نشر موقع ''ريل كلير وورلد'' مقالا لأحد كتابها يتحدث فيه عن الأوضاع في مصر بعد مرور شهرين من نجاح الدكتور محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية والوصول لكرسي الحكم، وقال الكاتب إنه ''بمجرد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، واعلان اسم الرئيس بدأت تتوالى مفاجآت الإسلاميين''. وأشار الكاتب محمد الدهشان وهو باحث اقتصاد في مركز دراسات العولمة بواشنطن، إلى أن لحظة بداية تحكم الإسلاميين في مصر كانت يوم 11 من أغسطس الجاري، عندما فاجأ الرئيس الشعب المصري بإقالة كلا من وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان. وقال الدهشان في مقاله إن قرارات مرسي بإقالة عدد من قيادات الجيش أثارت مخاوف واشنطن، خاصة بعد ظهور ترحيبات من الجانب المصري بدعوة إيران لحضور قمة دول عدم الانحياز. ورأى الكاتب أن هذا ''يعد تحولا جذريا في السياسات المصرية''، مضيفا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد إلى تزايد دعوات الرئيس المصري إلى تغيير النظام السوري، مما أدى إلى تصعيد الموقف من قبل دول الخليج التي هدت بوقف الدعم المادي لمصر- حسب قول الكاتب. وأضاف الكاتب أن التغيرات الأخيرة التي أحدثها مرسي على الساحة السياسية في مصر، سببت صدمة عند الوسطيين، وفسروها برغبة الرئيس وجماعته بتحويل مصر إلى دولة إخوانية. وتابع الكاتب مقاله قائلا أنه منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية في يونيو، ظهر في مصر قضبان للسلطة، تمثلا في الرئيس محمد مرسي والمجلس العسكري الذي ألت اليه السلطة بعد الإطاحة بمبارك في فبراير 2011. واكد الكاتب على أن المجلس العسكري لم يتنازل عن السلطة حتى أثناء اجراء الانتخابات ووصولها للمرحلة الثانية، وخرج على الشارع المصري بمفاجأة تمثلت في إصداره الإعلان الدستوري المكمل، أي سحب كل السلطات من يد الرئيس بمعنى أن أي رئيس سيفوز في الوصول لكرسي الحكم، سيكون منزوع السلطات. وقال الدهشان أن الإخوان المسلمين حرصوا على فتح قنوات دبلوماسية مع إسرائيل للتفاوض، وعلى الرغم من أن البداية كانت مثيرة للجدل، وقال إنها تحولت إلى ''بداية دافئة بعد أن بعث الرئيس المصري رسالة إلى شيمون بيريز ردا على تهنئته له بالفوز بالرئاسة''. ولفت الكاتب إلى أن هجوم سيناء الذي أسفر عن مقتل 16 مجند مصري، تسبب في إقالة رئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي، وتعيين محمد شحاته بدلا منه، والمعروف عنه تعاونه مع إسرائيل بعد أن كان طرفا قويا في مفاوضات الإفراج عن الرهينة الإسرائيلية جلعاد شاليط، على حد قول الكاتب. ووفقا لما قاله الكاتب فإن مصر اتهمت عناصر من غزة في الاحداث، وهو ما رفضته حركة حماس ووصفت الاتهامات ب''المغرضة''، وتهدف إلى ''الوقيعة في العلاقات المصرية الفلسطينية''. وأوضح الكاتب أن ''هذه الأحداث صبت في مصلحة مرسي، الذي استطاع خرق اتفاقية كامب ديفيد ونشر القوات المصرية بدعوى الحفاظ على الأمن، وغلق كل الأنفاق المؤدية من إلى غزة والتي كان يهرب فيها البضائع و الأغذية. وذكر الكاتب أن إسماعيل هنية أجرى اتصالا بالرئيس مرسي وطالب بالتنسيق بين مصر وغزة فيما يخص الأمور الأمنية، كما تطرق الكاتب إلى زيارة أمير قطر حمد بن خليفة لمصر وايداعه 2 مليار دولار أمريكي في البنك المركزي المصري دعما للاقتصاد المصري، مما أدى ل''إنعاش الاحتياطي الأجنبي المصري''. وعلق الكاتب على تصرف قطر وقال: ''إن ما قام به الأمير حمد، يعد دليلا قويا على دعم قطر لحلفها الإخوان المسلمين في مصر، بالإضافة إلى بثها قناة الجزيرة الإخبارية والتي تساند الإخوان المسلمين وتدعمهم في الكثير من المواقف''. وأشار الكاتب إلى ''احتقان في العلاقات المصرية السعودية''، مشيرا إلى إرسال حاكم منطقة جدة لاستقبال مرسي في المطار، إضافة إلى الود الذي ظهر بين مرسي ونجاد خلال القمة، والمناخ الجديد الذي بدأ بين مصر وإيران. كما أشار أيضا إلى الزيارة المقرر أن يقوم بها مرسي إلى طهران للمشاركة في قمة حكة عدم الانحياز نهاية أغسطس الجاري، وأوضح الكاتب أن إشارة الإعلام الإيراني إلى تعاطف الرئيس مرسي والإخوان المسلمين مع البرنامج النووي الإيراني أكثر من دول الخليج، وهو الامر الذي لم يلقى ترحيبا لدى السعوديين، على حد قول الكاتب. وختم الدهشان مقاله قائل أن الاقتصاد المصري يقوم بشكل كبير على المعونة الأمريكية، وأن عزل مرسي قيادات الجيش، ينذر بتحكم الإخوان في السلطة وتوليهم كافة شؤون البلاد.