لا يصدق قادة الصف الثاني في حركة طالبان أن قادتهم بدأوا محادثات سلام مبدئية مع الحكومة الافغانية وتعهد كثير منهم يوم الجمعة بمواصلة القتال بعد نحو 10 سنوات من الحرب. وأكد مسؤولون في حلف شمال الاطلسي ومسؤولون افغان اجراء اتصالات مبدئية بين حكومة الرئيس حامد كرزاي وحركة طالبان برغم الشكوك بشأن موعد هذه الاتصالات ومع من تمت ومدى التقدم الذي تحقق ان كان قد حدث أي تقدم. ويسعى كرزاي نحو تسوية الصراع من خلال المفاوضات وشكل مجلسا أعلى للسلام قال انه مستعد لتقديم تنازلات لجذب المتمردين الى طاولة التفاوض. وتقول كابول وواشنطن انه يجب على المتمردين نبذ العنف. وأشار قادة للمتمردين في انحاء افغانستان الى أنهم غير مشاركين في الاتصالات المبدئية. وقال عبد الله نصرة قائد طالبان بمنطقة كرشك في اقليم هلمند الجنوبي أحد المعاقل التقليدية لطالبان "لم يأت أحد حتى الان ويجلس مع الحكومة ولا أمل في ان تأتي طالبان وتتفاوض." وأضاف لرويترز عبر الهاتف "نسمع التقارير عن المحادثات عبر الصحافة ولا نصدقها. ما دامت هناك قوات اجنبية في افغانستان لن تكون هناك محادثات. معنوياتنا مرتفعة." وبلغ العنف في افغانستان اسوأ مستوى له منذ اطاحت قوات افغانية مدعومة من الولاياتالمتحدة بنظام حركة طالبان من الحكم في أواخر عام 2001. وسيكون لارتفاع عدد الضحايا المدنيين والعسكريين تأثير كبير للغاية عندما يجري الرئيس الامريكي باراك أوباما مراجعة للاستراتيجية في ديسمبر كانون الاول. وستكون الحرب محورا رئيسيا في مناقشات قمة حلف شمال الاطلسي في لشبونة الشهر القادم. وفي تقييم متفائل للعمليات الاخيرة قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن للصحفيين في برلين ان المتمردين في افغانستان يتقهقرون. وقال راسموسن "التمرد يتعرض لضغط .. يتعرض لضغط لم يسبق له مثيل في افغانستان. هدفنا لهذا العام كان استعادة قوة الدفع. والان حصلنا عليها." ويقول قادة بحلف الاطلسي ان عدد العمليات التي تستهدف كبار اعضاء طالبان زاد بشكل كبير منذ أمر أوباما بارسال 30 الف جندي أمريكي اضافي في ديسمبر كانون الاول الماضي. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية يوم الاربعاء عن مصدر أفغاني لم تسمه قوله ان قادة في طالبان وأحد اعضاء شبكة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة شاركوا في محادثات "مكثفة". لكن صلاح الدين أيوبي أحد كبار قادة شبكة حقاني اتهم الجنرال ديفيد بتريوس الذي يتولى قيادة نحو 150 الفا من القوات الاجنبية في افغانستان بمحاولة اثارة الشقاق في صفوف التمرد. وقال ايوبي لرويترز "هذه (التقارير) جزء من مسرحية للجنرال بتريوس الذي يكثف العمليات العسكرية من جهة .. ويريد من جهة أخرى ارباك عقول المجاهدين بالحديث عن محادثات." وقال المجلس الاعلى للسلام الخميس انه مستعد لقديم تنازلات لجذب المتمردين الى المفاوضات كما دعا المملكة العربية السعودية الى المساعدة في محادثات مستقبلية. ورعت السعودية محادثات سرية ولكن غير حاسمة في العام الماضي. وينظر الى باكستان ايضا كمحور هام في أي محاولات للتفاوض لكن مسؤولا أمنيا باكستانيا بارزا ومسؤولين اخرين قالوا لرويترز ان اسلام اباد أبعدت عن الجهود الافغانية والامريكية لانهاء الحرب.