قال محمد كامل عمرو وزير الخارجية أن ملف المنظمات غير الحكومية الاجنبية فى يد قضاة التحقيق حاليا و التعامل مع الوضع القانونى يتم من خلالهم ولا يمكن للحكومة المصرية أن تتدخل فى القضية. وأوضح ''عمرو''، فى حديثه للصحفيين خلال تواجده فى لندن، إن العلاقات المصرية الأمريكية إستراتيجية و قوية و تصب لصالح الطرفين و ليست لصالح طرف واحد فقط، معربا عن اعتقاده أن كلا من القاهرة وواشنطن حريصان على أن لا تتأثر هذه العلاقات بما يحدث لأنها فى صالح الطرفين، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة قوة كبرى ومن المصلحة أن نكون على علاقات طيبة معها. واشار وزير الخارجية، أن نظام المعونة الخارجية، سارى فى العالم أجمع، فهو جزء من عناصر إدارة السياسة الخارجية لأى دولة و بالتأكيد فأن الدولة التى تقدم المعونة تفعل ذلك لأنها ترى ان لها مصلحة فى هذا و لا احد يقدم معونة كحسنة بل هى مصلحة متبادلة، مشيرا الى ان إذا كانت مصر تستفيد فان الطرف الأخر يستفيد، فمصر نعطى معونات لدول افريقية لان لنا مصالح فى إفريقيا و لا يصح ان ننظر لموضوع المعونة من جانب واحد بل هو موضوع يفيد الطرفين. ونفى محمد عمرو، ان يكون الموقف المصرى قد تغير من الملف السورى مؤخرا بعد تقديم مصر للقرار فى الاممالمتحدة و سحب سفيرها من دمشق مؤكدا أن الموقف المصرى ثابت، فقد كانت مصر هى أول دولة عربية فى أغسطس الماضى تصدر بيانا علنيا طالبت فيه الحكومة السورية بالتفاوض مع جميع أطياف الشعب،وعندما لم تجد مصر استجابة أصدرت بيانا أخر اوضحت فيه إن هناك خشية من أن يصل وضع سوريا الى نقطة اللاعودة و حذرت من حدوث ذلك و أكدت إنها لا تريد أبدا اى تدويل للازمة او اى تدخل اجنبى.
ويرى محمد كامل عمرو وزير الخارجية، أن السيناريو الليبي لن يتكرر و قرار الأممالمتحدة كان يعبر عن تأييد لكل ما تقوم به الجامعة العربية و لم يكن هناك اى إشارة لتدخل عسكري بل على العكس، كان القرار يشير بوضوح فى السطور الأولى برفض اى تدخل عسكري اجنبى فى سوريا وكان الهدف من مجلس الأمن و قرار الجمعية العامة هو تأييد المبادرة العربية و إعطاء قوة اكبر للمبادرة العربية و هذا هو موقفنا منذ البداية. وحول الئأن الفلسطيني، قال إن الموقف الاسرائيلى الحالي لا يدفع الإنسان إلى التمسك بالأمل فمن الواضح أن الطرف الفلسطيني مستعد للتفاوض و الدخول فى حوار بشرط أن يكون له معنى، أما الطرف الاسرائيلى فأفعاله ورفضه الاعتراف بالمحددات و مرجعيات سبق ان اعترف بها قبل ذلك مثل حدود 1967 ومنع بناء المستوطنات على الاراضى الفلسطينية خاصة القدس، يعطى مؤشرا قويا انه ليس جاد فى عملية المفاوضات، معربا عن اعتقاده ان الفلسطينيين لن يوافقون على ان يتم التفاوض من اجل التفاوض فقط . وحول البديل لفشل مفاوضات السلام اشار وزير الخارجية انه لابد من وجود مصالحة فلسطينية و ان تتم على أسس سليمة لأنه بدون شك فإن هذا سيعطى قوة جديدة للجانب الفلسطيني ويجب استمرار الدفع نحو التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني ، والعرب عامة و مصر خاصة يقفون خلف الشعب الفلسطيني والمواقف المصرية معروفة، مشيرا إلى أن عملية السلام متوقفة إلى حين أن يغير الجانب الاسرائيلى من مواقفه. وبالنسبة للرؤية المصرية للدور الايرانى .. اوضح ''عمرو'' أن إيران قوة موجودة فى المنطقة و لا يمكن تجاهلها و علاقتنا معها مستمرة و لديهم مكتب لرعاية المصالح فى القاهرة و لدينا مكتب فى طهران و هناك بالقطع اتصالات مع إيران.
ونفى محمد كامل عمرو وزير الخارجية، وجود ردة فى مواقف دول الحوض، مشيرا إلى أن جولته فى ست دول لحوض النيل خلال يناير الماضى كانت جولة جيدة جدا على كل المستويات، حيث التقي بالرؤساء و كبار المسئولين فى تلك الدول، موضحا أن الجميع معترف أن مصر هى النيل، بينما هم لديهم مصادر مياه أخرى. وقال محمد كامل عمرو إن هناك تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية مع إثيوبيا خلال الفترة الأخيرة مشبرا إلى انه التقي مع وزير الخارجية الاثيوبى ثلاث مرات خلال الشهور الخمس الماضية، كما زار رئيس الوزراء الاثيوبى مصر وتحدث عن فتح صفحة جديدة وكان هناك اتفاق بين الدول الثلاث إثيوبيا و السودان و مصر على اللجنة الثلاثية لدراسة اثار سد النهضة و قد انعقدت اللجنة، معربا عن اعتقاده ان هناك تطور فى الملف.