في الأيام الأخيرة من عام 2010 قام الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بزيارة للهند الأسبوع الماضي في محاولة للحفاظ من جهة علي دفء العلاقات بين موسكو وحليفتها خلال الحرب الباردة ومن جهة أخري. لاستمالة نيودلهي بعيداً عن الغرب الذي يسعي إلي الحصول علي شريحة من كعكة اقتصادها المتوقع أن ينمو بمعدلات تقارب العشرة في المائة خلال السنوات العشر المقبلة. لقد استضافت الهند خلال الشهور القليلة الماضية زعماء كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا والصين الأمر الذي أثار مخاوف روسيا من أن تفتر علاقاتها مع نيودلهي كما تشعر موسكو بعدم الارتياح من تنامي علاقات الهند مع الولاياتالمتحدة التي أكدها اتفاق تاريخي في مجال الطاقة النووية. لكن الاستقبال الحافل الذي لقيه الرئيس الروسي في الهند وإبرامه اتفاقيات في ميدان الطاقة النووية المدنية وتطوير طائرة مقاتلة أسرع من الصوت قدم الدليل علي أن العلاقات بين موسكو ونيودلهي لاتزال دافئة بعد حقبة الحرب الباردة. ووقعت روسيا والهند الأسبوع الماضي عقداً طال انتظاره لتطوير جيل خامس من الطائرات المقاتلة الأسرع من الصوت التي لا يرصدها الرادار مثل الطائرة الأمريكية المقاتلة "إف22. رابتور".. ولم يوضح البلدان تفاصيل عن حجم الاتفاق المحتمل لتطوير الطائرات. لكن سبق أن تحدثا عن إنتاج ما بين 250 و300 طائرة مقاتلة علي مدي عشر سنوات قيل بصورة غير رسمية أن قيمتها تقارب 35 مليار دولار. ولم يفت الرئيس الروسي أن يلقي بثقله وراء مسعي الهند للحصول علي مقعد دائم في مجلس الأمن في أعقاب دعوات مماثلة من واشنطن وباريس وذلك بعد توسيع نطاق العضوية الدائمة فيه تعكس القوة المتنامية للاقتصادات الصاعدة. لاتزال روسيا الشريك الاقتصادي والسياسي الوثيق للهند منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق واحتكرت السوق الهندية للسلاح طوال عقود من الزمن لكن نيودلهي تريد أن تقلص اعتمادها علي دولة واحدة حتي يعكس ذلك نفوذها المتنامي علي الساحة الدولية.