اعربت الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية والامم المتحدة عن ادانتها الشديدة للمضايقات والاعتداءات التي تستهدف وسائل الاعلام الاجنبية في مصر والتي تعرض صحافيوها للضرب والاعتداء من انصار الرئيس حسني مبارك والاعتقال من قبل الشرطة. ويزداد يوما بعد يوم اعداد الصحافيين الذين يتعرضون للاعتداء والمضايقة من قبل اشخاص يتهمونهم بزعزعة النظام. وتشهد شوارع العاصمة المصرية، مطاردة لمراسلي وسائل الاعلام ممن يحملون آلات تصوير فيتعرضون للهجوم من قبل رجال يرتدون ثيابا مدنية من مؤيدي الرئيس مبارك، وبدرجة اقل متظاهرون معارضون للحكومة مع ازدياد التوتر، كما يفيد المراسلون. ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس قمع الصحافيين والمدافعين عن حقوق الانسان في مصر بانه "معيب وغير مقبول". وقال بان كي مون في ختام لقائه مع الرئيس الالماني كريستيان وولف "الرئيس (الالماني) وانا قلقان للغاية من الترهيب والمضايقات التي تتعرض لها وسائل الاعلام الدولية في القاهرة. لنكن واضحين تماما: هذا معيب وغير مقبول على الاطلاق (..) هذا ينبغي ان يتوقف على الفور". واكد ان "احترام حرية التعبير والتجمع وحرية المعلومة هو جانب حاسم واساسي من القيم الديموقراطية (..) ينبغي ضمن حرية التجمع والتعبير بصورة تامة". وفي واشنطن، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية التي اقلت باراك اوباما الى بنسلفانيا (شرق) "اريد ان اقول كلمة حول الصحافيين الذين يتعرضون للاستهداف في مصر. هذا امر مرفوض كليا وتماما"، داعيا الى الافراج الفوري عن المعتقلين من بينهم. وبدورها، دانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشدة الاعتداء على الصحافيين في مصر، معتبرة ان الحكومة والجيش يتحملان "مسؤولية واضحة" في حمايتهم. واعلن خمسة من قادة دول الاتحاد الاوربي، هي فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا، في بيان مشرتك ان "الاعتداءات التي تستهدف الصحافيين غير مقبولة على الاطلاق". وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري انها تدين "باشد العبارات الحوادث غير المقبولة" التي تعرض لها الصحافيون مطالبة "بحماية الصحافيين وضمان حريتهم". وتعرض تسعة على الاقل من الصحافيين الفرنسيين من قناتي تلفزيون وصحيفتي لوموند ولو فيغارو لعدة حوادث "هددت سلامتهم"، او للتوقيف، كما قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، ووسائل الاعلام المعنية. وافرج مساء الخميس عن ثلاثة من مراسلي تلفزيون "فرانس 24" وثلاثة اخرين من القناة الاولى في التلفزيون الفرنسي كانوا اعتقلوا الاربعاء، وعن مراسل "قناة "ارتي" الالمانية الفرنسية وسام شرف، في حين اعتقل الخميس مراسل لو فيغارو. واعلنت القناة الاولى في التلفزيون الفرنسي ان مسلحين بلباس مدني اوقفوا ثلاثة من صحافييها واقتادهم الى مكان غير معروف. واصيب صحافي من التلفزيون السويدي "اس تي في" بجروح خطرة بسكين ونقل الى المستشفى في القاهرة، كما اعلنت القناة التي قالت انها لم تتلق اي معلومات عنه منذ الظهر. واحتجز مراسلان سويدان من صحيفة افتونبلادت اثناء تغطية في حي فقير في القاهرة، ثم افرج عنهما. وتعرض الصحافي البلجيكي الذي يعمل مع صحيفة "لو سوار" سرج دومون للضرب والاعتقال الاربعاء اثناء تغطيته لتظاهرة في القاهرة. وافرج عنه مع مراسلي "فرانس 24". كما افرج الخميس عن صحافي تلفزيون "في تي ام" البلجيكي ومصوره بعد اعتقالهما لساعات. واعتقل معهما ستة صحافيين اخرين، ولكنهم نقلوا الى مكان اخر، ثم افرج عنهم. وافرج مساء الخميس عن خمسة صحافيين بولنديين ثلاثة منهم يعملون مع التلفزيون البولندي "تي في بي" كانوا اعتقلوا صباحا. واوقف ثلاثة صحافيين اسرائيليين ثم افرج عنهم، كما علم لدى وزارة الخارجية الاسرائيلية الاربعاء. واوقفت الشرطة صحافي اذاعي ومصور تلفزيوني برازيليين ثم طردا، كما قالت وكالة انباء البرازيل.وتعرض مراسل تركي للضرب المبرح على ايدي انصار حسني مبارك الخميس بالقرب من ميدان التحرير في وسط القاهرة، كما اصيب صحافيان يونانيان هما مراسل صحيفة "كاثيميريني" ومصور الاربعاء. وتدخل الجيش الاربعاء لتخليص مصور التلفزيون الكندي العام "راديو كندا" من بين ايدي الجموع في ميدان التحرير، كما اكدت كندا تعرض عدد من صحافييها للمضايقة، ودعت مواطنيها لمغادرة مصر. وطلب صحافي لفرانس برس حماية جنديين ليتمكن من مغادرة ميدان التحرير بسبب التصرف العدائي لمتظاهرين مؤيدين للنظام. في هذه الاثناء، انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود "اعمال العنف المنهجية" التي يرتكبها انصار الرئيس مبارك. واعربت المنظمة في بيان عن "انزعاجها مما يبدو مطاردة حقيقية لوسائل الاعلام التي تغطي الاحداث في مصر وتعرب عن قلقها العميق على سلامة جميع الصحافيين الموجودين الان في القاهرة وخصوصا عشية التظاهرة الكبيرة المقررة الجمعة في الرابع من شباط/فبراير والتي سميت تظاهرة جمعة الرحيل التي ينظمها معارضو الرئيس حسني مبارك". واعرب المعهد الدولي للصحافة عن ادانته للهجمات "المنظمة" ضد الصحافيين. وقال متحدث باسم المعهد الخميس "نعرب عن استيائنا امام ما يبدو حملة منظمة للعنف ضد الصحافييين الذين يغطون الازمة في مصر (..) نشعر بقلق شديد ازاء المعلومات التي تفيد بتعرض الصحافيين بانتظام للملاحقة والاعتداءات العنيفة والاعتقال والخطف". واعتبر ان "هناك حملة لا هوادة فيها لاسكات الصحافيين الجريئين الذين ينتشرون على الارض والذين، ورغم الخطر، يريدون نقل المعلومات للمصريين والعالم حول هذه الاحداث التاريخية". ودعا المركز "السلطات المصرية والجيش الى التدخل على الفور للكف عن استهداف الصحافيين".