بدأت كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية الثلاثاء اول محادثات بينهما منذ قصف بيونغ يانغ جزيرة حدودية كورية جنوبية في تشرين الثاني/نوفمبر ما اثار توترا كبيرا بين البلدين كما اعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وبدأت المحادثات العسكرية في قرية بانمونجون على الحدود كما افاد متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس. وتهدف هذه المحادثات المغلقة رسميا الى التركيز على التحضيرات لمحادثات عسكرية رفيعة المستوى محتملة بين وزيري الدفاع في موعد لم يحدد بعد. لكن كوريا الجنوبية تعتبرها فرصة لاختبار مدى صدقية بادرات الانفتاح التي عبرت عنها كوريا الشمالية في الاشهر الماضية بعد اشهر من المواجهة. وشهدت العلاقات بين الكوريتين توترا كبيرا منذ ان اتهمت سيول في ايار/مايو كوريا الشمالية باغراق بارجة حربية تابعة لها في البحر الاصفر ما ادى الى مقتل 46 بحارا وهو ما نفته بيونغ يانغ. واثار قصف كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية قرب الحدود والذي ادى الى مقتل بحارين اثنين ومدنيين اثنين، مخاوف من اندلاع حرب. لكن في ما يشكل تغييرا كبيرا هذه السنة، اطلقت بيونغ يانغ سلسلة نداءات للحوار. وجاء هذا التغيير فيما تدعو الصين، حليفة كوريا الشمالية، الى اعادة احياء المحادثات السداسية حول نزع اسلحتها النووية لتخفيف التوتر. والمحادثات السداسية التي تضم الصين والولاياتالمتحدة والكوريتين وروسيا واليابان تهدف الى نزع اسلحة كوريا الشمالية مقابل مساعدات اقتصادية ودبلوماسية. وقد جمدت منذ كانون الاول/ديسمبر 2008. وتقول الولاياتالمتحدة ان على كوريا الشمالية ان تحسن علاقاتها مع كوريا الجنوبية قبل التمكن من استئناف الحور حول الملف النووي. لكن الخلاف يبقى قائما بين الكوريتين اللتين تتبادلان مسؤولية اشهر من التوتر. وتطالب سيول بان تتخذ بيونغ يانغ "اجراءات مسؤولة" بخصوص هجمات السنة الماضية وان تعد بعدم تكرارها كشرط مسبق لاي حوار موسع. وتنفي كوريا الشمالية اي ضلوع لها في غرق السفينة شيونان. وتقول ان هجومها المدفعي على يونبيونغ جاء ردا على مناورات كورية جنوبية بالذخيرة الحية ادت الى القاء قذائف في المياه كما قالت كوريا الشمالية. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول عسكري قوله "هناك احتمال ان تنتهي المحادثات بتاكيد كل طرف لمواقفه". واضاف ان "الطرفين قد يعقدا عدة جولات من المحادثات التمهيدية". واجرت كوريا الجنوبية سلسلة مناورات عسكرية بعد القصف وبدأت تعزيز قوتها في يونبيونغ واربع جزر اخرى "حدودية" وتعزيز قواتها البحرية المنتشرة هناك. ونقلت وكالة يونهاب عن مصدر عسكري قوله ان المخططات العسكرية لزيادة عديد قوات البحرية الى الفي عنصر تهدف الى تقوية دفاعات الجزر. والقصف الكوري الشمالي للجزيرة كان اول هجوم على منطقة مأهولة مدنية في كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية 1950-1953.