اتهمت السلطات السودانية الاربعاء اسرائيل بشن غارة جوية على سيارة ادت الى سقوط قتيلين مساء الثلاثاء في بور سودان شرق البلاد، الا ان اسرائيل رفضت الادلاء بأي تعليق. وقال علي احمد كرتي وزير الخارجية السوداني في الخرطوم "لدينا ادلة تشير الى ان الهجوم شنته اسرائيل. نحن متأكدون بالكامل من هذا، الا اننا لا نعرف السبب". واضاف "في الايام الاخيرة، صدرت ادعاءات في اسرائيل بأن السودان يدعم مجموعات اسلامية. هذا ليس صحيحا. وعندما تصدر اسرائيل ادعاءات مماثلة فهي تحاول ان تبرر ما قامت به الثلاثاء". وردا على سؤال حول هوية القتيلين، اجاب وزير الخارجية "لا نعلم من كان هذان الشخصان. كانا مجرد مواطنين سودانيين عائدين من المطار". واضاف "لا نعرف لماذا استهدفتهما اسرائيل". وقد ادلى الوزير السوداني بتصريحه بعيد لقاء مع المبعوث الاميركي الجديد في السودان برينستون ليمان. وهذه هي زيارته الاولى للخرطوم منذ الاعلان عن تعيينه في 31 اذار/مارس. واكد رئيس مجلس ولاية البحر الاحمر في السودان (وكبرى مدنها بور سودان) لوكالة فرانس برس مساء الثلاثاء محمد طاهر ان غارة جوية استهدفت سيارة على اطراف بور سودان ودمرتها وقتلت راكبين كانا فيها. وقال "قصفت طائرة سيارة صغيرة كانت قادمة من مطار بور سودان الى المدينة ... كان في السيارة شخصان ولقد قتلا. السيارة دمرت تماما". واضاف ان الطائرة المجهولة جاءت من ناحية البحر الاحمر، وعادت باتجاهه بعد تنفيذ الضربة في حوالى العاشرة مساء (19,00 ت غ). وكان متحدث باسم الشرطة اكد وقوع الهجوم على بعد 15 كلم جنوب بور سودان، وذكر ان فريقا من المحققين قد ارسل الى مكان الحادث. واحتل خبر مقتل شخصين في الغارة الجوية على سيارة في السودان عناوين الصحف الاسرائيلية الاربعاء التي حملت الجيش الاسرائيلي مسؤوليتها. وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت الاوسع انتشارا "الجيش الاسرائيلي شن هجوما في السودان". واضافت الصحيفة نقلا عن وسائل اعلام اجنبية ان الغارة "استهدفت رجالا مطلوبين في افريقيا". اما صحيفة"اسرائيل حايوم" المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فكان عنوانها "تصفية في السودان". بدورها عنونت صحيفة معاريف عددها ب"هجوم غامض الليلة الماضية في السودان"، مشيرة الى ان مسؤولين اسرائيليين رفضوا التعليق على الموضوع. ورفض الجيش الاسرائيلي ووزارة الخارجية التعليق على الموضوع. ونسبت الى الجيش الاسرائيلي غارات مماثلة في العام 2009 في السودان استهدفت قوافل يشتبه في انها تهرب اسلحة الى حركة حماس. وتقيم حركة حماس علاقات وثيقة مع الخرطوم. وتمتلك منذ فترة طويلة قاعدة في السودان غالبا ما يزورها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي يعيش في المنفى بدمشق. وفي مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي في الخرطوم، اشاد خالد مشعل بالتغيرات السياسية في مصر التي ادت الى تنحي الرئيس حسني مبارك، وجدد دعوته الى قتال اسرائيل.