افتتح مساء يوم الجمعة في دار الاوبرا المصرية مؤتمر (الارشيف والدولة الحديثة.. تجارب تاريخية ورؤى مستقبلية) الذي يستعرض فيه باحثون عرب وأجانب منهم رؤساء لارشيفات وطنية في بلادهم كيفية تحول الارشيف من مكان لحفظ الوثائق الى أداة لتداول المعرفة التاريخية واتاحتها للباحثين والقراء. والمؤتمر الذي تنظمه الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في مصر يناقش في اليومين القادمين قضايا منها (حجج الامراء والسلاطين كمصدر لتاريخ المدارس في العصر المملوكي) و/الارشيف والحداثة/ و/ الارشيف والسلطة/ و/الارشيف ودراسات تاريخ النظم/ و/مشروعات الاصلاح/ و/الوثائق والتاريخ/ و/التاريخ والمجتمع/ و/مشروعات رقمنة الوثائق/ و/أوبرا القاهرة.. من مؤسسة خديوية الى مؤسسة عامة في ضوء الارشيف المصري/ حيث افتتحت دار الاوبرا بالقاهرة عام 1869 بالتزامن مع الاحتفال بافتتاح قناة السويس. وقال المقرر العام للمؤتمر عبد الواحد النبوي في الافتتاح ان الارشيف يمثل ركنا مهما في بناء الدولة الحديثة باعتباره مسؤولا عن مد صانع القرار بكل ما يستند اليه من معلومات منذ عصر محمد علي الذي حكم مصر بين عامي 1805 و1848 "وأدرك أهمية صناعة الارشيف" كما اهتم قادة ثورة 1952 التي أنهت الحكم الملكي بأهمية الارشيف "في صياغة مرحلة جديدة" من تاريخ مصر. وأضاف أن المؤتمر يكتسب أهميته من مناقشة عدد من الافكار والاقتراحات "لوضع الارشيف على خريطة ادارة الحكم" في العالم العربي. أما محمد صابر عرب رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بمصر فقال -في كلمة ألقاها الباحث فاروق جاويش- ان الارشيف ليس عملا متحفيا ولكنه وسيلة لحفظ المعلومات ونشرها وان "اتاحة الوثيقة حق من حقوق المواطنة." وقدم اقتراحات للمؤتمر منها بحث مبالغة كثير من الارشيفات العربية "في مفهوم السرية وما يترتب على ذلك من حجب وثائق مهمة" تعد المصدر الاساسي للبحث العلمي. وقال ان دار الكتب بمصر توفر معظم ما تمتلكه من وثائق باستثناء نسبة "ضئيلة جدا" لا تتجاوز اثنين أو ثلاثة بالمئة لدواع أمنية. ومن المشاركين في المؤتمر ديفيد ليتش سكرتير عام المجلس الدولي للارشيف والباحث المجري ادم ميستيام وقاسم أبو حرب نائب مدير مركز الوثائق الفلسطيني وسلوى العياشى رئيس الارشيف التونسي والاردني محمد محمود العناقرة والسعودي عبد الله المبرز وبهاء الابراهيمي رئيس الارشيف الكويتي والقاضي علي أبو الرجال رئيس الارشيف اليمني. ومن المصريين خالد فهمي وعبد الحميد شلبي وخلف الميري وأحمد المصري وأنصاف عمر وجيهان محمود وعمرو رياض الاستاذ بجامعة لايدن بهولندا وزينب أبو المجد من جامعة أولبرين بالولايات المتحدة. وفي نهاية الافتتاح عرض الفيلم الوثائقي (دور الارشيف في بناء الدولة الحديثة) واستعرض الذاكرة المصرية منذ العصور القديمة حيث كان المصريون يوثقون الاحداث بالكتابة الغائرة على جدران المعابد والمقابر حتى انشاء (الدفترخانة المصرية) عام 1828 قبل عشر سنوات من انشاء دار المحفوظات العامة في لندن ثم أنشئت (الكتبخانة المصرية) عام 1870 "كأول مكتبة وطنية في العالم العربي".