المنامة (رويترز) - نظم الاف المحتجين الشيعة في البحرين مسيرة نحو العاصمة يوم الثلاثاء بعد مقتل رجل في اشتباكات بين الشرطة ومشاركين في تشييع جثمان متظاهر اخر قتل بالرصاص في تجمع مناهض للحكومة في وقت سابق. واثار حادث القتل بعد "يوم الغضب" يوم الاثنين احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات بين الغالبية الشيعية في البحرين وقوات الامن السنية المدعومة من أسرة ال خليفة الحاكمة. وردت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية المعارضة على أعمال العنف بمقاطعة البرلمان. وتتهم الجمعية الحكومة بالتمييز ضد الشيعة واهمالهم. وردد المشاركون في تشييع الجثمان هتافات مناوئة للحكومة مستلهمين الاحتجاجات التي أطاحت برئيسي مصر وتونس. وهتف المحتجون "الشعب يريد اسقاط النظام" وتدفق الالاف على دوار اللؤلؤ بوسط مدينة المنامة بعد ان شاركوا في الجنازة على مشارف المنامة. ووقفت عشرات من سيارات الشرطة على مسافة 500 متر. وقال شهود عيان ان الاشتباكات وقعت حين تحرك نحو 2000 شخص من مستشفى حاملين جثمان المحتج علي المشيمع عبر ازقة ضيقة لقرى شيعية تحيط بالعاصمة المنامة متجهين الى منزله حيث يجري غسل المتوفى. ويقول دبلوماسيون ان احتجاجات البحرين التي يجري تنظيمها على موقعي فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت ستقيس مدى القدرة على اجتذاب قاعدة اوسع من الشيعة للنزول الى الشارع لزيادة الضغط على الحكومة لتنفيذ اصلاحات تمنح الشيعة دورا أكبر. ويقول محللون ان تنظيم احتجاجات ضخمة في البحرين قد يشجع أيضا الاقلية الشيعية المهمشة في المملكة العربية السعودية المجاورة. وقتل المشيمع (22 عاما) بالرصاص يوم الاثنين في مصادمات في قرية الديه اثناء فض قوات الامن احتجاجات في مناطق شيعية في البحرين. وعبر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة عن تعازيه لوفاة الاثنين. وقال "على ضوء ما جرى من حوادث متفرقة يوم أمس واليوم وكانت هناك للاسف وفاة لاثنين من أبنائنا الاعزاء .. وعليه نتقدم بتعازينا الحارة لذويهما وأن يلهمهم العلي القدير الصبر والسكينة والسلوان." وأضاف العاهل البحريني "كما ليعلم الجميع بأننا قد كلفنا سعادة الاخ جواد بن سالم العريض نائب رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة خاصة لمعرفة الاسباب التي أدت الى تلك الاحداث المؤسفة التي جرت .. حيث أن همنا الاول هو سلامة الوطن والمواطن ولكي يأخذ كل ذي حقٍ حقه. وسوف نطلب من السلطة التشريعية الموقرة النظر في هذه الظاهرة واقتراح التشريعات اللازمة لعلاجها بما ينفع الوطن والمواطن." وقال "ان مملكة البحرين هي دولة القانون والمؤسسات الدستورية ولدينا قانون ينظم المسيرات السلمية أقره مجلس منتخب . فحرية التعبير عن الرأي حق كفله الميثاق والدستور ونظمه القانون الذي علينا جميعاً الالتزام به." وصرح ابراهيم مطر عضو البرلمان عن جمعية الوفاق الوطني أن الجمعية علقت مشاركتها في البرلمان يوم الثلاثاء بعد مقتل المزارعين الشيعيين. ووصف الاجراء بأن هذه خطوة أولى مشيرا الى أن الجمعية تريد الحوار. وصرح مطر بأن الشرطة حاولت تفريق المشيعين بالغاز المسيل للدموع ولكنهم تجمعوا من جديد وواصلوا مسيرتهم. وقال ان المحتج الثاني الذي قتل يوم الثلاثاء اصيب بالرصاص . وقالت الشرطة ان اشتباكات وقعت بين المشيعين واربع سيارات للشرطة في المكان حين تعطلت احدى السيارات وحاولت السيارات الثلاث الاخرى تحريكها. وذكرت وزارة الداخلية في البحرين انها قدمت التعازي لاسرة الضحية الذي قتل يوم الاثنين وانها ستتخذ الاجراءات القانونية اذا ما اتضح ان استخدام القوة لم يكن مبررا. وعبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة عن ثقته بان الحقيقة ستظهر وأضاف أن من الخطأ القفز الى استنتاجات وتحميل الشرطة المسؤولية. واضاف أن ما من أحد يقبل ما حدث مشيرا الى انه أصاب جميع مواطني البحرين بالحزن. والبحرين دولة صغيرة منتجة للنفط ليست عضوا في اوبك. وحاول العاهل البحريني تهدئة الاحتجاجات واعلن عن صرف ألف دينار (2650 دولارا) لكل اسرة بحرينية واشارت الحكومة الى انها ربما تفرج عن احداث اعتقلوا في حملة امنية في العام الماضي. واعلنت البحرين انها ستنفق 417 مليون دولار اضافي على بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين لخفض الدعم.