خيمت حالة من الحزن الشديد على المسلمين والمسيحيين فى جميع محافظات مصر، اليوم الأحد، على خلفية رحيل البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الليلة الماضية. ففى دمياط، فتحت كنيسة (السيدة العذراء) أبوابها لاستقبال الجماهير الحاشدة من المسلمين والأقباط التى جاءت لتقديم التعازى، واستقبل الأنبا بشوى عبدالمسيح مطران دمياط وبلقاس آلاف المعزين ، فيما ألقى رؤساء الأحزاب والقيادات التنفيذية بالمحافظة كلمات عبروا من خلالها عن مدى حزن الشعب المصرى بمسلميه وأقباطه لفقدان البابا شنودة الذى كان يمثل قيمة كبيرة فى مصر والعالم. وفى الإسماعيلية، أقدمت فتاة مسيحية تدعى رينية رزق عيسى (25 عاما) على الانتحار اليوم حزنا على وفاة البابا شنودة حيث تناولت كمية كبيرة من الأقراص المهدئة، فيما ترقد حاليا بمستشفى هيئة قناةالسويس فى حالة حرجة.. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق فى الحادث. وفى الشرقية، أعرب المواطنون بكافة طوائفهم عن حزنهم العميق على وفاة البابا شنودة الذى وصفوه بأنه رجل وطنى من الطراز الأول ..وحرص دائما على أن يعيش الأقباط والمسلمون على أرض مصر فى محبة ووئام. وقد اتشحت الكنائس فى كافة أرجاء المحافظة بالسواد ، وأقيم القداس الأسبوعى فى موعده المحدد بجميع الكنائس ، وتضمن الصلاة على روح البابا شنودة وانهمرت دموع الحاضرين حزنا على فراق الأب الروحى لهم. وأعرب محافظ الشرقية الدكتور عزازي علي عزازي عن أسفه الشديد لافتقاد مصر رمزًا وطنيًا كبيرًا يحظى باحترام المسلمين والمسيحيين ، حيث لعب دورا كبيرا في التماسك الوطني طوال العقود الماضية .. وقال إنه لن يعوضنا عن افتقاده سوى الوحدة الوطنية التي جمعت بين عدد كبير من المصريين الذين جاءوا لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه. وأضاف: إننا لن ننسى للبابا شنودة مقولته الشهيرة يوم أن رفض التطبيع مع إسرائيل (لن نذهب للقدس قبل أن يذهب إليه أشقاؤنا من المسلمين)، مشيرا إلى أن الشرقية سوف تقيم عزاء للبابا شنودة يوم الأربعاء القادم تعبيرا عن حزن الجميع على فراق رمز وطني وروحي كبير. وفى محافظة الإسكندرية، نعى كبار أئمة الأوقاف ورجال الدين ومثقفو الإسكندرية البابا شنودة الثالث بمزيد من الأسى والحزن، قائلين إن الفقيد فقد كان يمتاز بالحكمة والقدرة على تهدئة المواقف ووأد الفتن..مشيرين إلى أن الفقيد رحل فى وقت كانت فيه مصر فى أمس الحاجة لرجال حكماء أمثاله. ومن جانبه .. قال مدير عام شئون الدعوة والقرآن الكريم بمديرية أوقاف الإسكندرية الشيخ محمد وهدان إن وفدا يضم كبار الأئمة ورجال الدين الإسلامى سيقوم بزيارة الكنيسة المرقسية وتقديم العزاء للاخوة المسيحيين، مشيرا إلى أن البابا شنودة تميز بمواقفه الوطنية فقد كان يحب مصر حبا شديدا. كما أبدى مثقفو الإسكندرية وفنانوها حزنهم الشديد على رحيل البابا شنودة ، قائلين إنه من الصعب أن نجد رجلا فى حكمته وعلمه وحلمه لذلك فإننا نعزى أنفسنا، مشددين على ضرورة توحيد الكلمة لتحقيق نهضة ورفعة مصر. وفى محافظة شمال سيناء ، قدم المحافظ اللواء السيد عبدالوهاب مبروك التعازى باسمه وباسم قيادات المحافظة إلى الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية فى وفاة البابا شنودة ..قائلا إن رسالة الفقيد فى الحياة كانت تتمثل فى نشر السلام بين الشعب المصرى بكل طوائفه. ومن جانبه ، أعرب الدكتور أمين عبدالواجد مدير عام الأوقاف بشمال سيناء عن عميق حزنه على فقيد الوطن..وقال الشيخ سيد عبدالمجيد مدير الدعوى والشيخ الشحات البربري مدير المتابعة إنه سيتم تنظيم قوافل لرجال الدين الإسلامي إلى الكنيسة لتقديم واجب العزاء لرجال الكنيسة والأخوة المسيحيين عقب عودتهم من مراسم الدفن. كما نعت الحركة الثورية الاشتراكية بشمال سيناء فقيد الوطن..حيث أصدرت بيانا تحت عنوان (غاب عنا من سكنت فيه مصر. وفي محافظة المنوفية ، رفعت الكنائس الرايات السوداء وأعلنت الحداد ودقت الأجراس حزنا على رحيل البابا شنودة الثالث..وتسابق العديد من المسلمين لتقديم واجب العزاء. وأكد المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية أن الفقيد كان حريصا على ترابط الوحدة الوطنية داخل مصر خلال فترة اعتلائه للكرسي البابوي وكان ميزانا للحكمة فى كل قراراته ..فهو بحق شخصية تخص الشعب المصرى بأسره مسلمين وأقباطا. وصرح نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية بأن الآلاف توجهوا من المنوفية للكاتدرائية بالعباسية لإلقاء نظرة الوداع وإقامة الصلوات ، مشيرا إلى أن البابا شنودة سيظل رمزا وطنيا بأفعاله وتعاليمه وأقواله. وقال القمص بولا يعقوب وكيل مطرانية المنوفية إن البابا شنودة عاش للوطن مدافعا عنه فى قضايا كثيرة ودافع عن التراث والمعابد الإسلامية والمسيحية. ومن جهته ، أكد الدكتور عاشور الحلواني رئيس حزب الحرية والعدالة بالمنوفية أن مصر فقدت قيمة كبيرة وشخصية وطنية بوفاة البابا شنودة. ومن جانبه ، أعرب خالد راشد نقيب محاميى المنوفية عن حزنه الشديد لوفاة البابا شنودة الذى وصفه ب"الصدمة، قائلا إن البابا كان رمزا كبيرا ليس في مصر فقط ولكن في العالم أجمع. وفي جنوبسيناء، قرر المحافظ اللواء خالد فودة إلغاء احتفالات المحافظة بعيدها القومي نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ووفاة البابا شنودة الثالث. وفي قنا ، أعرب الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوبالوادي ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأمين عام الجامعة والأمين العام المساعد وأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب عن حزنهم العميق لوفاة البابا شنودة، الذي كان رمزا للتسامح والمحبة والإخاء والحكمة، كما قدمت القوى الوطنية بقنا تعازيها فى وفاة البابا شنودة إلى الأساقفة والمطارنة فى المحافظة. وصرح عمار حسن حفني، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، بقنا بأن الجماعة ستذهب بجميع أعضائها إلى مطرانية نقادة وقوص لتقديم العزاء للأنبا بيمن، قائلا إن البابا شنودة كان بمثابة الحصن المنيع لكوارث ضخمة واستطاع بحكمته رأب الصدع بين الأقباط والمسلمين. وتوجه وفد من اتحاد ما يسمى ب (الثورة المصرية فرع قنا) إلى مطرانية قنا لتقديم واجب العزاء فى رحيل البابا شنودة، كما توجه المئات من المسيحيين إلى كاتدرائية العباسية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان البابا شنودة حيث شهدت المطارات ومحطات القطارات والأتوبيسات ازدحاما شديدا.