اعتبر المجلس الوطني لعشائر العراق المؤلف من شيوخ عشائر كبار ان معسكر ليبرتي قرب مطار بغداد الذي انتقل اليه نحو 400 شخص من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة يشكل "سجنا" وليس مقر اقامة للاجئين. واعلن المجلس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انه وجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للاعراب عن القلق "من التحولات التي تطرأ على حالة سكان مخيم اشرف وانتهاك حقوقهم الانسانية في ظل عملية نقل قسرية". ووصلت صباح السبت مجموعة تضم 397 معارضا ايرانيا من بين 3400 لاجىء نقلوا من معسكر اشرف على بعد حوالى 80 كلم شمال بغداد، الى معسكر ليبرتي (الحرية) قرب مطار بغداد، على ان ينقل الباقون الى المعسكر الجديد تباعا. وذكرت الرسالة ان "اية عملية نقل ناجمة عن تحديد مهلة للخروج من اشرف تعد نقلا قسريا وجريمة حرب وجريمة ضد الانسانية حسب القانون الدولي لاسيما اذا كان الهدف المرسوم لهذه العملية ممارسة المزيد من الاعمال التعسفية على سكان اشرف ونقلهم الى ظروف تتبادر الى الذهن من خلالها صور اسوأ نوع من السجون". واعتبرت الرسالة ان "نقل سكان اشرف الى مخيم ليبرتي بدون مراعاة الحقوق الانسانية والمعايير الانسانية الدولية مع ضمانات خطية وملزمة دوليا (...) يفتقر الى المشروعية القانونية ويعد مخالفة للقانون الدولي". وحملت الرسالة "الاممالمتحدة والامين العام وممثله الخاص في العراق مسؤولية مستقبل سكان اشرف ومراعاة حقوقهم في العراق". ورات ايضا ان "التواجد غير المبرر للشرطة في معسكر ليبرتي يحرم الافراد من الكرامة والمعيار المقبول لاي عيش لائق". وكانت منظمة مجاهدي خلق اعلنت في بيان الخميس موافقتها على بدء اخلاء معسكر اشرف. لكن المنظمة ذكرت في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه السبت ان "اجواء المخيم (الجديد) بوليسية"، واحتجت على عدم السماح لعناصرها من قبل القوات العراقية بنقل بعض امتعتهم الى معسكر ليبرتي. كما اعتبرت في بيان جديد اليوم ان المعاملة التي يلقاها عناصرها في المخيم الجديد تشبه "تعامل الجنود مع اسرى حرب". واكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الرشيد" الخاصة بثت مساء السبت ان "انهاء وجود هذه المنظمة في العراق امر حتمي لا تراجع عنه لانها منظمة بوجودها غير مشروعة، ومنظمة موصوفة بالارهاب". وشدد المالكي على ان "ايران دولة جارة واذا اردنا ان نقول ان موقفنا نابع من عدم اثارة مشاكل مع ايران، فهو حقنا، كما ان هذا محكوم بنفس القاعدة فلماذا تعاونا مع تركيا في ملاحقة حزب العمال" الكردستاني الانفصالي. وكان نظام صدام حسين سمح للمنظمة التي تعتبرها الولاياتالمتحدة ارهابية منذ 1997، بالاقامة في الموقع لحملها على مساندته في محاربة النظام الايراني خلال الحرب (1980-1988). وجرد المعسكر من اسلحته بعد اجتياح الولاياتالمتحدة وحلفائها العراق في 2003، وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر، قبل ان يسلموا العراقيين هذه المهمة في العام 2010. وفي نيسان/ابريل الماضي، شن الجيش العراقي هجوما على المعسكر اسفر عن مقتل 34 شخصا واكثر من 300 جريح.