لندن (رويترز) - يصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى تركيا يوم الخميس سعيا وراء دعم معنوي على الاقل من جارته التي يزداد نفوذها قبل محادثات مع القوى الست الكبرى في اسطنبول بشأن البرنامج النووي. وكانت موافقة ايران على اجراء جولة اخرى من المفاوضات بشأن برنامجها النووي مع بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة هي فقط النتيجة الملموسة لمحادثات عقدت في جنيف هذا الشهر. والامال في حدوث انفراجة محدودة. وكانت ايران تريد عقد ذلك الاجتماع أيضا في اسطنبول لكن الاتحاد الاوروبي رفض معتبرا ان اشتراك تركيا في المحادثات يمكن أن يزيد تعقيد المفاوضات. وتقود مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاترين اشتون المفاوضات مع الجانب الايراني. والسبب الرئيسي لذهاب احمدي نجاد الى تركيا هو مشاركته في اجتماع يشمل ايضا باكستان وافغانستان ودولا من اسيا الوسطى لكنه سيجري ايضا محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال "اعتقد ان المحادثات النووية التي ستستضيفها تركيا في يناير بين ايران والقوى (الكبرى) ستكون جزءا من جدول الاعمال لكن لن تكون الموضوع الوحيد." وبعد سنوات من النجاح في استغلال الانقسامات داخل مجلس الامن لتجنب العقوبات المشددة خضعت ايران منذ يونيو حزيران لسلسة من عقوبات الاممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي استهدفت قطاع الطاقة المهم لاقتصادها. وفي حين تصر ايران على ان العقوبات ليس لها تأثير يقول محللون سياسيون ان صرامة الاجراءات العقابية غير المتوقعة عامل مهم في اعادة طهران الى المحادثات. وتريد تلك القوى ان توقف ايران برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تشتبه في انه غطاء لبناء ترسانة نووية. وتقول ايران ان من حقها تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني وانها لا تريد تطوير اسلحة نووية. وتوسطت تركيا والبرازيل في مايو ايار في اتفاق لتجنب العقوبات. ووافقت ايران في البداية علية لكن موافقتها كانت متأخرة بدرجة تعذر معها تفادي العقوبات. وفي ظل عزلتها تنظر ايران من جديد الى جارتها الغربية التي تزداد قوتها الاقتصادية ونفوذها الدبلوماسي لمساعدتها في تخفيف الضغط. وتأتي زيارة احمدي نجاد ايضا في وقت تشهد فيه السياسية الخارجية الايرانية بحسب بعض المحللين حالة من الارتباك. فقد اقال نجاد بصورة فظة وزير خارجيته منوشهر متكي الاسبوع الماضي واستبدله بحليف مقرب هو كبير المفاوضين النوويين علي اكبر صالحي. وفي اول خطاب له بعد توليه منصبه تحدث صالحي عن اهمية تركيا المتزايدة. ومن الممكن ان تطلب ايران رسميا من تركيا لعب دور الوسيط مع مجموعة الدول الست الكبرى او ربما تنضم بالفعل الى هذه المجموعة. وتقول تركيا من جانبها انها مستعدة لمد يد العون. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية "تركيا تستضيف الاجتماع. واذا طلب منا فعل اي شيء اخر فسنبذل قصارى جهدنا."