تصف مايكروسوفت نظام تشغيلها الجديد ''ويندوز 8'' بأنه تاريخي وسيحدث ثورة حقيقة في انظمة التشغيل التي تتعامل مع مختلف انواع الأجهزة من المكتبية للمحمولة حتى اللوحية وأجهزة الهواتف المحمولة؛ فهل استطاعت مايكروسوفت فعلا أن تخرج لنا نظام تشغيل قوى يعالج فشل نسخة فيستا، وعدم النجاح المتوقع لويندوز7؟ هذا ما سنحاول ان نستكشفه مع هذا العرض السريع لنظام Windows 8. توقيت طرح نظام مايكروسوفت الجديد بقى سرا حتى ايام قليلة عندما كشفت الشركة ان الموعد المقترح سيكون نهاية اكتوبر القادم، وسيكون متوافرا ب109 لغات في العالم أجمع منها اللغة العربية، ولم يعرف بعد توقيت طرحه في العالم العربي وان كان يتوقع الا يتأخر كثيرا عن طرحه عالميا، وسيكلف تحديث نظام ويندوز إكس بي أو فيستا أو 7 إلى ويندوز 8 بما يوازي 40 دولار، وفق ما أعلنت شركة مايكروسوفت، وبالنسبة لمن اشتروا اجهزة عليها ويندوز7 بعد يونيو 2012، سيمكنهم التحديث ب15 دولار. قبل البداية ونأتي لبعض تفاصيل ما يحتويه نظام تشغيل ويندوز8، ولكن قبل الغوص فيه هناك امرين يجب ان تضعهما في الاعتبار، الاول انك بصدد نظام تعتمد قوته بصورة كبيرة على اتصاله بشبكة الانترنت، لذا سيكون مضيعة للوقت والجهد وبالطبع المال ان تتعامل معه اذا لم تكن متصلا بالإنترنت، وهذا لان اغلب تطبيقات النظام تعتمد على الاتصال بالإنترنت بصورة مباشرة فضلا عن سريعة. الأمر الآخر حول ويندوز 8، انك بصدد التعامل مع نظام تشغيل في اغلب اجزاء سيشعرك بأنك تتعامل مع نظام تشغيل لجهاز ''سمارت تفون''، لذا سيكون من السهل على مستخدمي هذه الأنظمة التعامل مع هذا الجهاز بسهولة أكثر من غيرهم، أما من لم يعتاد على هذه الأجهزة وخاصة التي تعمل باللمس منها، سيكون عليها التعامل مع الشكل القديم لويندوز، وهو متوافر أيضا مع نسخة ويندوز8. الشكل والمظهر الخارجي: وفقا للنسخة الاخيرة التي اتاحت مايكروسوفت تجربتها مطلع شهر يونيو الماضي ''Preview'' والتي قمنا بتجربتها على جهاز سامسونج الجديد Slate PC - قيد التجربة وسننشر قريبا تقرير عنه- وفقا لما اختبرناه من هذه النسخة شبه النهائية، يتضح أن مايكروسوفت ركزت كثيرا على أن تعطي احساس للمستخدم منذ اول لحظة بأنه بصدد تجربة جديدة مختلفة كليا عن نسخ ويندوز المعتادة، التي لم يدخل عليها تغيراً يمكن أن نصفه بالثوري او الجذري، وذلك بفضل واجهة Metor الذكية التي تعطي إحساس بانك تتعامل مع نظام تشغيل مختلف غير واجهة ويندوز المعتادة، وإن كانت أعطت مايكروسوفت كعادتها الخيار للمستخدم بان يتعامل مع أي الوجهتين القديمة والحديثة. سرعة الاقلاع أول انطباع ستحصل عليه من عملية تشغيل النظام والتي أصبحت تستغرق من 6 الي 10 ثواني، بينما كانت تستغرق في السابق ليس أقل من 30 ثانية، طبعا هنا تتحكم عوامل كثيرة أهما نوع الجهاز ومكوناته وحجم البيانات المُحمل عليه، ولكن بصفة عامة ويندوز 8 أسرع بكثير وبصورة ملحوظة جدا خاصة إذا ما قمت بتجربة خاصية اللمس التي تعد سريعة مقارنة بمثيلتها، ويعطي رد فعل سريع مقارب لما نجد من أجهزة الهواتف الذكية. للدخول على النظام سيكون أمامك طريقتين: الأولى التقليدية بكلمة سر بحروف وأرقام والأخرى مبتكرة، من خلال رسم ''كلمة سر'' على أي صورة تختاراها عبر لمس أماكن محددة في الصورة.. ورغم أن هذه الطريقة مستخدمة بالفعل على بعض أنظمة تشغيل ''سمارت فون''، إلا أنها جديدة بالنسبة لأنظمة التشغيل المكتبية. قائمة البداية أو التشغيل ''ستارت'' تغير شكلها وموقعها تمام عن ما كانت عليه في كل النسخ السابقة، ولم تعد اسفل يسار الشاشة بعلامة ويندوز الشهيرة، بل أصبحت مكان صفحة الدخول، وأصبحت عبارة عن ''ايكونات'' مجموعة لأهم التطبيقات التي وضعتها مايكروسوفت، ويمكن الإضافة والتعديل عليها كما تشاء، ويمكن أيضا تكبير حجم وتصغيرها، وإذا كان الجهاز يعمل باللمس سيمكن نقلها وتكبيرها بسهولة أكبر. متجر التطبيقات وضعت مايكروسوفت العديد من التطبيقات على قائمة البداية -التي يمكن تجاوزها والدخول على صفحة تقارب تصميم الشكل القديم، ابرز التطبيقات التي وضعتها مايكروسوفت خاصة بالأخبار وأحوال الطقس والرياضة والاقتصاد والبورصة وأسواق المال، والجميل في الامر ان كل هذه التطبيقات تدعم اللغة العربية والمحتوى الخاص بالمستخدمين في مصر، ويمكن اضافة مصادر معلومات وأخبار اخرى ايضا، وهي من حيث التصميم والأداء جيدة وواضح ان جهد كبير بذل فيها. اهتمت مايكروسوفت بان تضع ''App Store''، خاص بالتطبيقات والبرامج الخاصة بشركائها والمطورين، ورغم ان هذه تفصيله تقنية الا انه يجب ان نقول ان مايكروسوفت سهلت كثيرا من عمل المطورين، حتى انه يمكن لشخص عادي ان يقوم بتجميع أكواد بسيطة وبناء برنامج بسيط خاصة به، ولكي تبقى هناك معايير وضوابط امنية وفنية قبل ان تسمح مايكروسوفت بعرض هذا التطبيق ضمن التطبيقات المعتمدة والموثوقة، وهناك تقسيمات للبرامج المجانية، والحديثة والاكثر تحميلا. واستطاعت الشركة الامريكية العملاقة ان تجمع ابرز الخدمات والمميزات الموجودة في متاجر البرمجيات للشركات المنافسة، وزادت عليها امكانية استخدام أغلب البرامج بصورة تجريبية، مع امكانية استخدام التطبيق الذي سيقوم المستخدم بشرائه على اكثر من جهاز. المحتوى الترفيهي أعطى مطوري مايكروسوفت اهتماماً كبيرا بالمحتوى الترفيهي، فوضعت لأول مرة تطبيق مستقل للصور يتيح تصفح كل صور المستخدم الموجودة على الجهاز في مكان واحد، او على الشبكات الاجتماعية مثل ''فيس بوك'' و''فليكر''، وايضا الصور الموجودة على مواقع المشاركة والحوسبة السحابية واي اجهزة اخرى متصلة او حتى وحدات التخزين الخارجية، وهذا التطبيق مشابهة لتطبيق مماثل على نظام ''اندرويد- ايس كريم ساندويتش''، وهذه الطريقة في بناء التطبيق اعتمدتها في التطبيقات الخاصة بالموسيقي، والخاص بمحتوى الفيديو. أما تطبيق البريد الإلكتروني (Mail)، فقد اعتمدت الشركة على تصميم يتألف من ثلاثة أقسام، الأول يعرض حسابات المُستخدم، والثاني يعرض الرسائل الواردة، أما الثالث فيعرض الرسالة المُختارة، وقد دعمت الشركة في تصميم التطبيق نسبة عرض تصل إلى 16:9 (النمط العريض) مع إمكانية استخدام التطبيق في وضع ملء الشاشة، بالإضافة لتقنية جديدة تقوم بتحميل 20 كيلوبايت فقط من كل رسالة من أجل عرض أسرع للرسائل الأمر الذي ربما يضايق بعض المستخدمين أن مايكروسوفت قصرت هذا التطبيق كما رأينا على بريد ''هوتميل''، ولا يعرف ما إذا كان هذا هو الشكل النهائي لهذا التطبيق أم أن هذا وضع مؤقت. الشبكات الاجتماعية ويتضمن ويندوز8 تطبيق ''People'' لتجميع كل الأنشطة والأصدقاء على ابرز الشبكات الاجتماعية حيث يعتمد على تخزين جهات الاتصال لدى المستخدم ''سحابيا''، مع إمكانية استخدامهم في برنامج البريد الإلكتروني وبرنامج المحادثة، بالإضافة لتجميع الأصدقاء الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة في مكان واحد، مثل فيسبوك وجوغل+ ولينكدإن تويتر. واستكمالا لخط الشبكات ألاجتماعية أتاحت مايكروسوفت عدد كبير من أدوات المشاركةsharing tools على الجهاز ويمكن إضافة مجموعة أخري لإتاحة أكبر قدر من السهولة عند مشاركة في محتوى على الجهاز للشبكات الاجتماعية ومواقع المشاركة بصورة مباشرة تقريبا بنفس سرعة وبساطة أدوات المشاركة الموجودة على أغلب انظمة تشغيل ''سمار تفون''. أدوات البحث، أهتمت مايكروسوفت كثيرا بالبحث وطورت مجموعة من الأدوات تتيح البحث عبر صفحة واحدة لكل التطبيقات والمحتوى الموجود على الجهاز وعلى الإنترنت من خلال محرك بحثها ''بينج''، وعلى تطبيقات الشبكات الاجتماعية والأخبار والاقتصاد وكافة التطبيقات التي أضافتها لنسخة ويندوز8، بصورة جعلت البحث أفضل عشرات المرات من تجارب نسخ ويندوز السابقة؟ اللغة والطاقة الطاقة، عنصر هام تهتم به اغلب الشركات حاليا، لضمان استمرار عملية البطارية لأكبر فترة ممكنة، وحسب تأكيد مايكروسوفت فان نظام ويندوز8 يوفر في الطاقة ما يقارب 40 بالمئة عن نسخة ويندوز7 الأخيرة ووضعت مايكروسوفت خيارات عديدة ومتقدمة Advanced power saving من شانها الحفاظ على معدل استخدام الطاقة، هذا بالإضافة إلى أن معظم شركات تصنيع الكمبيوتر بدأت في الاهتمام هي الأخرى بضمان أداء أفضل واستهلاك أقل للطاقة. اللغة العربية، رغم أنها احد اللغات الرئيسية الموجودة على الجهاز، وظهرت ضمن اللغات الرئيسية للتطبيقات الإخبارية، ورغم ان اللغة العربية تقرا من الشمال لليمن بسهولة على النظام، ولكن يبدو أن هناك مشكلة ما في قراءة الحروف، فتخرج مفرطة احيانا بصورة يصعب قراءتها، خاصة في التعامل مع الأجهزة اللوحية، وهذا المشكلة تبدو جادة، وعلى مايكروسوفت أن تفكر جديا قبل ان تطرح الجهاز بهذه المشكلة في العالم العربي، ولكن لأنها نسخة تجريبية نتوقع ان تتلافها مايكروسوفت قبل الطرح النهائي المتوقع ان يكون في الاسبوع الاول من شهر أغسطس.