أطلق البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، بالتعاون مع جامعة القاهرة، التقرير الأول لحالة التطوع في العالم لعام 2011، والذي يتزامن مع اليوم الدولي للمتطوعين واختتام الذكرى العاشرة للسنة الدولية للمتطوعين. جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفالية التي نظمتها جامعة القاهرة الاثنين، بحضور الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة، والدكتورة هبة نصار نائب رئيس الجامعة لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وجيمس راولي الممثل المقيم للأمم المتحدة، والدكتورة لمياء محسن أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، وعمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، فضلا عن ممثلي 63 منظمة أهلية بعدد من المحافظات. ودعا التقرير إلى جعل العمل التطوعي جزءا أصيلا من التوافق الجديد للآراء حول التنمية، فضلا عن كونه وسيلة فعالة لتنفيذ استراتيجيات تقودها المجتمعات المحلية، في ظل وجود حاجة واضحة لبذل جهود كبيرة من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية للألفية. وأوضح أن الأبحاث حول التطوع مازالت في مراحلها المبكرة، داعيا الحكومات إلى تشجيع إجراء المزيد من الدراسات التجريبية، مع اقتراح تكليف هيئة حكومية واحدة بالمسئولية عن قياس التطوع في البلد بدلا من قيام كل قطاع بقياس إسهاماته. وأشار التقرير إلى بروز ثلاثة توجهات رئيسية للتطوع في العالم تعمل على تغيير طبيعة التطوع في أعقاب العولمة والعصر الرقمي، وهي أن الهجرة والسفر يعملان على تغيير الطريقة التي يتطوع بها الناس، والتزايد في انخراط القطاع الخاص في التطوع، فضلا عن أساليب المشاركة التطوعية الجديدة التي تتيحها تقنيات الاتصالات والمعلومات. وأوضح التقرير الأول لحالة التطوع في العالم لعام 2011، الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أن مشاركة الشباب في التطوع عبر المنظمات الرسمية تتناقص، يقابله توجه نحو الأشكال الأقل تنظيما للمشاركة بما في ذلك التطوع عبر الإنترنت. وأكد التقرير ضرورة إدماج العمل التطوعي في السياسات والبرامج الهادفة إلى منع النزاعات والاستجابة لها، إذ تظهر أمثلة عديدة حول كيفية أن يمكن للتطوع أن يؤدي دورا إيجابيا في أوضاع النزاع. من جانبها، قالت الدكتورة هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة إن الجامعة من أولى الجامعات المصرية والعربية تعاونا مع الأممالمتحدة وكافة منظماتها، لافتة إلى إطلاق برنامج الأممالمتحدة الإنمائي للألفية من جامعة القاهرة اعتزازا بمكانتها المتميزة بين الجامعات المصرية، ولكونها أقدم جامعاتها. وأشارت إلى التعاون البناء بين جامعة القاهرةوالأممالمتحدة وكافة هيئاتها ومنظماتها، وذلك في إطار خدمة المجتمع، والذي تلتزم به الجامعة. واستعرضت الدكتورة هبة نصار دور شباب الجامعة في العمل التطوعي منذ نشأة جامعة القاهرة، حيث تنوعت اجتهادات الشباب في البحث عن حلول مشكلات مصر الاجتماعية، وتحقيق الإصلاح المنشود مثل محو الأمية لدى الفلاحين الذين كانوا يمثلون غالبية الأمة. كما قدم طلاب الجامعة العديد من المشروعات التطوعية التي تخدم مجتمعهم، ومنها دور نظم المعلومات في توفير الخدمات بالمناطق العشوائية بإمبابة، وإعادة تدوير المخلفات الورقية، والتنمية المستدامة للمناطق الفقيرة في قرية المنشأة بأسيوط. وأشارت نائب رئيس جامعة القاهرة إلى دور الجامعة في دعم الطلاب من خلال المساهمة في تزويدهم بالعلم والمعرفة فقط وتدريبهم على التفكير الحر وتقوية روح الواجب والتطوع عندهم مع وتزويدهم بالمقومات الأساسية التي من شأنها دعم شخصيتهم والعمل على رفع مستوى الحياة الثقافية والاجتماعية والرياضية لهم. بدورها، قالت الدكتورة لمياء محسن، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة إن معيار التطوع أصبح أحد المؤشرات التي يقاس بها المجتمع، حيث إن تطبيقها يدفع المجتمع إيجابيا إلى الأمام. وأكدت أن المجلس يمتلك تجارب ناجحة في إستراتيجية التطوع وتفعيله، مشيرة إلى أن آليات المجلس ليس جهة تنفيذ، وإنما تنسيق ومتابعة، فضلا عن عمل برامج استشارية لتفعيل إستراتيجية التطوع. وأشارت إلى العديد من البرامج التي تم تفعيلها منها حماية النشء من التدخين والمخدرات عن طريق مشاركة 23 ألف متطوع في وضع آليات البرنامج بالتنسيق مع خبراء متخصصين .. مضيفة أنه بنجاح البرنامج تم نقل التجربة إلى صندوق مكافحة الإدمان. وأضافت الدكتورة لمياء محسن أن هناك تجربة ''نجدة الطفل'' والتي ترصد شكاوى حالات الطفولة والأمومة أو حالات استغلال الطفل، ويرتبط المتطوع مع شبكة من المراسلين والجمعيات بالمحافظات. من ناحية أخرى، قال عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان إنه شارك في فعاليات المؤتمر 63 جمعية أهلية من سبع محافظات، مؤكدا أن المتطوع يرتبط بعملية التنمية في المجتمع المصري وهو ما يؤكده تقرير الأممالمتحدة الذي تم إطلاقه اليوم. وربط عثمان التطوع بالشعور الإيجابي لدى الشباب في المجتمع، وفتح آفاق لديهم في إمكانية التغيير. وأضاف أن هناك تحديات تواجه عملية التطوع، منها محدودية المؤسسات المجتمعية، وعدم توفير الفرص التطوعية المناسبة على ضوء قدرات الشباب، وغياب وجود إستراتيجية وطنية للتطوع في مصر.