بدأت اليوم الأحد في عمان أعمال مؤتمر دولي حول ''تطبيقات تكنولوجيا الفضاء في إدارة الموارد المائية''، وذلك بمشاركة علماء ومختصين من 11 دولة عربية وإسلامية. وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردني الدكتور وجيه عويس، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، الاهتمام الذي يوليه الأردن في تطوير استخدام التكنولوجيا المتقدمة لأغراض التنمية بما في ذلك التقنيات الحديثة المتمثلة في الصور الفضائية والاستشعار عن بعد بقدرات عالية في البحث عن الموارد المائية والمساعدة في إيجاد إدارة جيدة لهذه المصادر. وأشار إلى أهمية التشارك في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين لإيجاد حلول مبتكرة تساهم في تخفيف حدة مشكلة نقص المياه التي تعاني منها معظم الدول العربية والإسلامية. من جانبه، أكد مدير عام المركز الجغرافي الملكي بالأردن الدكتور عوني الخصاونة أهمية إيجاد حلول علمية لمسائل تقف عائقا أمام التنمية المستدامة وتكاد تكون قاسما مشتركا بين البلدان الإسلامية مثل مشكلة المياه والنقص الحاد الذي تعاني منه الكثير من الدول، مشيرا إلى أن المعدل السنوي للأمطار التي تسقط على الوطن العربي يقارب 160 مليمترا فقط. وقال إن الهدف من هذا المؤتمر - الذي ينظمه المركز والشبكة البينية الإسلامية حول علوم وتكنولوجيا الفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الباكستانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي - إيجاد بيئة تشاركية فعالة مع المختصين من مختلف المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية لتبادل الأفكار والخبرات وتعميم الفائدة للاستفادة من التطبيقات الحديثة لتقنيات الصور الفضائية وتطبيقات الاستشعار عن بعد وإيجاد حلول عملية تساهم في دفع عجلة التنمية والبحث العلمي. وأشار إلى تجربة المركز في استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في الدراسات المائية بتنفيذ مشروع على المستوى الإقليمي بإعداد دراسة متكاملة للأحواض المائية الجوفية المشتركة لدول المنطقة مدعمة بالخرائط الجيولوجية والهيدرولوجية. وأعلن عن اعتماد الأردن ممثلا بالمركز الجغرافي الملكي مركزا إقليميا لتدريس تكنولوجيا علوم الفضاء لدول غرب آسيا بالتعاون مع الأممالمتحدة، معربا عن أمله في أن يباشر المركز أعماله العام المقبل. وقال رئيس الشبكة البينية الإسلامية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، في كلمة ألقاها نيابة عنه المدير التنفيذي للشبكة أرشاد سيراج، إن عددا من الدول الإسلامية لديها الحافز للاستثمار في الأبحاث والتنمية في مجال تكنولوجيا الفضاء، على الرغم من أن العديد منها حققت أداء جيدا بشكل ملحوظ في تطويع تطبيقات بيانات الاستشعار عن بعد بالأقمار الصناعية لمعالجة بعض مشاكلها واستخدام فوائد هذه التقنيات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ودعا إلى التعاون بين الدول الإسلامية في مجال البحوث في تكنولوجيا الفضاء كونها ذات تكلفة مالية كبيرة على الدول الإسلامية النامية، مشيرا إلى دور الشبكة، وهي منظمة غير ربحية تعمل تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي، في ردم الفجوات في القدرات في مجال تكنولوجيا الفضاء بين البلدان الإسلامية. من ناحيته، شدد المدير الإداري في لجنة التعاون العلمي والتكنولوجي في منظمة المؤتمر الإسلامي افتاب زيدي على تبادل المعرفة والخبرات بين الدول الإسلامية لمنفعة هذه الدول ولمستقبل أجيالها القادمة. ويناقش المشاركون في المؤتمر آخر التطورات والتقنيات في مسعى لإيجاد حلول تسهم في تخفيف حدة مشكلة نقص المياه التي تعاني منها الدول العربية والإسلامية. كما تتناول مناقشات المؤتمر أحدث الاتجاهات في تطبيقات تكنولوجيا الفضاء في مجال إدارة الموارد المائية لتحديد استخدامات الموارد المتاحة في مجال الفضاء والتقنيات والتطبيقات التي يمكن أن تساعد على تقليل الفجوة بين الموارد المتاحة والإمكانيات المأمولة لحل مشكلة نقص المياه والاستخدام الأمثل لها. وتعاني الدول العربية بحسب أحدث تقرير صادر عن المنتدى العربي للبيئة والتنمية من ندرة المياه وتعد المنطقة العربية من أفقر مناطق العالم في المياه ومن المتوقع أن يصل معدل حصة الفرد خلال سنوات قليلة إلى أدنى درجات الفقر المائي الحاد نتيجة زيادة السكان وتضاؤل الإمدادات من المياه. وستواجه الدول العربية عام 2015 وضعية ندرة المياه الحادة بحسب التقرير إذ تنخفض الحصة السنوية من المياه للفرد إلى أقل من 500 متر مكعب في حين أن المعدل العالمي يتجاوز 6 آلاف متر مكعب للفرد أي أن حصة الفرد تقل أكثر من 10 مرات عن المعدل العالمي.