كابول (رويترز) - يجري أعضاء مجلس سلام أفغاني محادثات هذا الاسبوع مع زعماء في باكستان اللاعب الرئيسي في أي تسوية سلمية مستقبلية في أفغانستان في أحدث محاولة لانهاء الحرب المكلفة التي طال أمدها. وقال وحيد عمر كبير المتحدثين باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي ان وفدا يقوده الرئيس السابق برهان الدين رباني سيجري محادثات هذا الاسبوع مع الرئيس الباكستاني اصف على زرداري واخرين لبحث جهود السلام في أفغانستان. غير أن باكستان التي تتهم منذ فترة طويلة بتأجيج التمرد في أفغانستان من اجل احباط جهود الهند مازال ينظر اليها كحليف مهم للولايات المتحدة وغيرها من الدول الاعضاء بحلف شمال الاطلسي التي تواجه تمردا يزداد سوءا الان بعد أن دخل عامه العاشر. وتنامت داخليا وخارجيا فكرة أن المحادثات قد تكون هي المسار السليم للسلام في أفغانستان في حين تختبر الولاياتالمتحدة وحلف الاطلسي كذلك التزامهما الطويل الامد بالحرب التي بلغت أكثر مراحلها دموية منذ الاطاحة بحكم حركة طالبان في أواخر عام 2001. وقال عمر ان وفد مجلس السلام الاعلى في أفغانستان يريد طلب المساعدة من باكستان واطلاع زعمائها على التطورات. وقال عمر في مؤتمر صحفي في كابول "هذه الزيارة لا تتعلق بلقاء أعضاء في طالبان." وأضاف "بما ان باكستان لها تأثير على طالبان الافغانية وعناصر مناهضة للحكومة من الافغان فانه يمكنها القيام بدور فعال في عملية السلام." وظلت باكستان تساند حركة طالبان حتى وقوع هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة. وتقول انها أبقت على بعض الاتصالات لكنها ترفض اتهامات بانها تدعم التمرد. وكثفت الولاياتالمتحدة الضغوط على باكستان لملاحقة نشطاء اسلاميين في محاولة لتغيير مسار الحرب في أفغانستان لكن تعقدت هذه الجهود بسبب أزمة سياسية متصاعدة في اسلام اباد. ويعمل رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني جاهدا على انقاذ ائتلافه الحاكم يوم الاثنين بعد انسحاب شريك رئيسي منه. وفي قمة في لشبونة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي قبل أعضاء حلف شمال الاطلسي الجدول الزمني الطموح الذي وضعه كرزاي لتولي قوات الامن الافغانية المسؤولية الامنية من نهاية عام 2014 في اطار خطته الاوسع نطاقا للسلام التي تشمل اجراء محادثات مع طالبان. وفي حين التقى مسؤولون أفغان مع زعماء طالبان وحركات متمردة أخرى على مدى العامين الماضيين تنامت قوة الدفع للمحادثات العام الماضي بعد سلسلة من التقارير الاخبارية التي ذكرت على سبيل الخطأ أن زعماء بارزين من طالبان اجتمعوا مع حكومة كرزاي. وقالت الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي ومسؤولون أفغان انه لم تجر محادثات على مستوى رفيع بين الحكومة الافغانية وطالبان وتوصف الاتصالات التي جرت بأنها مجرد "أقاويل عن المحادثات". وتنامى الاهتمام بالمحادثات كذلك مع اقتراب مراجعة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاستراتيجيته بشأن حرب أفغانستان الشهر الماضي والتي أظهرت ان القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي تتقدم على حساب طالبان والقاعدة لكن مازالت هناك تحديات خطيرة.