سقط اكثر من ثمانين قتيلا السبت في شمال غرب باكستان في اعتداء انتحاري استهدف مركزا لبرنامج الاغذية العالمي للامم المتحدة لتوزيع المساعدات في منطقة باجور القبلية، وغارات شنتها مروحيات الجيش الباكستاني على مخابىء للمتمردين بالقرب من الحدود مع افغانستان. وصرح ذاكر حسين رئيس الادارة المحلية في باجور المحاذية لافغانستان لفرانس برس "قتل 43 شخصا على الاقل وجرح اكثر من مئة آخرين في الاعتداء الانتحاري". واعلن مسؤول محلي اخر يدعى سهيل خان ان الاعتداء استهدف مركز توزيع اغذية في خار، كبرى مدن مقاطعة باجور القبلية. وافاد مساعد حاكم منطقة خار طارق خان لفرانس برس ان امرأة نفذت الاعتداء. واكد بعض المسؤولين انها امرأة رفضت في اول الامر ان يفتشها الحرس والقت عليهم قنبلة يدوية قبل ان تفجر الشحنة التي كانت تحملها. وقال الشاهد مشتاق خان في المستشفى "كنت انتظر في الصف امام مركز تفتيش عندما سمعت قنبلة يدوية تنفجر وتملك الناس الهلع فاخذوا يركضون ثم وقع انفجار ضخم". وتناقضت الروايات حول الاعتداء حسب المصادر التي تحدثت اليها فرانس برس حيث اكد بعض المسؤولين ان امرأة نفذته بينما اكدت مصادر اخرى انه رجل كان يرتدي البرقع. وينتمي معظم الضحايا الى قبيلة سلارزاي التي تدعم الجيش الباكستاني والتي شكلت ميليشيا لمطاردة المقاتلين في مقاطعة باجور. وتبنى ناطق باسم مقاتلي حركة طالبان الباكستانية الاعتداء الانتحاري وقال عزام طارق في اتصال هاتفي مع فرانس برس "نفذنا العملية الاستشهادية في خار لان الناس شكلوا ميليشيا لمحاربتنا". وفرضت الادارة المحلية منع التجول حتى اشعار آخر بينما تقوم قوات الامن بدوريات في الشوارع وتجري تحقيقات. ومنطقة باجور القبلية في شمال غرب باكستان من معاقل حركة طالبان الباكستانية واحد معاقل حلفائها من عناصر القاعدة وتشكل قاعدة خلفية لحركة طالبان الافغانية التي تقاتل قوات الحلف الاطلسي على الجانب الاخر من الحدود. وتاوي تلك المناطق القبلية خصوصا مقاتلي حركة طالبان الباكستانية التي اعلنت في صيف 2007 الجهاد على اسلام اباد لدعمها "الحرب الاميركية على الارهاب". واعلن البيت الابيض في بيان السبت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "يدين بحزم" الاعتداء الذي استهدف مركز توزيع المساعدات لبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة في باكستان.وقال اوباما "ان قتل مدنيين ابرياء قرب مركز توزيع لبرنامج الاغذية العالمي يشكل اهانة للباكستانيين وللانسانية جمعاء". من جهتها، دانت وزارة الخارجية البريطانية الاعتداء الانتحاري "الفظيع". واعلن اليستير بورت وزير الدولة البريطاني المكلف شؤون جنوب اسيا في بيان "ان هذا الهجوم الفظيع الذي نفذ ضد ابرياء لاجئين هو تذكير مخيف بالاستهدافات العشوائية للارهابيين ومثال للاسباب التي ينبغي ان تعمل من اجلها كل الدول معا لمواجهة تهديد لا حدود له". واعربت فرنسالباكستان عن "دعمها في مكافحة الارهاب" بعد الاعتداء الانتحاري الذي استهدف السبت مركز برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة لتوزيع المساعدات في منطقة باجور واسفر عن سقوط 43 قتيلا في شمال غرب البلاد. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان "فرنسا تحرص على التعبير للحكومة والشعب الباكستانيين عن تضامنها في هذه المحنة الجديدة ودعمها في مكافحة الارهاب". واضاف البيان "اننا نعبر مجددا في هذه الظروف المأساوية عن دعمنا وتضامننا مع برنامج الاغذية العالمي وموظفيه والعمل الذي ينجزونه لصالح سكان باكستان". من جهة اخرى قتل ما لا يقل عن اربعين مقاتلا في مداهمات وغارات شنتها السبت قوات الامن الباكستانية بمساندة مروحيات في مقاطعة مهمند القبلية الحدودية مع افغانستان. وشنت هذه العملية ردا على هجمات منسقة شنها مقاتلون على خمسة مواقع للقوات الخاصة الباكستانية في جنوب غرب باكستان الجمعة واسفرت عن مقتل احد عشر جنديا و24 متمردا. وقال المسؤول المحلي في مهمند امجد علي خان "منذ امس شنت قوات الامن الباكستانية مدعومة بمروحيات قتالية عمليات على معاقل متمردين وقتلت اربعين منهم". واكد مسؤولون في قوات الامن والجيش هذه الحصيلة موضحين ان الغارات شنت على قريتي بايزاي ولاكرو.