بغداد (رويترز) - نزل الاف العراقيين الى الشوارع يوم الجمعة للاحتجاج على الفساد ونقص الخدمات الاساسية في "يوم الغضب" بأنحاء العراق في استلهام لانتفاضات في العالم العربي مما أثار اشتباكات متفرقة مع قوات الامن. وقتل خمسة أشخاص على الاقل وأصيب 75 في اشتباكات بين محتجين وقوات الامن العراقية في عدة بلدات حين حاول متظاهرون اقتحام مبان حكومية وأطلق أفراد أمن النار في الهواء في محاولة لتفريقهم. ووقعت أشد الاشتباكات في منطقتي الحويجة والموصل المضطربتين في شمال البلاع وفي البصرة في الجنوب لكن مع اقتراب حلول المساء لم ترد تقارير عن وقوع هجمات لمسلحين على المتظاهرين. وحذر رئيس الوزراء نوري المالكي من أن القاعدة وغيرها من الجماعات ربما تهاجم المتظاهرين. وبعد ثماني سنوات من غزو قادته الولاياتالمتحدة للعراق وأطاح بالرئيس الراحل صدام حسين مازالت التنمية في البلاد بطيئة ويوجد نقص في الغذاء والماء والكهرباء والوظائف. وهزت العالم العربي احتجاجات تسعى للاطاحة بزعماء يتولون السلطة منذ عقود واجراء انتخابات حرة وتحسين الخدمات الاساسية لكن المتظاهرين العراقيين يركزون بشكل أكبر على الحاجات الضرورية وانهاء الفساد. وقالت لينا علي وهي عراقية تبلغ من العمر 27 عاما ومن أعضاء صفحة بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي دعت للاحتجاج ان المحتجين نزلوا الى الشارع من أجل التغيير لتحسين الوضع في العراق وأضافت أن نظام التعليم سيء ونظام الصحة سيء أيضا كما أن تردي الخدمات يتفاقم. وذكرت أن المياه الصالحة للشرب والكهرباء غير متوفرين وأن البطالة تزيد وقالت ان ذلك قد يدفع الشبان تجاه الانشطة الارهابية. والاحباط في تزايد في الدولة التي مزقتها الحرب والتي تملك احتياطيات نفطية هائلة. ورفع المتظاهرون لافتات تساءلوا في احداها عن نصيبهم من عائدات النفط. وقالت أم صفاء (52 عاما) التي توجهت سيرا من حي مدينة الصدر في شمال شرق بغداد الى ميدان التحرير في وسط العاصمة للمشاركة في الاحتجاجات " الناس جائعون. نطالب الحكومة بتوفير فرص عمل للشباب. كل أولادي عاطلون.. جئت للتعبير عن الظلم الذي نعيش فيه." وفي الموصل ذكر مصدر في الشرطة أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في اشتباكات حيث أضرم المحتجون النار في مبنى حكومي بينما انفجرت قنبلة صوتية وسط المحتجين. وقال مصدر اخر ان محتجين أشعلوا النار في مبنى للمجلس المحلي في الحويجة وهي منطقة مضطربة قريبة من كركوك في شمال العراق. وقتل شخصان وأصيب 22 في الاشتباكات. وفرض حظر على التجول في البصرة حتى السادسة من صباح السبت بعد اشتباكات بين قوات الامن ومحتجين أسفرت عن اصابة 18 شخصا. وقال شلتاغ عبود محافظ البصرة بجنوب العراق انه سيستقيل تلبية لمطالب المحتجين. وقال علي غانم المالكي رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة البصرة لرويترز ان كثيرا من ضباط الجيش والشرطة أصيبوا بالحجارة التي قذفها المحتجون عليهم. وأصيب سبعة محتجين وجندي في الفلوجة وستة في سليمان بك وثلاثة في الناصرية وثلاثة في الخالدية وفق ما ذكرته السلطات. وفي ساحة التحرير في بغداد حيث احتشد الالاف وقعت اشتباكات خفيفة بعدما اقتحم محتجون حوائط خرسانية للحماية من الانفجارات عند جسر الجمهورية القريب والمؤدي الى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم مباني حكومية وسفارات. وصرح مسؤول أمني في الساحة بأن قوات الامن تلقت تعليمات بعدم الاشتباك مع المحتجين. ومع اقتراب المساء استخدمت قوات الشرطة والجيش القنابل الصوتية وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين. وفرض حظر على حركة السيارات في العاصمة العراقية. وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على حق العراقيين في التظاهر السلمي لكنه نصحهم يوم الخميس بالابتعاد عنها وقال ان مقاتلي القاعدة والموالين لحزب البعث المحظور قد يقومون بأعمال عنف.