كوبنهاجن (رويترز) - اعتقلت الشرطة يوم الاربعاء خمسة اشخاص للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم على غرار هجمات مومباي لقتل أكبر عدد من الاشخاص داخل مبنى توجد به صحيفة دنمركية أثارت غضب المسلمين عام 2005 بنشرها رسوما ساخرة للنبي محمد. وقالت شرطة الامن الدنمركية ان المشتبه بهم خططوا لدخول مبنى اداري في كوبنهاجن توجد به مكاتب العديد من الصحف ومنها يولاندس بوستن "لقتل اكبر عدد ممكن من الموجودين هناك." وقال جاكوب شارف رئيس جهاز الامن والمخابرات الدنمركي ان المؤامرة استهدفت على ما يبدو شن هجوم على غرار الهجوم القاتل في مدينة مومباي الهندية عام 2008 . وأضاف شارف "في تقديرنا واستنادا الى التحقيق الذي أجريناه كانت الخطط تستهدف الوصول الى المكان الذي توجد به صحيفة يولاندس بوستن في كوبنهاجن ومحاولة شن هجوم في ذلك الموقع على غرار هجمات مومباي." وقال في مؤتمر صحفي "نعتقد ان هذه جماعة اسلامية متشددة ولها صلات بشبكات ارهابية دولية." وقال شارف انه لم يكن في وسع السلطات استبعاد احتمال أن يكون المتآمرون على صلة بديفيد هيدلي وهو من شيكاجو اعتقل في أكتوبر تشرين الاول 2009 وأقر في مارس اذار الماضي بأنه مذنب في استشكاف الاهداف لهجوم مومباي. وقالت شرطة الامن الدنمركية ان أربعة من الخمسة المشتبه بهم محتجزون في ضاحيتين بكوبنهاجن والخامس محتجز في العاصمة السويدية ستوكهولم. وأضافت أن الشرطة عثرت في اطار الاعتقالات في الدنمرك على بندقية الية وكاتم للصوت وشرائط بلاستيكية يمكن استخدامها لتقييد اليدين. وأضاف شارف أنه كان من المقرر شن الهجوم بحلول أول يناير كانون الثاني المقبل. وكانت يولاندس بوستن أول صحيفة تنشر الرسوم التي فجرت احتجاجات ضد المصالح الدنمركية والاوروبية في الشرق الاوسط وأفريقيا واسيا وأودت بحياة 50 شخصا على الاقل. وقال وزير العدل الدنمركي ان المعتقلين لهم "خلفية اسلامية متشددة" ووصف الخطة بأنها الاخطر من نوعها في الدنمرك حتى الان. وقالت شرطة الامن الدنمركية انها تحتجز تونسيا عمره 44 عاما وسويديا مولودا في لبنان عمره 29 عاما وسويديا اخر عمره 30 عاما لم تعرف دولته الاصلية وعراقيا عمره 26 عاما قدم طلبا للجوء. وأضافت ان الشرطة السويدية احتجزت في الوقت نفسه في ستوكهولم سويديا من أصل تونسي عمره 37 عاما. وتابعت ان المشتبه بهم سيواجهون اتهاما بالشروع في عمل ارهابي. وقال قائد شرطة البحث الجنائي السويدية اندريس دانييلسون في مؤتمر صحفي ان المؤامرة الجديدة في الدنمرك ليس لها اي ارتباطات معروفة بالانفجارين اللذين وقعا في ستوكهولم في 11 ديسمبر كانون الاول. وقال دانييلسون لرويترز "نعرف... منذ سنوات أن السويد والبلدان الاسكندنافية لم تكن ملاذات امنة لكنها كانت دولا أقام فيها أناس وخططوا لارتكاب هجمات ارهابية في دول أخرى." وأثارت الدول الاسكندنافية وخصوصا الدنمرك غضب الاسلاميين المتشددين في أنحاء العالم بعد نشر الرسوم الساخرة في عام 2005 . وأثارت رسوم للنبي محمد رسمها الفنان السويدي لارس فيلكس في عام 2007 غضبا مماثلا لكنها لم تؤد الى أعمال عنف مباشرة. وتلقى فيلكس العديد من التهديدات بالقتل وكذلك محاولة لاحراق منزله. وذكرت الشرطة ان رجلا فجر نفسه في ستوكهولم قبل أسبوعين وهو يستعد لتفجير قنابل ربما في محطة للقطارات أو في متجر كبير. وفي هذا الحادث أرسلت رسالة عبر البريد الالكتروني يعتقد أنها من المهاجم قبل الهجوم مباشرة تحتج على رسوم فيلكس وعلى الوجود العسكري السويدي في أفغانستان. والتزمت كل من الدنمرك والسويد بارسال قوة ضمن قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان ويوجد كذلك جنود دنمركيون يتمركزون في العراق بعد الغزو الامريكي. وكشفت الشرطة العام الماضي عن خطة للهجوم على الصحيفة وفي يناير العام الجاري نجا صاحب الرسوم الاكثر جدلا من هجوم بفأس على يد رجل له صلة بتنظيم القاعدة. وفي سبتمبر ايلول فجر رجل اكتشف لاحقا أنه كان بحوزته خريطة بها عنوان مقر صحيفة يولاندس بوستن في بلدة أرهوس كمية صغيرة من المتفجرات في فندق في كوبنهاجن.