عاد إلى الخرطوم فجر اليوم الخميس على متن طائرة الخطوط المصرية، 13 أسيرا سودانيا قادمين من القاهرة، بعد أن أطلقت ''جوبا'' سراحهم أمس استجابة لوساطة مصرية قام بها وزير الخارجية محمد كامل عمرو. ووصل الأسرى السودانيين إلى مطار القاهرة مساء الأربعاء، بعد الإفراج عنهم اثر طلب مصري من رئيس جنوب السودان سلفاكير خلال زيارة وزير الخارجية محمد كامل عمر لجوبا يوم 16 الجاري الإفراج عن هؤلاء الآسري كبادرة حسن نية وهو ما تجاوب معه الرئيس كير على الفور. وكان في استقبال الأسرى بمطار الخرطوم الدولي السفير المصري عبد الغفار الديب، وممثلو وزارتي الخارجية والدفاع وجهاز الأمن والمخابرات السوداني والبعثات الدبلوماسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال السفير المصري في تصريحات صحفية، إن القيادة السياسية في مصر برئاسة المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أولت اهتمامها الكامل بهذا الموضوع وأن يعود الأشقاء في السودان وفي جنوب السودان إلى مفاوضات السلام لكي يتوصل الطرفان إلى حل سلمي عادل وشامل لكل القضايا التي تشغل شعب السودان الواحد في الشمال وفي الجنوب. وأشار السفير إلى اتصالات شخصية قام بها وزير الخارجية كامل عمرو مع وزيري خارجية السودان علي كرتي وجنوب السودان نيال دينق، بينما تابع المباحثات سفيرا مصر في الخرطوموجوبا مع المسئولين بوزارتي خارجية البلدين. وأضاف أنه تم التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووافقت حكومتا السودان وجنوب السودان على استخدام الطائرة المصرية التي أقلت الأسرى من جوبا إلى القاهرة أمس ومن ثم إلى الخرطوم فجر اليوم على الخطوط المصرية أيضا وعلى نفقة وزارة الخارجية حتى تسلمتهم السلطات السودانية المختصة بسلام. وأكد أن ما قامت به مصر واجب يأتي من واقع اهتمامها بالسودان وما يجري فيه، كما أكد حرص مصر على علاقات سلام بين السودان ودولة جنوب السودان. ومن جانبه، أعرب السفير العبيد مروح الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، في تصريح مماثل عن تقدير السودان للدور الذي قامت به مصر واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهودهما في جعل عودة هؤلاء المختطفين ممكنة. وأكد العبيد أن اختطافهم من مستشفى ''هجليج'' من قبل الجيش الشعبي وحركة العدل والمساواة يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية. من ناحيته، أعرب نائب مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان هوجو فان عن سعادته بعودة المختطفين، كما أعرب عن تقديرهم للجهات التي أسهمت في هذه الخطوة ، ودعا الى احترام اتفاقية جنيف أثناء الحرب والنزاعات. وأكد الملازم طبيب خالد حسن أحمد - أحد العائدين - أنهم اقتيدوا من مستشفى هجليج إبان الهجوم عليها وأثناء تأديتهم لعملهم بصورة وحشية من قبل الجيش الشعبي وحركة العدل والمساواة، مضيفا أنهم تعرضوا للتعذيب والإهانة وتمت معاملتهم بصورة تتنافي مع القيم والمواثيق والأعراف. وأشار إلى أن القوات المعتدية سلبت ونهبت كل ممتلكاتهم. وقد قوبلت الرعاية المصرية لهذه العملية والتحرك السريع الذي قاده وزير الخارجية محمد كامل عمرو، بإشادة مسئولي الحكومة السودانية الذين أعربوا عن تقديرهم للدبلوماسية المصرية العريقة. كما حظي الحدث باستحسان وغبطة الشعب السوداني، وأشادت به كذلك وسائل الإعلام السودانية التي باتت تتحدث عن عودة الدور المصري الرائد واهتمام مصر بالشأن السوداني، واعتبار ذلك مقدمة لمزيد من جهود الوساطة المصرية التي من الممكن أن تسهم في وصول دولتي السودان إلى حل سلمي شامل ونهائي للقضايا محل الخلاف. وكان السفير محمد مرسي عوض، مساعد وزير الخارجية للشئون السودانية، قد أوضح في بيان لوزارة الخارجية الأربعاء أن جهود الوساطة المصرية بين السودان وجنوب السودان بدأت مباشرة عقب تفجر الحرب في منطقة هجليج. ولفت إلى حيث قام وزير الخارجية بزيارة عاجلة لكل من جوباوالخرطوم كان لها أثرها في تهدئة الموقف والتمهيد لنزع فتيل الأزمة وتهيئة الأجواء للعودة إلى المفاوضات السلمية بين الجانبين لتسوية القضايا العالقة. وأضاف أن مصر طرحت مقترحات محددة لنزع فتيل الأزمة واستئناف المفاوضات بين الجانبين. وذكر السفير محمد مرسي أن وزير الخارجية محمد عمرو التقي في أديس أبابا الثلاثاء الماضي على هامش مشاركة مصر في إجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي بكل من وزير خارجية السودان ووزير شئون مجلس الوزراء في جنوب السودان وكذلك وزير خارجية اثيوبيا، وذلك استكمالاً لمساعي مصر الحثيثة لاحتواء الأزمة بين الأشقاء في السودان وجنوب السودان وإعادة بناء الثقة بينهما.
أقرأ ايضا : الخارجية: مصلحة ''الجيزاوي'' المحتجز بالسعودية أهم من مشاعرنا