمهورية الذى ألقاه أمس الجمعة فيما ورد على لسان سيادته من أن '' حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشورى قد أعلن قبل الجلسة بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع ولابد من محاسبة المنفلتين الذين أعلنوا ذلك، ولابد من إعمال القانون على الجميع وأنا أولهم ''. ورأت المحكمة أنه إذ تؤيد ما قاله الرئيس من خضوع الجميع لأحكام القانون بما فيهم سيادته، فإنها كانت تأمل منه إبلاغها بما اتصل بعلمه معززاً بالأدلة حتى يتسنى للمحكمة اتخاذ ما يلزم قانوناً تجاه من يثبت ارتكابه هذا الفعل إذا كان من بين قضاة المحكمة، أو أى من العاملين بها بحسبان أن هذه المسلك الشائن إن قام الدليل عليه ينطوي على مقارفة جريمة إفشاء أسرار المداولة وهو الأمر المؤثم بنص القانون. وأضاف البيان أن المحكمة مازالت تنتظر من الرئيس أن يوافيها بما توافر لديه من معلومات وأدلة مؤكدة لها، حتى تجري شئونها فيه. وذكرت أنه شأن ما تردد ضمن الحملة الضارية التى صوبت سهامها للمحكمة من كل اتجاه من أنه توجد فى حوزة المحكمة دعوى قضائية تطالب بعزل السيد رئيس الجمهورية من خلال إلغاء الإعلان الدستوري الصادر فى 12/8/2012 ، وإعادة الإعلان الدستوري المكمل السابق عليه والصادر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وأنه قد تحدد لنظرها جلسة 2 ديسمبر سنة 2012، فهو خبر عار تماماً من الصحة إذ لا توجد دعوى منظورة أمام المحكمة فى هذه الجلسة بهذا الخصوص وإنما حقيقة الأمر أن ثمة منازعة تنفيذ معروضة على هيئة المفوضين لتحضيرها وإعداد تقرير بشأنها. وأكدت المحكمة الدستورية العليا فى ختام بيانها أنها لم تكن يوماً أداه طيعة لينة فى يد أحد يستخدمها وقت يشاء فيما يشاء، ولن تكون أبداً، وأنها تتحمل مسئولية الوفاء بحماية حقوق وحريات هذا الشعب والذود عن حرماته، لن هذه هى غايتها الاسمى وتمضى دواماً لبلوغها فى صمت عندما تدعى لتقول كلمتها فى الدعاوى المنظورة أمامها.