احتشد ملايين المصريين صباح الأربعاء أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في مختلف أنحاء مصر لاختيار حاكمهم بإرادتهم الحرة لأول مرة في التاريخ. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الثامنة صباحاً أمام نحو 51 مليون ناخب يشاركون باصاواتهم في تحديد الشخص الذي سيجلس على كرسي الرئاسة. وتأخر فتح 3 لجان فقط بسبب عدم تواجد الموظفون المكلفون بمساعدة القضاة بمحافظات القليوبية، والشرقية، وكفر الشيخ، لكن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة تمكنت من حل المشكلة وبدأ التصويت في تلك اللجان. وقال المسشتار حاتم بجاتو، أمين عام اللجنة العليا، ان الإقبال من قبل الناخبين على المشاركة في التصويت هائل وفاق التوقعات، وشدد على أن هذه الانتخابات ستكون مثالا للنزاهة والديمقراطية تبهر العالم. وشهدت مراكز الاقتراع إقبالا كثيفا، وامتدت طوابير المواطنين الراغبين في التعبير عن رأيهم لمئات الامتار أمام اللجان الانتخابية حتى قبل فتح أبوابها. وانتشر أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية، لتأمين العملية الانتخابية، كما قامت منظمات المجتمع المدني لرصد اي مخالفات قد تشوب العملية الانتخابية من انتهاكات وبدأت غرف عمليات بنادي القضاة عملها، لمتابعة عملية التصويت. ويتوجه اليوم نحو 50 مليونا و407 آلاف و266 ناخبا مصريا للإدلاء بأصواتهم على مستوى محافظات الجمهورية، لاختيار أول رئيس للبلاد بعد الثورة، حيث يبلغ عدد اللجان الفرعية 13 ألفا و97 لجنة، واللجان العامة 351 لجنة، وتم تخصيص 3 آلاف و723 لجنة فرعية للذكور و3 آلاف و196 لجنة فرعية للإناث و6 آلاف و478 لجنة فرعية مختلطة، حيث يشرف على الانتخابات وفقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات 13 ألفا و97 قاضيا وعضو هيئة قضائية. ويشارك فى الإشراف على العملية الانتخابية 14 ألفا و509 قضاة من مختلف الهيئات القضائية، من بينهم حوالى 1200 قاضية من هيئتى قضايا الدولة والنيابة الإدارية. ويراقب الانتخابات 2859 إعلاميا و49 منظمة مجتمع مدنى محلية و3 منظمات أجنبية، من بينها منظمة كارتر لمراقبة الانتخابات، و50 مراقبا من مفوضية الاتحاد الإفريقى ومفوضية الاتحاد الأوروبى. ووفقا للتعديل التشريعي الذي ادخله مجلس الشعب قبل ايام قليلة فمن المقرر أن يتم فرز أصوات الناخبين داخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان فى ختام اليوم الثانى للاقتراع الخميس بعد غلق باب التصويت فى الانتخابات، وذلك وسط حضور من جانب ممثلى منظمات المجتمع المدنى ومندوبى الصحافة ووسائل الإعلام ومندوبى المرشحين. ويعود تاريخ الانتخابات في مصر إلى عام 1956 بعد إلغاء الملكية عندما تم انتخاب الرئيس جمال عبدالناصر كثاني رئيس للجمهورية في 23 يوليو 1956، وأول رئيس فعلي له سلطات بعد أن تم تعيين اللواء محمد نجيب كأول رئيس لمصر بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، ومنذ ذلك الحين اتبعت مصر نظام الاستفتاء لاختيار رئيس الجمهورية من شخص واحد مرشح كان في الغالب هو الرئيس. ويقوم هذا النظام على ترشيح عدد من أعضاء التنظيم السياسي الواحد في ذلك الوقت (الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي)، داخل البرلمان لشخص واحد، باعتباره مرشحا لرئاسة الجمهورية، يجري التصويت عليه داخل البرلمان بالموافقة، ثم يجري استفتاء شعبي عليه. ومنذ بدء هذا النظام الاستفتائي لاختيار الرئيس عام 1952، جرت تسعة استفتاءات رئاسية، حكم فيها مصر فعليا 3 رؤساء فقط، هم: جمال عبدالناصر الذي جرى في عهده ثلاثة استفتاءات، وأنور السادات (استفتاءان)، وحسني مبارك (4 استفتاءات). وبعد تعديل المادة 76 من الدستور المصري في (فبراير) 2005، وإقرار قانون جديد لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر ألغى الاستفتاء على شخص المرشح الواحد، وتم تغيير طريقة انتخاب رئيس الدولة من "الاستفتاء" إلى "الانتخاب الحر التعددي" بين أكثر من مرشح، ودخلت مصرفي مصاف الدول العربية التي يجري فيها انتخاب رئيس الدولة بالانتخاب الحر بين أكثر من مرشح. ويذكر أن هناك 7 دول عربية من أصل 22 دولة تتبع نظام الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح. ويتنافس على أول انتخابات رئاسية بعد الثورة ثلاثة عشر مرشحا رئاسيا، يسعون للفوز بمقعد رئيس مصر الفارغ، من بعد تنحية الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وإن كانت المنافسة الحقيقية تنحصر بين خمسة مرشحين، من المتوقع أن يتم تصعيد اثنين منهم إلى مرحلة الإعادة. ويمكن تقسيم المرشحين الخمسة الأعلى حظا إلى ثلاثة تيارات، إسلاميين ومدنيين وفلولا، حيث يتنافس مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى، مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادى السابق فى الجماعة، ومؤسس حزب الكرامة حمدين صباحى، وآخر رؤساء وزراء مبارك أحمد شفيق، والأمين السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وتواجه كل التيارات إشكالية تفتيت الأصوات فى ظل وجود أكثر من مرشح فى كل تيار، حيث يتنافس على أصوات الكتلة الإسلامية مرسى، وأبو الفتوح، والدكتور سليم العوا، الذى تبدو حظوظه ضعيفة بالمقارنة بالمرشحين الآخرين، كما تشهد أصوات التيار اليسارى والمدنى نفس الإشكالية، حيث يتنافس بالإضافة إلى صباحى ذى الحظوظ الأعلى، هشام البسطويسى، مرشح حزب التجمع، بالإضافة إلى الناشط العمالى خالد على، والنائب اليسارى أبو العز الحريرى، فضلا عن أبو الفتوح الذى استطاع استقطاب أصوات بعض التيار المدنى، بعد أن قدم نفسه كمرشح إسلامى وسطى بين التيارات المختلفة. أقرأ ايضا: عمرو موسى يدلي بصوته في انتخابات الرئاسة