لقي ثلاثة متظاهرين يمنيين حتفهم الثلاثاء، اثنان منهم في صنعاء والثالث في تعز، كما أصيب 65 آخرين بالرصاص الحي في ساحة التغيير في صنعاء حسب مصادر طبية. وأفادت مصادر بالمستشفى الميداني في الساحة أن حوالي 1200 شخصا أصيبوا بحالات اختناق وتسمم جراء استخدام الغاز من قبل قوات الأمن، كما أصيب عدد من الجنود عندما قذفهم المتظاهرون بالحجارة. كما قال شهود عيان في تعز أن قوات الأمن اطلقت الذخيرة والغاز المسيل للدموع دون تمييز على المتظاهرين. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن العاصمة صنعاء شهدت أيضا مظاهرة مؤيدة للرئيس صالح، حيث هتف أنصاره تأييدا لما سموه الشرعية الدستورية . ونقل مراسل بي بي سي في اليمن عبد الله غراب أن قوات الأمن أفرجت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء عن طاقم طبي مكون من ستة اشخاص بينهن أربع طبيبات بعد حوالي خمس ساعات من احتجازهم في مكان مجهول. وكان الطاقم الطبي يسعف المتظاهرين المصابين بعد الهجوم عليهم من قبل القوات الحكومية ومسلحين من أنصار الحزب الحاكم بالقرب من مبنى وزارة الخارجية في صنعاء. يذكر أن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم في المظاهرات التي تشهدها اليمن منذ شهرين والمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وتأتي هذه التطورات الميدانية الأخيرة بينما يواصل الوسطاء الخليجيون جهودهم للتوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والمعارضة لنقل سلطات الرئيس صالح. ووصل وفد من الحكومة اليمنية إلى أبو ظبي الثلاثاء لعقد مباحثات مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للبحث في سبل الخروج من الأزمة اليمنية. ويرأس الوفد الحكومي عبد الكريم الإرياني مستشار الرئيس صالح. وكان مجلس التعاون الخليجي دعا صالح في وقت سابق من ابريل/ نيسان الحالي إلى نقل سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي الأزمة في اليمن في وقت لاحق من ليلة الثلاثاء - الأربعاء. وقال المبعوث الألماني الدائم إلى مجلس الأمن إن على جميع الأطراف اليمنية خاصة الرئيس صالح أن تأخذ زمام المبادرة وتسعى من أجل انتقال (للسلطة) سلمي . وكان صالح، الذي يحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، قال في وقت سابق إنه مستعد لتسليم السلطة، لكنه اشترط أن يكون ذلك التسليم لأياد آمنة . وحذر صالح من احتمال نشوب حرب أهلية في البلاد إذا أجبر على التنحي عن السلطة. وفي موضوع متصل، قال صندوق الأممالمتحدة للطفولة -ومقره في جنيف- إن 26 طفلا على الأقل لقوا حتفهم في الاضطرابات التي شهدتها اليمن خلال الشهرين الماضيين. وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم اليونيسيف في اليمن أكبر عدد من الأطفال الذين قتلوا أو جرحوا بسبب اضطراب سياسي في المنطقة . في هذه الاثناء، أسس النواب البرلمانيون الذين انشقوا عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم حزبا سياسيا جديدا يدعو إلى تنحي صالح حسب بيان صادر عنهم. وتضم كتلة العدالة والتعمير وزراء ونواب سابقين انشقوا عن الحزب الحاكم احتجاجا على رد الفعل العنيف من قبل السلطات على المظاهرات المناوئة لصالح.