مسؤولون عرب: الإصلاح هو السبيل الوحيد لاحتواء الاضطرابات

دافوس (سويسرا) (رويترز) - قال مسؤولون عرب يحضرون المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الاربعاء ان الاصلاحات باتت مطلوبة في شتى أنحاء العالم العربي لتلبية مطلب تحسين مستوى المعيشة بعد الاحتجاجات في تونس ومصر.
وقال عضو بالاسرة الملكية في السعودية ان الاطاحة بالرئيس التونسي الذي حكم البلاد فترة طويلة بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة سلطت الاضواء على حكم الرئيس المصري حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما.
وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي تولى في السابق وزارة الخارجية المصرية لرويترز "المواطن العربي غاضب ونحن نشعر بالاحباط كمواطنين. الاصلاح هو أهم شيء الان ويجب تنفيذه الان في كل أنحاء العالم العربي."
وتحدى الاف المصريين حظرا للاحتجاجات ونزلوا الى الشوارع يوم الاربعاء مطالبين بتنحي مبارك بعد يوم من مقتل ثلاثة محتجين وشرطي في مظاهرات مناهضة للحكومة في أنحاء البلاد.
وقال الامير السعودي تركي الفيصل وهو مدير سابق للمخابرات السعودية وسفير سابق في بريطانيا والولايات المتحدة لخدمة تلفزيون رويترز انسايدر انه لا يستطيع التكهن بمستقبل مبارك.
وتابع في مقابلة "في مصر.. لا يمكن حقا تحديد ما الذي سيؤول اليه الامر."
ومضى يقول "سنرى ما اذا كانوا سيتمكنون كقادة من أن يكونوا على مستوى ما يهدف اليه الشعب."
واستخدمت الشرطة الشاحنات يوم الاربعاء لتفريق حشد يقدر بنحو ثلاثة الاف شخص تجمعوا أمام دار القضاء العالي بالقاهرة وهو أحد الاماكن التي بدأت منها مظاهرات يوم الثلاثاء.
وأعلنت الحكومة يوم الاربعاء حظر جميع المظاهرات لكن وكالة أنباء الشرق الاوسط نسبت الى رئيس الوزراء أحمد نظيف قوله ان الحكومة حريصة على ضمان حرية التعبير من خلال الوسائل المشروعة.
وألهم سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي هذا الشهر المتظاهرين المصريين الغاضبين من الفقر والقمع.
ومضى الفيصل يقول "أعتقد أن التطورات في تونس فاجأت الجميع."
وأردف قائلا "كل بلد له معاييره وظروفه. أعتقد أنه سيتعين علينا الانتظار يوم أو اثنين حتى تتضح الامور لنرى الى أين ستتجه هذه المظاهرات (في مصر)."
وقال كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة ان الانظمة العربية تواجه مأزقا بشأن رد فعلها على ما حدث في تونس.
وقال عنان أمام احدى جلسات منتدى دافوس "الاصلاح هو الحل لكنه أيضا يمثل مشكلة". واضاف ان الحكومات ربما تخشى الاندفاع الى الاصلاح خوفا من أن يؤدي الى وقوع أحداث تخرج عن السيطرة.
وكانت الاضطرابات في مصر من بين موضوعات الحديث الرئيسية في المنتدى اليوم. وفي استراحة تناول القهوة تابع مشاركون خليجيون باهتمام صور الاحتجاجات التي تتدفق على جهاز كمبيوتر اي باد.
وقال مسعود أحمد مدير قسم الشرق الاوسط واسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي ان من بين العوامل المشتركة التي تؤجج الاحتجاجات في العالم العربي البطالة خصوصا بين الشبان وبطء النمو.
واضاف لرويترز في دافوس "للتصدي لكل ذلك لابد من الاسراع بنمو اقتصاديات الشرق الاوسط ولكي يتم ذلك لابد أن تهتم بقدراتها التنافسية."
وتابع أحمد ان صندوق النقد الدولي مستمر في التوصية بخفض الدعم وتوجيهه الى المحتاجين برغم أن دولا مثل الجزائر ألغت تخفيضات للدعم بعد احتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقال أحمد "الاموال التي توفرها الحكومات من خلال هذه التخفيضات (في الدعم) يمكن انفاقها بفاعلية أكبر على الفقراء ويمكن استخدامها في تطوير التعليم."