حثت الصين كوريا الشمالية يوم الثلاثاء على قبول عرضها بالسماح لمراقبي الاممالمتحدة النوويين بدخول البلاد كوسيلة لتخفيف التوترات الدولية خلال مواجهة مع كوريا الجنوبية. وتحث الصين الحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية بشكل مستمر على الحوار لحل الازمة وامتنعت عن الانحاء باللائمة على جارتها في قصف جزيرة كورية جنوبية الشهر الماضي أدى الى قتل اثنين من مشاة البحرية ومدنيين اثنين. واجرت كوريا الجنوبية مزيدا من التدريبات بالذخيرة الحية في الجزيرة يوم الاثنين مما زاد المخاوف من نشوب حرب شاملة ولكن كوريا الشمالية لم ترد . وبدلا من ذلك عرضت قبول المفتشين النووين الذين قامت بطردهم من البلاد من قبل. وقالت جيانج يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين ان "كوريا الشمالية تملك الحق في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية ولكن عليها ايضا في نفس الوقت السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول البلاد. "على كل الاطراف ادراك ان القصف المدفعي والقوة العسكرية لا يمكن ان يحلا المشاكل في شبه الجزيرة وان الحوار والتعاون هما الاسلوبان السليمان فقط." وقال حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون لدى عودته من زيارة لبيونجيانج حيث عمل كمبعوث غير رسمي ان كوريا الشمالية وعدت بالسماح بدخول مفتشين للتأكد من عدم معالجتها يورانيوم عالي التخصيب. وقال للصحفيين ان كوريا الشمالية اظهرت"موقفا واقعيا" خلال محادثات غير رسمية. واردف قائلا في بكين ان "الشيء المحدد هو انهم سيسمحون لافراد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالذهاب الى يونجبيون للتأكد من انهم لا يعالجون يورانيوم عالي التخصيب وانهم ماضون في الاغراض السلمية." ولكن محللين قالوا انه لم يعرف مدى حرية الحركة التي سيحصل عليها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لان كوريا الشمالية حدت من رقابتهم في الماضي. واضافوا ايضا ان مصدر القلق الرئيسي هو ما اذا كانت هناك مواقع نووية اخرى مخفية خارج يونجبيون. وقال اندريه لانكوف في جامعة كوكمين في سول ان"السؤال الباقي هو ما اذا كانت تلك هي المنشأة الوحيدة. يسهل اخفاء برنامج تخصيب اليورانيوم بالمقارنة مع برنامج بلوتونيوم." وتشك كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة في ان كوريا الشمالية لديها مزيد من المواقع الجاهزة لتخصيب اليورانيوم خارج يونجبيون وهو المجمع الذي يعد لب برنامج اسلحة البلوتونيوم الكوري الشمالي. وقالت كوريا الشمالية التي رفضت الاشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2002 وطردت المفتشين في ابريل نيسان الماضي انها لا تريد تخصيب اليورانيوم الا للمستوى المنخفض المستخدم في صنع وقود لبرنامج مدني للطاقة النووية. ولكن من اجل التحقق من ذلك ستحتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى حرية اطلاع مستمرة دون قيود على كل انشطة كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم. وقال ريتشاردسون عن عرض كوريا الشمالية "اعتقد انه لفتة مهمة من جانبهم ولكن مازال لابد وان يكون هناك التزام في نهاية الامر من جانب الكوريين الشماليين لنزع السلاح النووي والالتزام باتفاقية 2005 التي تقول انهم سينهون انشطتهم فيما يتعلق بالاسلحة النووية. "الان لابد وان تكون هناك افعال وليس اقوالا ." واضاف ان هذا العرض قد يمهد الطريق امام استئناف المحادثات السداسية التي تضم ايضا الولاياتالمتحدة وروسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية على الرغم من فتور واشنطن وسول وطوكيو ازاء هذه الفكرة وامتعاضهم من مكافأة ما يعتبرونه سلوكا سيئا. ومازال مجلس الامن الدولي يواجه طريقا مسدودا في جهوده لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية ولكن امتناع كوريا الشمالية عن الرد على المناورات الكورية الجنوبية بالاضافة الى العرض المتعلق بالمفتشين النوويين اتاحا فرصة لالتقاط الانفاس. ولكن مسؤولا بالحكومة الكورية الجنوبية طلب عدم نشر اسمه قال ان سول لا يمكن ان تأخذ العرض الكوري الشمالي بشكل جدي لانه ليس رسميا. واضاف ان الاطراف الخمسة لابد وان تتفق اولا على ما تعرضه على كوريا الشمالية.