انتخابات ''البابا'' وإعصار ''ساندي'' وقرض ''صندوق النقد''.. أبرز ما تناولته صحف اليوم

طالعت الصحف المصرية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء، قراءها بعدة قضايا مهمة، أبرزها على الصعيد الداخلي الانتخابات التمهيدية لاختيار البابا الجديد للكنيسة الأرثوذكسية، وإقرار إجراءات تملك أبناء سيناء للأراضي، أما
على الصعيد الخارجي فقد تابعت الإعصار ''ساندي'' وتطورات الأزمة السورية والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وأجمعت الصحف على أن، الأمس الاثنين، كان يومًا تاريخيًا في حياة المصريين بانتخاب ثلاثة من بين خمسة مرشحين لخلافة البابا شنودة على كرسي البابوية، وعنونت صحيفة الأخبار (يوم تاريخي في الكنيسة لانتخاب خليفة البابا).
وقالت إن الكنيسة الأرثوذكسية شهدت عرسًا ديمقراطيًا لم تشهده من قبل طوال أكثر من 40 عامًا لانتخاب البطيريرك 118 الذي يخلف قداسة البابا شنودة الثالث.
ونقلت صحيفة ''الأخبار'' عن الأنبا بولا، المتحدث الرسمي باسم لجنة الانتخابات، إشادته بتعاون وزارة الداخلية، وقال إنها ''قدمت أكثر مما طلبناه حيث قاموا بتكثيف التواجد المروري في محيط الكاتدرائية''، كما أشاد بدور شباب الكشافة بالكاتدرائية.
كما اهتمت صحيفة ''الأهرام'' بهذا الحدث وخصصت له مساحة في تعليقها على الأحداث قالت فيه: ''إن هذه الانتخابات تأتي في وقت تشهد فيه مصر تحولًا ديمقراطيًا مهمًا بعد أن اختار الشعب المصري أول رئيس له بطريقة ديمقراطية لا تزوير فيها ووضع المصريون أولي خطواتهم على الطريق الديمقراطي الطويل''.
وأضافت أنه لا شك في أن انتخاب البابا الجديد للإخوة الأقباط سوف يرسخ ويعمق الممارسة الديمقراطية للمصريين، كما أنه يصب في دعم الاستقرار والأمن في ربوع هذا الوطن الذي نحرص جميعًا علي حمايته ووحدته.
وعبرت الصحيفة عن الأمل في أن يكون البابا الجديد أيًا كان اسمه خير خلف لخير سلف، ويكون حريصًا على رعاية مصالح المصريين أقباطًا ومسلمين وعلى وحدة مصر، وأن يرسخ في وجدان الإخوة الأقباط أن هذا هو وطنهم تمامًا مثلمًا هو وطن أشقائهم المسلمين، وأن هجره أو تركه خاصة في الأوقات العصيبة أو المحن هو نوع من خيانة الأمانة وعدم الولاء لهذا البلد العظيم الذي يستحق منا كل تضحية وفداء وصبر مهما كانت المحن.
وبدا اهتمام الصحف واضحًا بنبأ تمليك أراضي سيناء للمصريين، فقد أفردت له عناوين رئيسية على صفحاتها الأولى ومن بينها صحيفة ''الجمهورية'' التي عنونت ( أخيرًا.. تمليك الأراضي لأبناء سيناء)، كما عنونت صحيفة
''الأهرام'' صفحتها الأولى ( تمليك أراضي سيناء للمصريين.. وحق الانتفاع للأجانب).
وفي هذا الصدد، ذكرت ''الأهرام'' أنه في بداية جادة لحل مشكلات أبناء سيناء المزمنة، أقر الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، الآلية التنفيذية لتملك أبناء سيناء للأراضي، وذلك بتيسير الإجراءات لهم واشترطت تلك الآلية استخراج شهادتين الأولى من وزارة الداخلية تفيد بأن طالب التملك لا يحمل أي جنسية أخرى غير المصرية، والثانية من السجل المدني بجنسية الأبوين على أن يتم استخراج الشهادتين في اليوم نفسه.
ولم يفت الصحف الاهتمام بالتطورات داخل الجمعية التأسيسية المعنية بكتابة الدستور، وأشارت معظمها بعناوين على الصفحة الأولى إلى هذا الموضوع، ومنها ما كتبته صحيفة الأخبار التي عنونت (اليوم.. حسم الخلاف حول الصياغة ونظام الحكم بالدستور).
ونقلت عن د. جمال جبريل، مقرر لجنة نظام الحكم المنبثقة عن الجمعية التأسيسية، أن اللجنة ستعقد اجتماعًا مشتركًا، اليوم الثلاثاء، مع لجنة الصياغة لمراجعة جميع مواد باب نظام الحكم.
وحول وجود اختلافات بين القوى المدنية والإسلامية في الجمعية التأسيسية نسبت الصحيفة إلى جبريل قوله ''إن البعض يثير الأزمات بصورة أكبر من حجمها وإظهار الأمر وكأنه حرب بين الجبهتين رغم أن جميع ممثلي الجبهتين يحضرون اجتماعات لجان التوافق وتبدو الخلافات أقل حدة مما تظهر عليه في الإعلام''.
وأشارت الأخبار إلى أن السلفيين وافقوا على إبقاء المادة الثانية كما هي فيما لم تحدد القوى الإسلامية الأخرى موقفها بعد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأغلبية داخل الجمعية التأسيسية تؤيد إجراء الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة، بينما الإخوان يريدونها مناصفة مع النظام الفردي.
وسلطت صحيفة ''الأخبار'' الضوء على ''خلية مدينة نصر'' الإرهابية، ونقلت عن مصادر جهادية أنه لا يوجد تنظيم للقاعدة في مصر، فيما نسبت إلى مصدر قضائي أن أمريكا لا تتدخل في تحقيقات الخلية.
كما اهتمت الصحيفة بإعلان السلطات صرف تعويضات لأصحاب المحال التجارية المتضررة في سوق ليبيا بمطروح جراء الحريق خلال 48 ساعة.
وقالت: ''إن فرقًا من المجلس المحلي لمدينة مرسى مطروح بدأت في رفع المخلفات، وأن اللواء أحمد الهياتمي، محافظ مطروح، قرر صرف مليون جنيه تعويضات فورية''.
ولم تغب المشاورات التي تجريها اليوم بعثة صندوق النقد الدولي في القاهرة عن اهتمامات الصحف، فقد خصصت صحيفة الأهرام تعليقًا لها على هذا الحدث، معتبرة أن المشاورات ستكون بداية لانطلاقة جديدة للاقتصاد المصري، ليس فقط بسبب قرب الاتفاق على إقراض الصندوق 8ر4 مليار دولار، لكن لعدة أسباب أخرى أهم، على رأسها منح مزيد من الثقة الدولية في الاقتصاد المصري، ومن ثم فتح أبواب هذا الاقتصاد أمام الاستثمارات الخارجية، التي بدونها لا يمكن لأي اقتصاد أن ينطلق.
وذكرت الصحيفة أن هناك سببا ثانيًا، لأهمية زيارة بعثة الصندوق، وهو دفع الحكومة المصرية نفسها إلى العمل بجدية لتطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي انتظرناه طويلًا، فالصندوق لن يمنح الحكومة المصرية، ولا أي حكومة أخرى، شهادة الثقة إلا إذا رأى إصلاحات اقتصادية حقيقية، تتمثل في خفض عجز الموازنة، وتقليل الاعتماد على الاقتراض الداخلي، وإصلاح البنوك ومؤسسات المال، وكذلك ترشيد الدعم، بحيث يذهب فعلًا لمن يستحقه، وليس للأثرياء الذين لا يحتاجون إليه.
ورصدت سببا ثالثًا لأهمية مشاورات بعثة الصندوق مع الحكومة المصرية، وهو الحصول من الصندوق على تصوره ورؤيته لكيفية النهوض بالاقتصاد المصري، مشيرةً إلى أننا جميعًا نعرف أن الصندوق به مجموعة من الخبراء المتخصصين المطلعين على أسرار وخفايا الاقتصادات في العالم كله، بما في ذلك الاقتصاد المصري، ولاشك أنهم سيبلغون المسئولين المصريين ورجال الأعمال، بالمشكلات الحقيقية للاقتصاد المصري، وكيفية حلها.
وطغى الإعصار ''ساندي'' على تغطية الصحف للشؤون الخارجية، فقد عنونت صحيفة ''الشروق'' على صفحتها الأولى (12 ولاية أمريكية تحت رحمة ''ساندي'').
وقالت الصحيفة إن الإعصار المدمر سيضرب الساحل الشرقي الأمريكي خلال ساعات وأن أوباما يواجه شبح إعصار ''كاترينا'' بإعلان الطوارىء.
وذكرت الصحيفة طوارىء ممزوجة بحالة من الرعب تعيشها 12 ولاية أمريكية تأهبًا لضربة من إعصار ساندي المرجح أن يتسبب خلال ساعات في فيضانات وسقوط ثلوج وعاصفة عاتية، وربما انقطاع التيار الكهربائي على الساحل الشرقي بعد أن حصد أرواح 66 شخصًا في منطقة الكاريبي.
ورغم أن تطورات الأزمة السورية توارت قليلًا، إلا أنها ظلت حاضرة في التغطية الخارجية للصحف المصرية.
واهتمت صحيفة الأهرام بهذا الملف وعنونت في صفحة شؤون عربية (اشتباكات دامية في إدلب ودير الزور وقصف جوي لضاحية بدمشق)، كما عنونت (الإبراهيمي يأسف لعدم الالتزام بالهدنة ويستبعد إرسال قوات حفظ سلام في الوقت الراهن).
كما بقيت أنباء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حاضرة في التغطية الخارجية للصحف المصرية، وعنونت صحيفة الأهرام (سلسلة غارات إسرائيلية على غزة وكتائب القسام ترد بإطلاق الصواريخ).
وكتبت الصحيفة تقول: ''إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت فجر أمس سلسلة غارات على أهداف متفرقة في قطاع غزة دون أن تسفر عن أية خسائر بشرية''.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل حاولت نزع كل صور التأييد الشعبي عن حركات المقاومة عندما ألقت طائراتها ثلاثة صناديق مليئة بمنشورات باللغة العربية فوق عدة مناطق حدودية لقطاع غزة حذرت خلالها السكان من الاقتراب من السياق الحدودي على مسافة أقل من 300 متر متوعدة بأنها سترد بحزم.
وعلى صعيد ذي صلة، عنونت صحيفة الأخبار (نتانياهو يقود إسرائيل إلى أقصى اليمين المتطرف)، وكتبت تقول: ''إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ألقى بجميع الأوراق لديه للاحتفاظ بمنصبه بعد أن انضم حزب الليكود الذي يتزعمه إلى حزب إسرائيل بيتنا بزعامة المتطرف أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي في تحالف انتخابي واحد''.
وقالت صحيفة الجمهورية إنه إذا ما انتصر تحالف الليكود إسرائيل بيتنا فمن الصعب أن يتجه هذا التحالف تجاه السلام العادل والشامل، وأضافت أن إسرائيل تدرك أن فوز اليمين المتطرف يساعد على المزيد من التشدد والتمييز تجاه سكان الأراضي المحتلة والعرب داخل الخط الأخضر، ما يزيد المعركة الانتخابية إثارة، ويفرض ضرورة التحالف بين الأحزاب العربية، وأنصار السلام.