فيينا (رويترز) - ربما كان الاتفاق على اجراء المزيد من المحادثات هو أقصى أماني القوى الكبرى من اجتماعها الاول مع ايران بعد أكثر من عام والذي كشف عمق الانقسامات في النزاع بين طهران والغرب بشأن برنامجها النووي. ورغم أن نتيجة المناقشات التي استمرت يومين في جنيف وانتهت بالاتفاق على الاجتماع مجددا مطلع العام المقبل قد تسمح للغرب بزيادة اماله في احراز تقدم محتمل تجاه حل النزاع الا أنه لم تظهر اشارات مهمة على أي تقارب في القضايا الجوهرية. وأوضح سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين في الشأن النووي أن موقف الجمهورية الاسلامية لن يتغير فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم الذي يخشى الغرب أن يكون الهدف منه هو صنع قنابل لكن طهران تقول انه يهدف فقط الى توليد الكهرباء. وتريد القوى الست التي تشارك في جهود ايجاد حل دبلوماسي للنزاع وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين أن توقف ايران هذا النشاط لطمأنة العالم بشأن نواياها. لكن محللين يقولون ان الزعماء المتشددين في ايران يستغلون البرنامج النووي لحشد التأييد لهم داخل ايران وصرف الانتباه عن مشاكل داخلية وانه من غير المرجح أن يوافقوا على هذا الطلب. وقال جليلي للتلفزيون الرسمي الايراني "لن نناقش الحقوق النووية الايرانية ولن تقبل ايران الضغط على الاطلاق." ويرى مسؤولون غربيون أن العقوبات الدولية الاكثر صرامة التي فرضت على ايران منذ يونيو حزيران تضر باقتصاد البلد الذي يعتمد على النفط ويأملون أن يجبر هذا الامر طهران على الدخول في مفاوضات جادة بشأن برنامجها النووي. وتنفي ايران أي تأثير لهذه العقوبات وتقول ان العقوبات التجارية وغيرها من العقوبات التي فرضت عليها منذ الاطاحة بالشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة عام 1979 جعلت البلاد أقوى. واذا كانت هذه اللهجة متوقعة من ايران الا أن خبراء ودبلوماسيين لا يثقون في أن الضغط الخارجي وحده سيكون كافيا لاجبار طهران على التراجع وقال البعض ان القوى العالمية قد تضطر للبحث عن حلول وسط. وقال دبلوماسي من دولة غربية لا تشارك في المحادثات "يعتمد الامر في نهاية المطاف على حسابات ايران واذا كانت تريد الحصول على قنبلة أم لا. وأضاف "الوضع الحالي مناسب لهم في الحقيقة ان كانوا يريدون قنبلة." وفي تأكيد لاراء بعض الخبراء النوويين قال الدبلوماسي انه يعتقد أن السبيل الوحيد لانهاء الجمود هو أن تقبل القوى باستمرار بعض أنشطة التخصيب الايراني. وبموجب هذا السيناريو يتعين على ايران السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بالقيام بعمليات تفتيش أوسع للتأكد من أن طهران لا تطور سرا أسلحة نووية. وقال شانون كايل الخبير في الانتشار النووي بمعهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام انه يعتقد أن القوى العالمية وايران بحاجة "للخروج من لعبة ليس فيها فائز الى وضع يمكن فيه للجانبين اعلان الفوز." لكن كلا الاحتمالين مازالا غامضين مع تكرار مطالبة ايران بتعليق كل أنشطة التخصيب بموجب قرارات مجلس الامن الدولي ومع رفض ايران المتكرر لعمليات تفتيش أكثر صرامة من الاممالمتحدة على نشاطها النووي. وقال ديفيد هارتويل محلل شؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط في مجموعة اي. اتش.اس. جينز ان تخصيب اليورانيوم "بالنسبة للايرانيين حق أصيل ... ولديك النظام الايراني الحالي الذي يبدو أنه لن يتغير." وحث دبلوماسي ايراني سابق يدعى صادق خرازي الجانبين على التخفيف من حدة تصريحاتهما لاعطاء المحادثات فرصة. وكتب الاسبوع الحالي في صحيفة فايننشال تايمز قائلا "النجاح ممكن اذا أتيح الوقت لتطوير اتفاق مناسب للطرفين مع الضمانات الامنية والاعتراف بدور ايران ومصالحها المشروعة في منطقتها. "لكن التهديد بفرض عقوبات جديدة والتلويح باستخدام القوة سيضران بفرص السلام الضئيلة."