اعيد انتخاب الرئيس الاوغندي المنتهية ولايته يويري موسيفيني الذي يتولى الحكم منذ 1986، بغالبية كبيرة لولاية جديدة من خمسة اعوام في ختام انتخابات رئاسية الجمعة شابتها عمليات تزوير مكثفة بحسب منافسه الرئيسي كيزا بيسيغيي الذي رفض هذه النتائج رفضا قاطعا. وحصل موسيفيني (66 عاما) على نسبة 68,38% من الاصوات (خمسة ملايين و428 الفا و369 صوتا) متقدما على منافسه وطبيبه الشخصي سابقا كيزا بيسيغيي (54 عاما) الذي حصل على 26,01% (مليونان و64 الفا و953 صوتا). وبعد ظهر الاحد اعلن رئيس اللجنة الانتخابية بدرو كاغوندو ان "اللجنة الانتخابية تعلن المرشح يويري موسيفيني رئيسا لجمهورية اوغندا". وقد سجل الرئيس المنتهية ولايته زيادة نسبة مؤيديه عما كانت عليه في الانتخابات الرئاسية في 2006 (59%) التي تميزت بعمليات تزوير، بحسب المحكمة العليا في البلاد. وتقاسم المرشحون الستة الاخرون ما تبقى من نسبة اصوات، فحصل ناو نوربرت الذي حل ثالثا على 1,86% من الاصوات تلاه مساعد الامين العام السابق للامم المتحدة اولارا اوتونو (1,58%). وبلغت نسبة المشاركة 59,29%. وكان بيسيغيي اعلن في وقت سابق "اننا نرفض رفضا قاطعا نتائج الانتخاب". ورفض رئيس اللجنة الانتخابية التي اعتبرها تحالف بيسيغيي موالية للنظام القائم، الاتهامات بحصول مخالفات في النتائج الرسمية. وقال بدرو كيغوندو لمجموعة من الصحافيين "اود ان يثبت ذلك". لكن بيسيغيي كان رفض علنا احالة الخلاف الانتخابي امام المحكمة العليا. واكدت المعارضة انها سوف "تتشاور مع الاحزاب السياسية والمسؤولين الدينيين والمجتمع المدني والجمهور لتحديد كيفية وضع حد للحكومة غير الشرعية التي قد تم تشكيلها". وقالت "لم ندع احدا للنزول الى الشارع، (...) هناك خيارات اخرى (...) لكننا لا نستبعد ذلك". وكان بيسيغيي دعا الاوغنديين قبل الانتخابات الى الاعتراض في الشارع على احتمال حصول مخالفات، معتبرا ان البلد "ناضج" للقيام بانتفاضة على الطريقة المصرية. ونددت بعثتا الكومنولث والاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات بحصول ثغرات كبيرة في عملية تنظيم الانتخابات وبطابعها غير النزيه بسبب اموال استخدمها الحزب الحاكم، معربتين عن الاسف لان "عددا كبيرا جدا غير مقبول من المواطنين حرم من حق التصويت". من جهة اخرى، "مورست سلطة الرئيس المنتهية ولايته على مستوى اساء بشكل كبير الى نزاهة العملية الانتخابية"، بحسب رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي اداورد سيكلونا. وموسيفيني (66 عاما) المقتنع بان "قدره" ان يكون بناء اوغندا، والذي اعلن نفسه "خبيرا في الانتخابات"، اعلن من جهته الفوز قبل 48 ساعة من الانتخابات، وقال "من الان وحتى نهاية السنوات الخمس المقبلة، ستكون اوغندا دولة ناشئة. ولن اترك بيسيغيي وعصابته يسيئان الى هذه الخطة". ومع مراهنته على السلام الذي حققه مع خروج متمردي "جيش الرب للمقاومة" من شمال البلاد، وتحقيق نمو اقتصادي، وتوقع تحقيق طفرة نفطية مع بدء استغلال احتياطات كبيرة من النفط في 2012، لا يفكر موسيفيني بسيناريو اخر غير فوزه من الدورة الاولى. وكان بيسيغيي، الطبيب الخاص السابق لموسيفيني والذي تخلى عنه منذ 1999، والمرشح للمرة الثالثة، لم يتوقف عن التنديد بفساد النظام وغياب الافاق الاقتصادية للشباب، وهو الذي يشكل كما قال "احباط عزيمة" السكان وجعل الانتفاضة الشعبية على الطريقة المصرية امرا مستحيلا. وكان رئيس الدولة اكد انه "لن تكون هناك ثورة على الطريقة المصرية هنا (...)، مصر قصة مختلفة، وتونس قصة مختلفة"، متوعدا ب"اعتقال ومحاكمة" كل من يعارض النتائج الرسمية للانتخابات وينزل الى الشارع. وبالفعل، فان النظام يوجه منذ ثلاثة ايام رسالة ردعية واضحة جدا الى السكان مع انتشار كثيف لدوريات عسكرية وامنية بلغت محيط وداخل المركز الوطني لفرز الاصوات.