تعرض موقع ويكيليكس الاربعاء لسلسلة مشاكل بعد ان اصدرت الشرطة الدولية (انتربول) مذكرة توقيف بحق مؤسسه جوليان اسانج، واعلن موقع امازون التوقف عن استضافته، في وقت لا تزال المذكرات الدبلوماسية الاميركية التي ينشرها تدفع بواشنطن الى السعي للتهدئة بعد شعور شركاء لها بتعرضهم للخداع. وقد اعلنت الشرطة الدولية الثلاثاء انها اصدرت "مذكرة حمراء" بحق جوليان اسانج الذي اصدرت السويد مذكرة توقيف بحقه في اطار تحقيق بتهمة "اغتصاب واعتداء جنسي". الا ان مارك ستيفنز احد محامي الاسترالي البالغ من العمر 39 عاما ان مذكرة التوقيف هذه قد ترتبط بالمعلومات التي كشفها موقع ويكيليكس وبرد الفعل "العدائي" من جانب الولاياتالمتحدة التي ازعجها للغاية نشر 250 الف وثيقة دبلوماسية بدأ موقع ويكيليكس ببثها الاحد. ورفض ستيفنز الافصاح عن مكان وجود موكله. الى ذلك، خسر الموقع الالكتروني احدى الشركات الكبرى التي يتعاون معها: العملاق الاميركي في البيع عبر الانترنت "امازون". وقال السناتور الاميركي جو ليبرمان "صباح اليوم (الاربعاء)، ابلغت امازون العاملين معي بانها توقفت عن استضافة ويكيليكس". وكلف الرئيس الاميركي باراك اوباما من جانبه مسؤولا رفيعا في مكافحة الارهاب بمنع حصول تسريبات جديدة لوثائق سرية من جانب ادارته. واشار البيت الابيض في بيان الى ان راسل ترافيرس المدير المساعد لخدمات تبادل المعلومات في المركز الوطني لمكافحة الارهاب "سيقود جهدا شاملا يرمي الى اعداد وتطبيق الاصلاحات البنوية التي برزت الحاجة البها في ضوء تسريبات ويكيليكس". كما اورد تقرير نشر الاربعاء في كندا قلق السفير الاميركي في كابول من ان يتسبب نشر الاف الوثائق الدبلوماسية الحساسة بدفع الرئيس الافغاني حميد كرزاي الى "قطع جسور التواصل" مع ائتلاف الحلف الاطلسي. وفي برقية حصلت عليها صحيفة ناشونال بوست، روى السفير الكندي في افغانستان وليام كروزبي تفاصيل اجتماعه السبت مع نظيره الاميركي كارل ايكينبيري. وكتب السفير الكندي ان "القلق الرئيسي (لدى ايكينبيري) يكمن في ان هذه التسريبات تكشف الافكار التكتيكية والسياسية والاستراتيحية اضافة الى الاراء والعلاقات المميزة مع اعضاء في حكومة كرزاي وشخصيات اخرى مهمة في افغانستان". من جهة اخرى، بحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء في "التعقيدات" المرتبطة بتسريبات موقع ويكيليكس. واشار متحدث باسم الاممالمتحدة في بيان الى ان بان وكلينتون التقيا على هامش قمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا المنعقدة في كازاخستان. واوضح البيان ان المسؤولين بحثا في "التعقيدات التي تسبب بها تسريب العديد من المذكرات الدبلوماسية الاميركية مؤخرا" والتي تم نشرها عبر موقع ويكيليكس، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وكان البيت الابيض وصف الاربعاء دعوة اسانج كلينتون الى الاستقالة بانها "سخيفة"، فيما اقر المتحدث باسمها بان التسريبات التي قام بها الموقع ستجعل عملها اكثر صعوبة. وقال اسانج في مقابلة مع مجلة تايم نشرت الثلاثاء انه "يجدر (بكلينتون) الاستقالة اذا ثبت انها مسؤولة عن اعطاء شخصيات دبلوماسية اميركية اوامر بالقيام بمهام تجسس في الاممالمتحدة، بما ينتهك الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولاياتالمتحدة". من جهتها، سعت واشنطن الى طمأنة القادة الاجانب خلال قمة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا تعقد حاليا في كازاخستان. وابلغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محاوريها ان البرقيات المعنية "مصدرها مسؤولون صغار ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الولاياتالمتحدة". وابدت خصوصا دعمها لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي وصفته برقيات دبلوماسية بأنه "غير مسؤول ومعتد بنفسه وغير فاعل". وقالت "ليس لدينا صديق افضل منه". واحدى المذكرات الدبلوماسية التي تم نشرها الاربعاء تخص باكستان. وفي برقية مؤرخة العام 2009، تبدي السفيرة الاميركية لدى اسلام اباد قلقها من امكان وضع اسلاميين يدهم على الاسلحة النووية في باكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي. وكتبت السفيرة الاميركية في ذلك الوقت آن باترسون "ان مصدر قلقنا الرئيسي ليس قيام مسلح اسلامي بسرقة سلاح نووي باكمله، بل امكان ان يقوم شخص يعمل في المرافق الباكستانية الحكومية بتهريب مواد نووية تدريجا تكفي لصنع سلاح نووي". وردت اسلام اباد معتبرة ان هذه المخاوف "غير مبررة". وصرح ناطق باسم الخارجية الباكستانية ان "مخاوفهم غير مبررة على الاطلاق ... لم يسجل حادث واحد يتعلق بمواد انشطارية ما يدل بشكل واضح على مدى قوة سيطرتنا". كما صدر موقف من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي انتقد في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان النظام الانتخابي الاميركي ردا على برقية كشفها موقع ويكيليس اوردت ان وزير الدفاع روبرت غيتس اعتبر ان الديموقراطية الروسية "قد زالت". وقال الرئيس الروسي السابق ان الفائز في انتخابات رئاسية اجريت مرتين في الولاياتالمتحدة، لم يكن المرشح الذي حصل على اكبر عدد من الاصوات، بل الذي حصل على اكبر عدد من اصوات الهيئة الناخبة، مشيرا بذلك الى انتخابات 2000 التي قررت نتيجتها في النهاية المحكمة العليا وفاز بها جورج بوش. وقال اوليفيه تيسكيه الصحافي في موقع "اوني" القريب من ويكيليكس لفرانس برس ان الوثائق الدبلوماسية التي سيتم كشفها في الايام المقبلة ستشمل روسيا اضافة الى المصارف "وخصوصا بنك اوف اميركا".