بيشاور (باكستان) (رويترز) - قال زعيم ميليشيا قبلية في شمال غرب باكستان يوم الثلاثاء انه مصمم على محاربة محاولات طالبان السيطرة على المنطقة ولن يردعه تفجير انتحاري في اليوم السابق. وشن مهاجمان انتحاريان هجوما على مجمع يضم مكتب مسؤول حكومي كبير في منطقة مهمند يوم الاثنين أثناء اجتماع حول سبل دعم الميليشيا التي تعرف باسم العسكر. وسقط 40 قتيلا على الاقل وأصيب 60 شخصا بجروح. وقال ديلاور ادي زاي "لن نلقي أسلحتنا.. لن نسمح لطالبان بأن تستعيد السيطرة على أرضنا.. سنحاربهم." والميليشيا التي يتزعمها ادي زاي وتضم نحو 1200 مقاتل هي احدى الميليشيات التي تشكلت لمساعدة الحكومة على محاربة المتشددين. وينتقد ادي زاي حجم الدعم الحكومي للميليشيا التي يتزعمها. وقال "الحكومة لا تدفع حتى ثمن الرصاص الذي نطلقه. انه لامر محزن. المتشددون أفضل حالا من رجالي لانهم يحصلون على الاسلحة والذخائر مجانا وتحصل عائلاتهم على تعويض اذا قتلوا." وتحتاج باكستان التي تشكو من نقص في الاموال الى كل المساعدة التي تستطيع الحصول عليها في الحرب ضد المتشددين المرتبطين بالقاعدة المصممين على زعزعة استقرار الحكومة الباكستانية المدعومة من الولاياتالمتحدة. وتشجع السلطات الباكستانية رجال قبائل البشتون على الحدود الافغانية على احياء ميليشيات تقليدية للتصدي للتشدد الاسلامي المتصاعد. وبموجب تقليد عمره قرون شكلت قبائل البشتون ميليشيات في المناطق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي لمحاربة العصابات الاجرامية وفرض أعرافهم القبلية. وردت طالبان باغتيال شيوخ القبائل ورجال الميليشيات وشن تفجيرات انتحارية. وقال عصام الدين محسود وهو أحد شيوخ القبائل في وزيرستان الجنوبية الذي قاوم جهود الحكومة لتشكيل ميليشيا "طالبان الباكستانية قوية للغاية ونحن لسنا أقوياء. لا وجه للمقارنة. رأيتم ما فعلوه مع هؤلاء الذين تحدوا طالبان." والمخاطر كبيرة. وتوجد قواعد ومخابئ في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان لبعض الجماعات المتشددة الاكثر خطورة في العالم. وتعتقد الولاياتالمتحدة أنه لا يمكن كسب الحرب ضد التشدد اذا لم تقض باكستان على هذه الجماعات. وقال مسؤول عسكري كبير في شمال غرب البلاد "لا يمكنك السيطرة على منطقة شاسعة كتلك لفترة طويلة بالجنود وحدهم ويتعين عليك دفع السكان لتحمل مسؤولية تأمين قراهم وبلداتهم." وأضاف "يعرف رجال القبائل أن حياتهم مهددة وأن المتشددين سيواصلون الهجوم عليهم لكن يتعين عليهم أن يقاتلوا دفاعا عن بقائهم." (شارك في التغطية كامران حيدر في اسلام اباد وفارس علي في بيشاور وسعود محسود في ديرا اسماعيل خان)