اهتمت صحف عربية بخبر تشكيل الفريق الرئاسي المعاون للدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وذلك بعد إعلان الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، اختيار أربعة مساعدين و17 آخرين في الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسي. وكانت ''الحياة اللندنية'' من أوائل الصحف العربية التي اهتمت بالحدث، فنشرت تقريرًا بعنوان (الإسلاميون يسيطرون على فريق مرسي الرئاسي)، وكان ضمن ما جاء في هذا التقرير أن قالت الجريدة أن تشكيل الفريق اتسم بغلبة التيار الإسلامي، وغياب رموز شباب الثورة، مشيرة إلى أنه باستثناء قيادات من حزبي الحرية والعدالة، والنور، لم يضم التشكيل أية رموز حزبية معروفة. وأضاف التقرير، الذي نُشر اليوم الثلاثاء، أن الفريق ضم أعضاء في ''الجبهة الوطنية لحماية الثورة'' التي كان مرسي قد تحالف معها قبل إعلان فوزه برئاسة الجمهورية رسميًا، إضافة إلى اكتفائه بتعيين نائب واحد، هو المستشار محمود مكي. مرسي يسترضي السلفيين وفيما يتعلق بتواجد أعضاء المجلس العسكري السابق، علقت الصحيفة: ''كان من اللافت غياب المشير محمد حسين طنطاوي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق سامي عنان، والدكتور كمال الجنزوري، رئيس الحكومة السابق''. وتعليقًا على ردود الفعل التي تلت إعلان الفريق الرئاسي، قالت الجريدة: ''سعى الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة، إلى التخفيف من حدة الانتقادات التي قد توجه إلى الفريق الرئاسي لغياب الحزبيين والتيار الليبرالي، حيث أكد علي أن الهيئة الاستشارية هي مرحلة أولى، سينضم إليها عدد آخر من الشخصيات الوطنية لاحقًا''. أما ما يتصل بصلاحيات نائب الرئيس ومساعديه وفريق مستشاريه، قالت الجريدة أن ''علي'' اكتفى بأن يعلن عن إصدار بيان يُحدد الصلاحيات قريبًا، مشيرة إلى أن ''علي'' أكد أنه سيتم تعيين مساعدي الرئيس وأنهم سيكون لهم مكاتب في الرئاسة، وأن المستشارين سيجتمعون بالرئيس من وقت لآخر، وأن الهيئة الاستشارية ستضم أشخاصًا آخرين في المستقبل. وتحت عنوان (الفريق المعاون لمرسي يُرسخ ''أسلمة'' مؤسسة الرئاسة)، أكدت الحياة للمرة الثانية على سيطرة الإسلاميين على الفريق الرئاسي، قائلة: ''بدا أن مرسي أراد إرضاء السلفيين، خصوصًا حزب النور، بعد إعلان مقاطعته حكومة هشام قنديل، احتجاجًا على تجاهل ترشيحاتهم فيها''. وفي هذا الشأن، أوضحت الجريدة أنه تم اختيار عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور مساعدًا للتواصل المجتمعي، وتعيين عصام الحداد، عضو مكتب الإرشاد، مساعدًا للرئيس لشؤون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، حيث أوضحت الجريدة أنه معروف بقربه من خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، إضافة إلى اختيار باكينام الشرقاوي، أستاذة العلوم السياسية مساعدًا للشؤون السياسية، حيث أوضحت الجريدة أنها أيضًا مُقربة من الإخوان. وعن صلاحيات الفريق الرئاسي، أوضحت الجريدة: ''رغم عدم تحديد سلطات واضحة للفريق، إلا أنه بدا أن مساعدي الرئيس ستُسند إليهم ملفات واضحة، بينما سيقتصر دور الهيئة الاستشارية التي شُكلت من 17 شخصًا على تقديم النصح من دون اتخاذ قرارات''. واستطردت الجريدة في حديثها عن سيطرة الإسلاميين، موضحة أنهم استحوزوا على الهيئة الاستشارية، حيث أوضحت الجريدة أنها ضمت عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، ونائبه رفيق حبيب، المفكر القبطي، إضافة إلى أميمة كامل، القيادية في الحزب، ومحيي حامد، عضو مكتب الإرشاد، وكل من بسام الزرقا وخالد علم الدين، القياديين بحزب النور، والدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية. مرسي ينفتح على خصومه كذلك علقت جريدة ''السفير'' اللبنانية على اختيارات الفريق الرئاسي، قائلة: ''عين مرسي مفكرًا مسيحيًا وأستاذة جامعية وقياديًا سلفيًا في فريق مساعديه، سعيًا على ما يبدو للانفتاح على خصومه الذين يتهمون جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها بالرغبة في الهيمنة على البلاد''. وعما أثير من ردود فعل بشأن هيمنة الإسلاميين على الفريق الرئاسي، علقت الجريدة: ''عمل الرئيس على مكافأة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، الذي كان رئيسًا له قبل انتخابه، مع تعيين عصام الحداد، المسؤول في الحزب، مساعدًا لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والتعاون الدولي. وتعليقًا على تعيين سمير مرقص، المفكر القبطي الليبرالي، المُشارك في الحوار بين الأديان، مساعدًا لرئيس الجمهورية لملف التحول الديموقراطي، أوضحت الجريدة أنه يشكل بادرة جيدة باتجاه المسيحيين، الذين يمثلون ما بين 6 إلى 10 في المئة من أبناء الشعب المصري، الذين أوضحت الجريدة أنهم يشعرون بالقلق من تولي قيادي إخواني رئاسة البلاد. كذلك، أوضحت الجريدة أنه على الرغم من نفي باكينام الشرقاوي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، التي تم تعيينها مساعدة لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية، انتماءها إلى أي حزب إسلامي، إلا أنها أدلت مؤخرًا بتصريحات صحفية، تقول فيها أن الإخوان المسلمين من المعبرين عن الإسلام المعتدل. الكنيسة تؤيد أما جريدة ''العرب'' القطرية، فقد اهتمت بردود أفعال الجانب المسيحي من مصر، فقالت: ''تباينت ردود أفعال الكنائس المصرية والمفكرين والنشطاء الأقباط على قرار تعيين الدكتور سمير مرقص، والدكتور رفيق حبيب ضمن الفريق الرئاسي، فبينما رحب البعض بهذه الخطوة، واعتبروها خطوة في طريق المواطنة الكاملة، اعترض عليها آخرون بدعوى أن مرقص وحبيب لا يمثلان عموم الأقباط. وأشارت الجريدة إلى أن الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية، كان قد أعرب عن سعادة الكنيسة باختيار مرقص، مشيدًا بكفاءته وإسهاماته المتعددة في مجال المواطنة، مشيرًا إلى أن اختياره جاء لكفاءته، حيث أكد جريش على ضرورة أن يكون لمرقص صلاحيات تُمكنه من تطبيق أفكاره وأبحاثه، مطالبَا الرئيس مرسي والحكومة بالاستفادة من خبرات هذا الرجل، على حد قوله، موضحًا أن مرقص شخصية جادة وتتفق عليها جميع الطوائف المسيحية. فيما أوضحت الجريدة أن الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة للكنيسة الأرثوذكسية، رفض التعليق على الاختيار، قائلاً: ''يُسئل في ذلك الأنبا باخميوس، صاحب التعليق في هذا الأمر''. كذلك، أوردت الجريدة تعليق الناشط القبطي نجيب جبرائيل، مدير الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن الأقباط لا يمانعون اختيار مساعد قبطي ضمن الفريق الرئاسي لرئيس الجمهورية، مؤكدًا: ''نتمنى ألا يكون هذا الاختيار بمثابة ديكور لمحاولة تحسين شكل مؤسسة الرئاسة بأنها اختارت ممثلًا للأقباط''، مطالبًا بضرورة إعطاء مرقص اختصاصات كاملة لممارسة عمله. وبدورها، أوضحت الدكتورة جورجيت قليني، عضو المجلس الملي، للجريدة: ''أنا لا أمثل رأي الأقباط، أما رأيي الشخصي، فإن اختيار سمير مرقص كان متوقعًا، لأنه شخصية هادئة ومثقفة، والجميع يرضى بهذا الاختيار، الذي يُعد خطوة في طريق المواطنة الكاملة للأقباط''. فيما جاء رأي إيفون مسعد، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب ماسبيرو، مخالفًا للآراء السابقة، فأكدت للجريدة أن اختيار الدكتور رفيق حبيب مساعدًا للرئيس جاء انطلاقًا من انتمائه لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وليس لكونه قبطيًا وممثلًا للأقباط، ورأت أن اختيارات الرئيس تؤكد أنه ما زال مصممًا على ''أخونة الدولة'' بحسب وصفها. يُذكر أنه بالإضافة إلى هؤلاء المساعدين الأربعة، الذين سيكونون المعاونين المباشرين لرئيس الدولة، اختار مرسي 17 شخصية لعضوية الهيئة الاستشارية للرئيس، من بينهم امرأتين هما الدكتورة أميمة كامل السلاموني، والكاتبة الصحافية سكينة فؤاد.