قال طاهر بومدرة - أقدم عضو سابق في بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق "يونامي": "عندما سألنا المسئولين العراقيين لماذا لا تهتمون بالمعايير فيما يتعلق بسكان مخيم " أشرف " الخاص باللاجئين الإيرانيين بشمال شرقي بغداد ، كانوا يردون علينا لأنهم لا يستحقون أي حقوق أو تعامل إنساني وهم إرهابيون ، وكنت أقول لمارتن كوبلر أن ما نفعله غير مقبول ، وكان يرد علي دائما قائلا"عليك أن تكون إيجابي أي غض الطرف عما يجري"، نحن نتحدث عن عملية النقل إلا أنها ليست عملية نقل ، وإنما عملية طرد قسري ، وكل ما يتعلق بقضية أشرف يتم حسمه في مكتب رئاسة الوزراء العراقية وأحياناً في السفارة الإيرانية في بغداد". جاء ذلك في جلسة استماع عقدت في الكونجرس الآمريكي يوم الخميس الماضي ،وأكد بومدرة أن "اليونامي" تنتهك المعايير التي أسست الأممالمتحدة عليها دائما في تعاملها مع قضية مخيم "أشرف". وقال بومدرة "مع الأسف تعاملت الأممالمتحدة مع ملف سكان أشرف ، خلافا للمبدأ الأساسي للبراءة حيث يفترض أنهم مذنبين ، متوقعا بأن عليهم أن يثبتون براءتهم ،الأمر الذي يخالف أساساً القيم الأساسية للأمم المتحدة ". وأضاف بومدرة وهو جزائري جنسية:" قال رئيس ما يسمى بلجنة أشرف بصراحة ندع الأممالمتحدة تفعل كل ما تشاء إلا أننا لا نهتم بحقوق الإنسان والمعايير الإنسانية تريدهما الأممالمتحدة ، وأنه جزء من سيادة العراق حيث لم يخفي عليه أصلا وهو أمر مسجل ، وبينما يعترف العراقيون بأنهم لا يحترمون حقوق الإنسان إلا أن الأممالمتحدة تقول إنهم يحترمون حقوق الانسان ". وقال المسئول الأممي السابق الذي استقال من منصبه احتجاجا على كيفية تعامل ممثل الأممالمتحدة في العراق مع ملف مخيم أشرف: كان واجبي مراقبة حقوق الإنسان والحالة الإنسانية في المخيم ، إلا إنه وبعد استلام رئاسة الوزراء العراقي هذا الملف من الولاياتالمتحدة في عام 2009 ومنذ أول يوم بدأنا باستلام الشكاوى من السكان حول انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان هناك ، وعندما سألنا العراقيون لماذا لا تراعون هذه المعايير كانوا يردون علينا لأنهم لا يستحقون أي حقوق أو تعامل إنساني لأنهم إرهابيون. وأضاف بومدرة الذي كان يدرس في كلية القانون في جامعة كنستانتين في الجزائر:" كنت أول من أكد على أن مخيم ليبرتي يشبه السجن، وكنت دائما أسأل زملائي العراقيين لماذا تحتاجون إلى هذه الأعمال؟ لأن السكان تنازلوا من موقعهم القانوني في العراق ويريدون أن يغادرون البلاد فلماذا يتعاملون معهم بهذه الطريقة؟ وقالوا لنا لأنهم إرهابيون وأنتم تحمون الإرهابيين ، وأنا دائما أؤكد أن هذا المكان غير مقبول ، فنحن نتحدث عن عملية النقل إلا أنها ليست عملية نقل وإنما عملية طرد قسري ". ورد?ا على سوال أحد النواب حول استقلالية عمل "اليونامي "بشأن ملف أشرف قال بومدرة:" أؤكد أمامكم أن اليونامي لا يعمل باستقلالية إطلاقاً ، خاصة وأن كلما يتعلق بملف أشرف يتم حسمه في مكتب رئاسة الوزراء العراقية واحياناً في السفارة الإيرانية في بغداد" .