ابرم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الثلاثاء اتفاقيات مع الهند حليفة بلاده خلال الحرب الباردة لتعزيز التعاون في ميدان الطاقة النووية المدنية وتطوير طائرة مقاتلة اسرع من الصوت تنافس طائرة امريكية مقاتلة لا يرصدها الرادار. كما ألقى ميدفيديف بثقله وراء مسعى الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن بعد توسيع نطاق العضوية الدائمة فيه في اعقاب دعوات مماثلة من واشنطن وباريس. وزار الهند زعماء كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا والصين اضافة الى روسيا وكلها دول دائمة العضوية في مجلس الامن خلال الستة أشهر الماضية وأبرموا عقودا يصل حجمها الاجمالي الى ما يقرب من 50 مليار دولار. والهند - ثاني اسرع الاقتصادات الكبرى نموا في العالم بعد الصين - واحدة من كبار مستوردي الاسلحة وتعتزم انفاق عشرات الملايين من الدولارات على الدفاع في السنوات القليلة المقبلة لتحديث ترسانتها المتقادمة التي ترجع الى الحقبة السوفيتية. ووقعت روسيا والهند يوم الثلاثاء عقدا طال انتظاره لتطوير جيل خامس من الطائرات المقاتلة الاسرع من الصوت التي لا يرصدها الرادار مثل الطائرة الامريكية المقاتلة اف-22 رابتور كما حسما اتفاقا لتوسيع قدرة محطة هندية للطاقة النووية بنتها روسيا في كودانكولام بجنوب البلاد. وتشعر روسيا بعدم الارتياح من تنامي علاقات الهند مع الولاياتالمتحدة التي اكدها اتفاق تاريخي في مجال الطاقة النووية. ولا تزال روسيا الشريك الاقتصادي والسياسي الوثيق للهند منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق واحتكرت السوق الهندية للسلاح طوال عقود من الزمن لكن نيودلهي تريد ان تقلص اعتمادها على دولة واحدة حتى يعكس ذلك نفوذها المتنامي على الساحة الدولية. وزعماء العالم والمسؤولون التنفيذيون للشركات الكبرى متعطشون للحصول على شريحة من كعكة الاقتصاد الهندي المتوقع ان ينمو بمعدلات تقارب العشرة بالمئة في العقد المقبل مما يجعله احد اكبر خمس اقتصادات في العالم بحلول 2020. وتقول الهند ان حصولها على مقعد في مجلس الامن سيعكس اهمية الدولة العضو في مجموعة العشرين في وقت يساعد فيها اقتصادها البالغ حجمه 1.3 تريليون دولار في تحفيز الاقتصاد العالمي وتمارس فيه حكومتها نفوذا اكثر واكثر في قضايا من جولة الدوحة الى محادثات المناخ. جاء في بيان روسي هندي مشترك "تؤيد روسيا الاتحادية الهند بوصفها مرشحة قوية ومستحقة للحصول على مقعد دائم في مجلس أمن موسع تابع للامم المتحدة." لكن اصلاح مجلس الامن قد يستغرق عشر سنوات. وقال سيدهارث فاراداراجان محرر الشؤون الاستراتيجية بصحيفة هيندو لرويترز "العالم يعتبر صعود الهند شيئا لا يمثل تهديدا له خلافا للتوجس المحيط بصعود الصين واعتقد ان هذا عامل كبير في الاهتمام العالمي المتزايد بالهند." ولم يوضح البلدان تفاصيل عن حجم الاتفاق المحتمل لتطوير الطائرات لكن سبق ان تحدثا عن انتاج ما بين 250 و 300 طائرة مقاتلة على مدى عشر سنوات قيل بصورة غير رسمية ان قيمتها تقارب 35 مليار دولار. وتضغط الشركات الامريكية والاوروبية بشدة للظفر بعقود لتطوير طائرات مقاتلة جديدة في احدى الاسواق الجديدة القليلة لعقود الدفاع الكبيرة. وترى روسيا في الهند ثقلا موازنا للصين وحليفا محتملا في أفغانستان. والتقى ميدفيديف الذي يرافقه وفد كبير من رجال الاعمال برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وسونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الحاكم ويزور تاج محل في أجرا ومومباي العاصمة المالية للهند يوم الاربعاء. وقال مسؤول كبير في الحكومة الهندية طلب عدم نشر اسمه "من المعروف اننا نود تنويع سلة مزودينا في المجالات الاستراتيجية. سنحتفظ دوما بعلاقات وثيقة مع روسيا لكنهم لم يعودوا اللاعب الاوحد في الساحة." واتفقت الهند وروسيا على فتح محادثات بشأن بناء المفاعلين الثالث والرابع لمحطة الطاقة النووية في تاميل نادو. وكانت روسيا قد بنت المفاعلين الاولين. وتحرص روسيا ايضا على تزويد الهند المتعطشة للطاقة بالتكنولوجيا والخبرة النووية بينما تعتزم اضافة 63 الف ميجاوات من الطاقة النووية بحلول 2032 لدعم نموها الاقتصادي. وذكر البيان المشترك ايضا ان الجانبين وقعا ايضا اتفاقا تمد بموجبه روسيا الجيش الهندي بالصواريخ. ولم تنشر اي تفاصيل عن حجم هذه الصفقة. وقال الكرملين ان التجارة مع الهند ستبلغ اجمالا عشرة مليارات دولار هذا العام في حين تظهر الاحصاءات بلوع التجارة الروسية مع الاتحاد الاوروبي 246 مليار دولار في الشهور العشرة الاولى من العام و 47.5 مليار مع الصين في الفترة نفسها. واتفقت الهند وروسيا على تعزيز التجارة الثنائية السنوية بينهما الى 20 مليار دولار بحلول 2015. وتشمل زيارة ميدفيديف لمومباي يوم الاربعاء مركز صناعة السينما الهندية ( بوليوود). وقال ميدفيديف في مؤتمر صحفي مشترك مع سينغ "(في روسيا) تبث الافلام الهندية على مدى اربع عشرين ساعة سبعة ايام في الاسبوع. اعتقد ان هذا لا يوجد سوى في الهند وروسيا." من اليكسي انيشوك وبول دي بنديرن