انتقد عمرو موسى عضو الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور تشكيل الجمعية، مشيرًا إلى أنها تفتقر لوجود ممثلين للقوى المدنية، كما تشهد قصورا فى تمثيل الفئات والطوائف المختلفة للشعب المصرى وتتجاهل عناصر أساسية من الشعب. وأكد موسي خلال لقائه بأعضاء الجالية المصرية بالولايات المتحدةالأمريكية، أن استمرار التصويت بالأغلبية بهذا الشكل لن يؤدى إلى نتائج إيجابية، بل ستشكل دستورا معيبا لا يرضى عنه الشعب، والحل هو التوافق حول المواد. وأشار موسى إلى أن الإعلان الدستورى المكمل لم يلق قبول المصريين وقت طرحه، وكان من الطبيعي أن ينتهي، لافتا إلى أن رفضه لكتابة الدستور بهذا الشكل كان الدافع الأساسي لإصراره وبعض القوى المدنية على رفض فكرة الانسحاب والاستمرار فى الجمعية وكتابة الدستور بما يتفق مع تطلعات المصريين. وأوضح أنه لم يتم الاتفاق النهائي حتى الآن على كتابة ولو مادة واحدة، مشددًا على أن التوافق هو الأساس فى كتابة الدستور وأن هناك من يرون أنه من الاستحالة التوصل لاتفاق نهائى موحد يرضى كافة الأطراف، ولكنه شدد بدوره على أنه من المستحيل قبول حتى مادة واحدة بالتصويت بنسبة 57% فقط. ورأى عضو الجمعية التأسيسية أنه من الصعب إجبار أى تيار على قبول الدستور بوضعه الأولى مشيرا إلى أن هناك مجموعة تقف داخل الجمعية ضد تلوين الدستور بلون واحد يفرض على الآخرين. وصرح موسى أن مصر تستحق دستورا تدخل به القرن الحادى والعشرين لافتا رفضهم بأى حال من الأحوال فكرة التراجع للخلف، مضيفا أن قانون الانتخابات سيكون مؤثرا فى فعاليات تحقيق الديمقراطية وتطبيقها حتى تظل دائما هي الفيصل في تحديد مسار الوطن، مؤكدا على مشاركة الجميع فى كتابة مستقبل مصر وعدم سيطرة فصيل واحد فى تحديد مصيرها. وعن وضع المصريين فى الخارج قال موسى: إن وضعهم تغير كثيرا عما سبق ولا يصح أبدا معاملتهم كمواطنين مقيمين بالخارج، ولكن يجب علينا القول بأن هناك جاليات مصرية بالخارج بها جيل الأول والتاني والثالث ولهم احتياجاتهم وارتباطاتهم بوطنهم الأم. وطالب موسى بالعمل على تشكيل حركة تبادل حضارة وثقافة فاعلة والعمل على ترجمة المؤلفات المصرية والأدب المصرى إلى لغات أخرى فى ظل ضعف حركة الترجمة المصرية لتتيح للغرب التعرف على التاريخ والحضارة والثقافة المصرية العريقة. من جانبه وجه د. صلاح فاضل الشكر لعمرو موسي على استمراره فى الجمعية التأسيسية، مشيرًا إلى أنه صوت العقل والضمير الحي اليقظ الذى يغلب عليه مصلحة الوطن بل ويضعها فوق كل شئ. وقال فاضل: الأمل الوحيد فى سيادتك والقوى المدنية بالجمعية إذا رأيتم أى مساس للحريات أو المواطنة أو لمستم مواد لا تحقق توافق المصريين نطالبكم حينها بالانسحاب لكى ينهار هذا الكيان. واختتم موسى حديثه بالتأكيد على أن لديهم وعي شامل داخل الجمعية بهذه الأمور والتى تشغل اهتمام الكثير من المصريين مطالبا بعدم القلق قائلاً: ''نحن مضينا حتى نطمئن أن الدستور يمثل كل المصريين واذا وجدنا أى تلاعب سنعلن انسحابنا''.