شهدت مصر أمس يوما مشهودا على صعيد التضامن بين أبنائها مسلمين وأقباطا، حيث جمعهم الحزن على وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث توافد المسلمون لتقديم واجب العزاء فى البابا على مختلف الكنائس بالمحافظات، فيما توافدت أعداد كبيرة من الأقباط على الكاتدرائية بالعباسية لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد. وتوشحت محافظة الأقصر بالسواد أمس، حدادا على رحيل البابا حيث امتلأت الشوارع المجاورة للكنائس بآلاف المعزين فى وفاة البابا، وأعلنت كنائس الأقصر الحداد، وارتدى الزائرون السواد، وسادت حالة من الحزن والوجوم داخل الكنائس، وانخرط الكثيرون فى البكاء الطويل ذاكرين مناقب البابا ومحاسنه.
كما أغلقت المحال والمتاجر حزنا على فقدان البابا، وأعلن كثير من أصحاب المحلات التجارية استمرار غلقهم لها لمدة ثلاثة أيام، وقرر كثير من أقباط المحافظة إلى السفر للقاهرة للمشاركة فى تشييع جنازة البابا، وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.
كما ساد الحزن الكثيرين من المسلمين فى الأوساط الدينية والشعبية، حيث عبر فضيلة الشيخ محمد الطيب شقيق شيخ الأزهر عن أسفه البالغ لرحيل البابا شنودة، الذى قدم الكثير لمصر، وحافظ على وحدتها الوطنية.
وعبرت نقابة المرشدين السياحيين عن بالغ حزنها لفقدان البابا شنودة، وقال أنور أبوالمجد، نقيب المرشدين السياحيين السابق إن مصر حزينة بأسرها لوفاة البابا.
وخيم الحزن على جميع الأقباط بمحافظة سوهاج، وارتدت النساء ملابس الحداد السوداء، ودقت أجراس الكنائس حزنا على رحيل البابا شنودة الثالث، وقال الأنبا باخوم مطران سوهاج والمنشاة والمراغة إن رحيل البابا شنودة خسارة كبيرة للأمة كلها، وليس الأقباط فقط، حيث كان الأب الحنون للأسرة المصرية، وكان يحاول بقدر المستطاع إنهاء الخلافات ونبذ العنف والفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط.
من ناحية أخرى أشار الأنبا باخوم إلى أن مجموعات كبيرة سافروا إلى القاهرة فور علمهم بوفاة البابا شنودة لإلقاء نظرة الوداع وللمشاركة فى الجنازة، وأنه فور عودته سيقيم سرداقا للعزاء بداخل الكنيسة، لاستقبال المعزيين من كافة الطوائف بالمحافظة.
وأعلنت مطرانية الأقباط بالبحر الأحمر الحداد بجميع الأديرة والكنائس على وفاة البابا شنودة، واستقبلت كنيسة الغردقة وفود المعزين من المسلمين والأقباط، واعتبرت القوى السياسية بالبحر الأحمر وفاة البابا خسارة لأحد رموز الوحدة الوطنية، ودقت كنيسة الأنبا شنودة بالغردقة الأجراس عقب الإعلان عن وفاة البابا.
وتوافدت القوى السياسية وممثلو الأحزاب لتقديم التعازى لقيادات الكنيسة بالغردقة، وتقدم اللواء محمود عاصم محافظ البحر الأحمر والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة بتقديم واجب العزاء إلى رجال الكنيسة بالغردقة.
وفى أسوان أقامت كنيسة مارى جرجس بمدينة كوم أمبو سرادق عزاء كبير، حيث شارك رجال الدين الإسلامى رجال الدين المسيحى فى تلقى واجب العزاء فى البابا شنودة، وعلى رأسهم مدير أوقاف كوم أمبو الشيخ حسن إسماعيل.
وتوافد منذ صباح أمس المسلمين فى المدينة جنبا إلى جنب مع المسيحيين على سرادق العزاء، الذى تم أقامته كنيسة مارى جرجس. كما قدمت العزاء القيادات الأمنية والشعبية والقيادات الطبيعية بالمدينة.
فيما قدم محافظ أسوان، مصطفى السيد بالتعازى لنيافة الأنبا هدرا، أسقف أسوان فى وفاة البابا شنودة. وأقامت الكنيسة الأرثوذكسية بمدينة أسوان سرادق لتلقى العزاء فى البابا شنودة لمدة ثلاثة أيام.
وفى محافظة قنا استمرت حالة الحزن على وفاة البابا، حيث أغلق معظم الأقباط محالهم التجارية، وأعلنت جميع الكنائس الحداد. ونعى اللواء عادل لبيب محافظ قنا وفاة البابا شنودة وقال «نعزى أنفسنا ونعزى شعب مصر لوفاة قداسة البابا «مؤكدا أن مصر فقدت مواطنا عظيما وحبرا قديرا ورمزا دينيا ورجلا حكيما كان يعمل على الوقوف بمصر صفا واحدا أمام التحديات التى يواجهها الوطن».
وسادت حالة من الحزن محافظة البحيرة بعد إعلان نبأ وفاة البابا شنودة، حيث رفعت كنائس البحيرة الرايات السوداء، والحداد ثلاثة أيام على رحيله. وبدأت الكنائس والأديرة بالبحيرة بتوفير أتوبيسات لنقل الأقباط من مدن البحيرة إلى الكاتدرائية بالعباسية لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة قبل نقلة إلى دير وادى النطرون. ويستعد «دير الانبا بيشوى» بوادى النطرون لاستقبال جثمان الفقيد.
وتوافد المئات من أهالى دمياط أقباطا ومسلمين، على كنيسة العذراء فى دمياط للعزاء فى وفاة البابا شنودة الثالث، واتشحت الكنيسة من الخارج بالسواد واللافتات تعبيرا عن الحزن العميق لرحيل البابا.
وقال القمص سيدهم بشاى، إن البابا كان رجلا وطنيا، وكان مصريا حتى النخاع، ومحبا للسلام، وكانوا يطلقون عليه بابا العرب وليس بابا مصر. بينما وصف الأب بندلامون راعى كنيسة الروم الأرثوذكس فى دمياط، البابا شنودة، بأنه أحد رجال الحكمة العظماء، وبرحيله فقدت مصر بجميع طوائفها مثلث الرحمات، وأن أئمة المساجد ومواطنين عاديين وكل القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية اتصلوا به لتعزيته فى وفاة البابا شنودة، وقد أطلقت كنائس دمياط أجراسها حدادا على روح الفقيد والصلاة والدعاء له.
أعلنت أمس كنائس الغربية الحداد الرسمى على وفاة البابا شنودة وظلت أجراس الكنائس تقرع طوال الوقت عقب إعلان خبر وفاة البابا شنودة وتوجه المستشار محمد عبدالقادر محافظ الغربية لأداء واجب العزاء إلى الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها وحرص على مصاحبة المحافظ نواب مجلسى الشعب والشورى عن حزب الحرية والعدالة.
وحرصت غالبية مساجد المحافظة أمس على توجيه واجب العزاء عقب صلاة العشاء عبر مكبرات الصوت كما توجه اللواء مصطفى باز مدير أمن الغربية والقيادات الأمنية لأداء واجب العزاء بكنيسة شارع على مبارك بطنطا.
سادت حالة من الحزب الشديد لدى كافة الأقباط فى شمال سيناء بعد تلقيهم نبأ وفاة الباب شنودة بطريرك الكرازة المرقصية وأعلنت مطرانية الأقباط بشمال سيناء الحداد بجميع الكنائس فى المحافظة.
وقال ميخائيل أنطون راعى كنيسة مار جرجس بالعريش إن قداسة البابا شخصية وطنية اكتسب حبا لدى جميع أطياف الشعب المصرى سواء مسلمين وأقباطا، مشيرا إلى سف الانبأ قزمان مطران شمال سيناء إلى القاهرة للمشاركة فى مراسم تشييع البابا شنودة، واضح راعى الكنيسة أنه الكنائس بشمال سيناء ستدعو فى صلاة القداس صباح الأحد للبابا بالراحة فى فردوس النعيم.
وأعدت مطرانية بنها وكاتدرائية شبرا الخيمة أتوبيسات خاصة نقلت الأقباط من إلى الكاتدارئية بالعباسية لإلقاء النظرة الأخيرة على البابا شنودة، حيث خيمت حالة من الحزن الشديد على جموع المسيحيين من أبناء الكنيسة بمحافظة القليوبية شاركهم فيها إخوانهم المسلمون من أبناء المحافظة.
شارك فى التغطية: ماهر عبدالصبور وأحمد أبوالحجاج ومحمد عبده وكمال الجزيرى وحمادة بعزق وحمادة عاشور وخميس البرعى وغادة الدسونسى وحلمى ياسين وعلاء شبل ومصطفى سنجر وحسن صالح ومحمد نصار.
الإسكندرية تبكى رحيل البطريرك أبرز من جلس على كرسى مرقس الرسول