استقبلت مدينة رام الله في الضفة الغربية مساء الاحد ثلاث فرق فنية فلسطينية قادمة من لبنان وسوريا في حفل اعاد الفلسطينيين الى زمن الغناء الثوري الذي ألهب مدرجات مسرح قصر رام الله الثقافي. واستهلت الامسية التي نظمتها (اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم) ضمن برنامج (الملتقى الثقافي) الذي تجمع فيه عشرات الفلسطينيين من الشتات بحكاية لفتاة قادمة من مخيم اليرموك قالت فيها "انا اسمي دلال بنت الشهيد حسين من مخيم اليرموك... احبت اشوف الوطن اللي ابوي استشهد علشانه بدي اشوف هالوطن اللي ابوي استشهد علشانه لما كان عمري اربعين يوم." وقال الشاب عاصف موسى القادم من مخيم عين الحلوة في لبنان "كنت في الجنوب اللبناني وكان بيني وبين تراب وطني حاجز. كان معنا في ذلك اليوم ختيار اسمه ابو محمد. مد ايدو (يده) عبر السياج وحفن تراب الوطن وصرخ باعلى صوته انه مسك تراب فلسطين وبعدها بشهر مات واليوم انا بقف على تراب فلسطين اللي كان بالنسبة الي حلم." وما ان رفع ستار المسرح ورأى الجمهور الفنان الفلسطيني ابراهيم محمد صالح (ابو عرب) القادم من مدينة حمص السورية للمرة الاولى بعد غياب 63 عاما هي عمر النكبة الفلسطينية حتى اشتعلت القاعة التي تضم 850 مقعدا اضافة الى جلوس عدد كبير على الممرات والوقوف على الجوانب بالتصفيق الحاد لهذا الرجل الذي استمعوا الى اغانيه على مدى سنين عمر الكثير منهم دون ان يروه مرديين "ابو عرب ابو عرب". وقدم ابو عرب مجموعة من اغانية الثورية (راجع على بلادي .. هدي يا بحر هدي). وقال قبل ان يغني (يا خويا في الزنزانة) اضافة الى مجموعة من المواويل التي اشتهر بها "لا ننسى الاسرى والابطال في الزنازين". وتغنى ابو عرب باتفاق المصالحة وقال "يا شاعر غنى للابطال وحدة لما وقعوا الابطال وحدة الجليل اهتزت جبالو طرب الوحدة الوحدة يا ثوار ترد الارض تعيد وصية احمد ياسين وغنية ابو عمار." وقبل ان يغادر المسرح دعا ابو عرب الفلسطينيين الى التمسك بالوحدة الوطنية وقال "المصالحة مطلب الجميع. تمسكوا بالوحدة.. التعصب الفصائلي خيانة." وردد الجمهور واقفا الاغاني التي قدمتها فرقة (حنين) القادمة من برج البراجنة بلبنان ومنها (طل سلاحي من جراحي .. طالعلك يا عدوي طالع .. ثوري يا جماهير الارض المحتلة .. ايد بايد." وبعد العرض قال الفنان هيثم عثمان عضو الفرقة والذي يزور الاراضي الفلسطينية للمرة الاولى لرويترز "لا استطيع ان اصف مشاعري وانا هنا في فلسطين. لم اكن مصدق انني ساكون يوما هنا. كان بالنسبة لي حلم وتحقق عندما وطأت قدماي ارض الوطن." وأضاف "نحن في الفرقة ملتزمون بالغناء الوطني الذي نقدم من خلاله قضيتنا الوطنية الفلسطينية." وقدمت فرقة )الكوفية/ القادمة من مخيم عين الحلوة في لبنان فقرات من الفولكلور الشعبي الفلسطيني عبر مجموعة من الراقصين والراقصات من مختلف الاعمار. ويشعر القادمون الى الاراضي الفلسطينية ضمن برنامج يمتد عشرة ايام انه اول الغيث في العودة الى الوطن. وقالت فاطمة العلي القادمة من لبنان " احنا هون اليوم في الوطن واصواتنا فيه اكبر من الاحتلال. العودة حلم وتحقق واول الغيث قطرة."