أفادت الأنباء الواردة من اليمن بأن الهدوء النسبي يخيم على العاصمة صنعاء إثر مواجهات عنيفة استمرت ثلاثة أيام سقط خلالها أكثر من 60 قتيلا. وكان مصدر في وزارة الدفاع قد صرح بأن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعا إلى وقف اطلاق النار. وذكرت التقارير أن وقف إطلاق النار جاء بعد محادثات بين نائب الرئيس ومبعوثين غربيين. وأوضح المصدر أن " نائب الرئيس أصدر تعليمات مشددة بضرورة التقيد سريعا بوقف لاطلاق النار في العاصمة" مضيفا ان القوات الحكومية تقيدت "من طرف واحد" بهذه التعليمات. وفي المقابل نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول معارض قوله إن "قوات اللواء علي محسن الأحمر المتحالف مع الحركة الاحتجاجية تتقيد بوقف اطلاق النار لافشال مخططات التصعيد العسكري" على حد قوله. وكانت مصادر طبية قد أعلنت في وقت سابق مقتل ما لايقل عن ثمانية أشخاص في هجمات جديدة شنتها القوات الحكومية ومسلحو الحزب الحاكم الثلاثاء على المتظاهرين في ساحة التغيير الليوم الثالث على التوالي. وشاهد مراسلو وكالة أنباء رويترز عددا من القناصة يتخذون مواقعهم في الأدوار العليا لبعض البنايات القريبة من الشوارع التي يتجمع فيها المتظاهرون. وقتل أربعة جنود من الكتيبة التي انشقت عن جيش النظام وانضمت للمتظاهرين، وذلك نتيجة اشتباك مع القوات الحكومية، كما أكدت مصادر طبية. وقصفت القوات الحكومية المعتصمين في ساحة التغيير لليوم الثالث على التوالي، وسقطت صواريخ على الميدان حسب ما افاد به شهود عيان. وهزت الانفجارات مدينة صنعاء وسمع دوي إطلاق النار خلال الليل وقبيل الفجر، ولقي شخصان حتفهما وجرح خمسة اثر سقوط صاروخين على معسكر أقامه المعتصمون في ساحة التغيير صباح الثلاثاء حسب الشهود. وكانت القوات اليمنية قد شنت هجوما على المعتصمين في الساحة الأحد، ما أدى إلى مقتل 53 شخصا وجرح حوالي ألف خلال يومي الأحد والإثنين. ونقلت وكالة رويترز عن محمد القباطي مدير مستشفى ميداني في الساحة قوله "أصابت الصواريخ عددا من الرجال الذين كانوا يسيرون في الخارج بالقرب من أحد الأسواق". وقد انتشر القناصة على أسطح المنازل في أماكن مختلفة من مدينة صنعاء وأطلقوا النار على المدنيين. واضطرت الاشتباكات السلطات اليمنية إلى إغلاق مطار صنعاء وتحويل الرحلات الجوية الى مطار عدن، وفقا لمسؤول في المطار طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مفوض بالادلاء بتصريحات. وفي مدينة عدن جنوبي اليمن جرح ثلاثة من المحتجين في صدامات مع القوات الحكومية. وفي مدينة تعز في الجنوب ايضا قتل ما لا يقل عن أربعة محتجين وجرح 40 آخرون الإثنين نتيجة صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حسب شهود عيان. وقام الآلاف من المحتجين بالاشتراك مع كتيبة من الجيش كانت قد انضمت إليهم في وقت سابق بالاستيلاء على قاعدة تابعة للحرس الجمهوري الاثنين، وفر أفراد الحرس الموجودون فيها دون مقاومة تذكر. وفي نيويورك أدان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة استخدام القوة ضد المتظاهرين ودعا جميع الأطراف في اليمن إلى التزام "اكبر قدر من ضبط النفس". وقال المتحدث باسم الأمين العام مارتن نيسيركي إن بان كي مون "يدين بشدة الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الامن الحكومية ضد متظاهرين عزل في العاصمة صنعاء، ما ادى الى العديد من القتلى والجرحى". وأضاف أن "الامين العام يعرب عن قلقه العميق حيال تصاعد العنف في اليمن، ويدعو كل الاطراف الى ممارسة اكبر قدر من ضبط النفس وتفادي اي عمل استفزازي". ودعا بان كي مون كذلك السلطات الى حماية المدنيين وتحمل مسؤولياتها التزاما بالقانون الدولي. وكانت الولاياتالمتحدة قد دعت في وقت سابق إلى ضبط النفس في اليمن، وأعربت عن أملها في التوصل إلى تسوية الازمة السياسية "خلال اسبوع". جهود دبلوماسية في هذه الأثناء دعت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون إلى وقف العنف في اليمن وحثت الرئيس صالح على القبول بنقل السلطة. وصرحت السفارة الأمريكية أن واشنطن تأمل بحدوث نقل سلمي للسلطة وبتوقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة من صالح إلى نائبه خلال اسبوع . وأعلن مصدر رسمي أن مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الازمة اليمنية امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وصلا إلى صنعاء حيث من المقرر أن يشهدا توقيع خارطة طريق اقترحتها الاممالمتحدة لتطبيق المبادرة الخليجية التي اعدتها دول مجلس التعاون الخليجي. ويفترض أن تمهد توقيع هذه الوثيقة التي ناقشها بن عمر مع السلطة والمعارضة ن تمهد الطريق لتوقيع المبادرة الخليجية العالقة منذ اشهر, من قبل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.